استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في غياب المشروع العربي

الثلاثاء 25 يوليو 2023 03:35 ص

في غياب المشروع العربي

بقاء حالة الجمود السياسي والاجتماعي والفكري ليس إلا مواصلة لوضع الاستنزاف الذي سقطنا جميعا فيه.

يتأكد يوميا أن التغيير أو طلب التغيير ضرورة ملحة تصب في مصلحة الأمن القومي العربي بما فيه أمن الأنظمة الحاكمة.

ضرورة الاعتراف بزيف كل الأطروحات التي تدفع إلى التعويل على الخارج أو التحالف معه لأجل نهضة العرب وخروجهم من دائرة التخلف.

توظيف القوى الصلبة في الدولة العربية من جيش وأمن لصالح النظام لا لصالح الدولة والشعب سيعود بالوبال على الأمة كلها شعوبا وحكومات.

التناحر والتقاتل بين الأنظمة والكيانات السياسية العربية، بما فيها حركات المعارضة، هو السبب الأساسي الذي يمنع قيام مشروع عربي قابل للتنفيذ.

المفارقة أن كل تغيير يحصل من الداخل أو الخارج سرعان ما يصبح نزيفا لا يتوقف كما هو الحال خلال الغزو الأميركي للعراق أو ما حدث خلال الثورات الأخيرة.

لا بد من وسائل عملية ناجعة لمنع العنف والفوضى الناجمة عن انسداد الأفق السياسي والاجتماعي في كثير من الدول العربية كما حدث خلال الثورات الأخيرة.

لا تملك المنطقة العربية مشروعا جامعا لتجاوز الوهن والركود الراهن، سواء كان مشروعا رسميا نابعا من قرار سياسي حاكم أو مشروعا شعبيا ترفعه نخب سياسية أو فكرية.

* * *

لا ننكر اليوم أن المنطقة العربية لا تملك مشروعا جامعا لتجاوز حالة الوهن والركود التي أصابتها، سواء كان هذا المشروع رسميا نابعا من قرار سياسي حاكم أو مشروعا شعبيا ترفعه نخب سياسية أو فكرية ما.

إن كل تغيير يحصل من الداخل أو من الخارج سرعان ما يتحوّل إلى نزيف لا يتوقف كما هو الحال خلال الغزو الأميركي للعراق أو ما حدث خلال الثورات الأخيرة.

ما هو الحل إذن ؟الجواب على قدر كبير من الصعوبة والعسر لكنّ شروط الجواب ممكنة، أي أننا نستطيع تبيّن السياق الذي يمكن فيه للمنطقة وشعوبها وأنظمتها أن تخرج من النفق الذي لا تزال حبيسة فيه.

القناعة الأولى هي أن البقاء على هذه الحالة من الجمود السياسي والاجتماعي والفكري ليس إلا مواصلة لوضع الاستنزاف الذي سقطنا جميعا فيه. وهو ما يعني أن التغيير أو طلب التغيير صار ضرورة ملحة تصب في مصلحة الأمن القومي العربي بما فيه أمن الأنظمة الحاكمة.

القناعة الثانية هي أن التناحر والتقاتل بين الأنظمة والكيانات السياسية العربية، بما فيها حركات المعارضة، هو السبب الأساسي الذي يمنع قيام مشروع عربي قابل للتنفيذ. وهو ما يعني أنّ هذه الحالة تصبّ في مصلحة أعداء العرب والمسلمين وأن نتائجها الوخيمة لن تستثني أحدا.

القناعة الثالثة مفادها أن توظيف القوى الصلبة في الدولة العربية من جيش وأمن لصالح النظام لا لصالح الدولة والشعب سيعود بالوبال على الأمة كلها شعوبا وحكومات.

القناعة الرابعة هي أهمية الفاعل السياسي في عملية التغيير هذه لتجنب التصادم بين المكون السياسي أو السلطة الحاكمة من جهة والشعوب من جهة ثانية. أي أنه لابد من البحث عن وسائل عملية ناجعة لمنع العنف والفوضى الناجمة عن انسداد الأفق السياسي والاجتماعي في كثير من الدول العربية كما حدث خلال الثورات الأخيرة.

القناعة الخامسة تتمثل في ضرورة الاعتراف بزيف كل الأطروحات التي تدفع إلى التعويل على الخارج أو التحالف معه من أجل نهضة العرب وخروجهم من دائرة التخلف فلا نهضة للعرب إلا من داخلهم بثقافتهم ولغتهم وشبابهم ووعيهم.

هذه بعض الشروط الضرورية لوقف النزيف وإعداد ما يستطيع به الجيل القادم أو الذي يليه صناعة نهضة حقيقية قادرة على القطع نهائيا مع حالة الانهيار الحضاري وإعداد الطريق لدخول التاريخ مثلما فعلت بقية الأمم.

*د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية المحاضر بجامعة السوربون، باريس

المصدر | الوطن

  كلمات مفتاحية

التغيير نزيف الجمود العنف الفوضى التخلف الأنظمة القوة الصلبة الأمن القومي الدول العربية المشروع العربي