استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما الجديد فى زيارة الرئيس الإسرائيلى لواشنطن؟

الأربعاء 26 يوليو 2023 05:43 ص

ما الجديد فى زيارة الرئيس الإسرائيلى لواشنطن؟

الحدث يبدو للبعض عاديًا، فما الجديد فى مواقف الرموز السياسية الأمريكية المنحازة لإسرائيل؟

والحقيقة أن هناك كلها تحولات جوهرية لكنها تحتاج لسنوات حتى تجسدها السياسة الأمريكية على أرض الواقع.

المؤسسات السياسية، كالكونغرس، محافظة بطبيعتها، وأى تغيير سياسى لا يحدث فيها بين يوم وليلة، وإنما يكون تدريجيًا وتراكميًا.

بينما لايزال السياسيون الأمريكيون يستخدمون كليشيهات من نوع «إسرائيل دولة ديمقراطية»، فإن 9% فقط من الأمريكيين نعتوها بتلك الصفة!

رغم أن الذين قاطعوا خطاب هرتزوغ عددهم محدود (9) «ويمثلون أقلية داخل الحزب الديمقراطى إلا أن موقفهم أقرب للاتجاه العام السائد»، مما قد يبدو عليه.

عشية زيارة الرئيس الإسرائيلى، وصفت النائبة الديمقراطية براميلا جايابال إسرائيل بـ«دولة عنصرية»، وأعلنت أنها، كعدد من النواب الديمقراطيين، سيقاطعون خطابه.

غدا شباب يهود أمريكا أكثر انتقادًا علنًا لإسرائيل من الأجيال السابقة. والفجوة بينهم وبين لوبى إسرائيل تتسع كل يوم، إذ صار الأخير أكثر يمينية اليوم من أى وقت مضى.

أن يتداول أعضاء بالكونغرس، مهما قلَّوا، خطابًا مختلفًا حول إسرائيل يُحدث تحولًا هامًا ويضيف مفردات جديدة ولو أدينت بدايةً، لكنها تفرض نفسها مع الوقت وتصبح معتادة.

* * *

السياسة الأمريكية كلها محلية، يتلاشى فيها الخط الفاصل بين الداخلى والخارجى. ومن يتابع من أعلى، أي من واشنطن العاصمة، يغيب عنه الكثير، وعادة ما يجد نفسه إزاء تطورات تفاجئه أو يقلل من مغزاها.

وما جرى الأسبوع الماضى مثال ممتاز. فعشية زيارة الرئيس الإسرائيلى، إسحق هرتزوغ، لواشنطن وإلقاء خطابه أمام الكونغرس، وصفت النائبة الديمقراطية براميلا جايابال إسرائيل بأنها «دولة عنصرية»، وأعلنت أنها، كعدد من النواب الديمقراطيين، سيقاطعون خطاب الرئيس الإسرائيلى.

وما إن قالت جايابال ما قالت حتى قامت الدنيا ولم تقعد فى واشنطن، وانطلقت عاصفة من الإدانات من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، حتى اضطرت جايابال للتراجع، مشيرة إلى أنها قصدت سياسات الحكومة الإسرائيلية، لا دولة إسرائيل، بوصف العنصرية.

وإن أصرت على أن الوضع «لم يعد محتملًا ولا عادلًا». ثم أعد الجمهوريون مشروع قرار وافق عليه المجلس بأغلبية ساحقة من الحزبين، بمن فيهم جايابال، يؤكد أن إسرائيل «ليست دولة عنصرية ولا دولة أبارتهايد».

والحدث يبدو للبعض عاديًا، فما الجديد فى مواقف الرموز السياسية الأمريكية المنحازة لإسرائيل؟

لكن تلك صورة واشنطن، لا الصورة خارجها. فهناك تحولات جوهرية فى المجتمع الأمريكى، كنت قد أشرت لها مرات متكررة فى هذا المكان، وتتعلق بالرأى العام الأمريكى عمومًا بل وبين اليهود الأمريكيين، خصوصًا الشباب منهم.

وهو ما أكده مقال نُشر مؤخرًا فى مجلة «تايم» الأمريكية يشير لأحدث استطلاعات الرأى الأمريكية. وتقول كاتبة المقال إنه رغم أن الذين قاطعوا خطاب هرتزوغ عددهم محدود (لا يزيدون على 9) «ويمثلون أقلية داخل الحزب الديمقراطى إلا أن موقفهم أقرب للاتجاه العام السائد»، مما قد يبدو عليه.

والمقال يسرد النسب المئوية التى كشف عنها استطلاع أجرته غالوب، العام الحالى، يشير إلى أن التعاطف مع الفلسطينيين بين الديمقراطيين يصل إلى 49% مقابل 38% لصالح إسرائيل.

أما التعاطف مع الفلسطينيين بين الأمريكيين عمومًا فيصل حاليا إلى 31%، وهو تحول مهم بالنظر لأنه «لم يتعدَّ 12%» العقد الماضى. أكثر من ذلك فإن استطلاعًا للرأى أجرته جامعة مريلاند ومؤسسة إبسوس، عشية زيارة هرتزوغ، سأل المستطلعة آراؤهم عما يفضلونه حال غياب حل الدولتين، فقال ثلاثة أرباعهم إنهم يفضلون حل «الدولة الواحدة الديمقراطية»، لا الدولة اليهودية التى تميز ضد غير اليهود وتحرمهم من المواطنة الكاملة.

وبينما لايزال السياسيون الأمريكيون يستخدمون كليشيهات من نوع «إسرائيل دولة ديمقراطية»، فإن 9% فقط من الأمريكيين نعتوها بتلك الصفة!

والتحول بين يهود أمريكا لا يقل أهمية، إذ يحدث بشكل تراكمى طوال السنوات العشر الأخيرة. فقد غدا الشباب تحديدًا أكثر انتقادًا لإسرائيل فى العلن من الأجيال السابقة. والفجوة بينهم وبين لوبى إسرائيل تتسع كل يوم، إذ صار الأخير أكثر يمينية اليوم من أى وقت مضى.

والحقيقة أن تلك كلها تحولات جوهرية، ولكنها تحتاج لسنوات حتى تجسدها السياسة الأمريكية على أرض الواقع.

فالسياسيون المنتخبون فى الولايات المتحدة يصلون لمناصبهم عبر انتخابات تتكلف أموالًا باهظة توفرها جماعات المصالح مثل لوبى إسرائيل وعدد محدود من كبار الأثرياء الصهاينة، وبعضهم من غير اليهود بالمناسبة. ثم إن المؤسسات السياسية، كالكونغرس، محافظة بطبيعتها، وأى تغيير سياسى لا يحدث فيها بين يوم وليلة، وإنما يكون تدريجيًا وتراكميًا.

ووجود أعضاء بالكونغرس، مهما قلَّ عددهم، يستخدمون خطابًا مختلفًا بخصوص إسرائيل يُحدث تحولًا بالغ الأهمية لأنه يضيف مفردات جديدة، حتى لو أدينت أول الأمر، تفرض نفسها مع الوقت وتصبح معتادة.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

أمريكا الكونغرس شباب إسرائيل تحولات يهود أمريكا لوبي إسرائيل إسحق هرتزوغ دولة عنصرية الدولة اليهودية الدولة الواحدة الديمقراطية