مقتل العشرات بينهم عسكريون في حرائق غابات عنيفة شرق الجزائر..تعازي من دول عدة أبرزها المغرب

الأربعاء 26 يوليو 2023 06:19 ص

لقي ما لا يقل عن 35 شخصا، بينهم 10 عسكريين، حتفهم، وجرى إجلاء الآلاف إثر اندلاع حرائق غابات في أنحاء متفرقة من الجزائر، حسبما أعلنت السلطات، قبل أن تتقدم عدة دول بتعازيها للجزائر.

وسُجّل اندلاع 97 حريقا بالغابات في 16 ولاية بالجزائر، وتأثرت العديد من المحاصيل والأراضي الزراعية التي وصلتها النيران الأربعاء، في تلك المناطق.

ويعمل حوالي 7500 من رجال الإطفاء مزودين بـ350 عربة مطافئ للسيطرة على الحرائق.

وأصيب 26 شخصا بجروح، فيما أُجلي نحو 1500 شخص من منازلهم، في مناطق فناية وبجاية والزبربر والبويرة.

وسقط 10 قتلى من الجنود، جراء تصديهم ومكافحتهم للحرائق في منطقة بجاية، حسب وزارة الدفاع الجزائرية.

وشهدت منطقة القبائل الجبلية، إلى الشرق من العاصمة الجزائر، استعاراً في نيران الحرائق التي امتدت بمساعدة الرياح العاتية إلى مناطق سكنية في مدينتي بجاية وجيجل الساحليتين.

وسجلت المناطق الشمالية في الجزائر خلال الأيام القليلة الماضية درجات حرارة قياسية عند 48 درجة مئوية.

وأظهرت عدة شرائط فيديو مواطنين يواجهون النيران بدون معدات، وفي بعض الأحيان بواسطة أغصان الأشجار كما كان الحال في قرية آيت صالح في بجاية.

كما انتشرت فيديوهات وصور على شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر ألسنة النيران وهي تلتهم المنازل والغابات وسكان القرى يركضون بحثا عن أماكن آمنة تتوفر فيها المياه.

وانتشرت كذلك تعليقات غاضبة تنتقد ما سماه أصحابها "جمود" السلطات الجزائرية.

من جانبه، قدم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون تعازيه لعائلات الضحايا.

كما ترحم وزير الداخلية إبراهيم مراد، على "أرواح الشهداء" كما وصفهم، ودعا مصالح الوزارة إلى متابعة الوضعية والتنسيق وتعاضد الجهود بين جميع الفاعلين إلى غاية إخماد الحرائق".

وتضمن بيان للداخلية الجزائرية، تمت تعبئة نحو 8 آلاف من رجال الحماية المدنية، و525 شاحنة مختلفة الأحجام مدعومين بوسائل إطفاء جوي.

فيما حذر مركز الأرصاد الجوية في الجزائر، من أن درجات الحرارة التي تزيد على 48 درجة مئوية من المحتمل أن تستمر حتى نهاية الشهر الجاري في شمال البلاد.

وقالت شركة الكهرباء والغاز "سونلغاز" الإثنين، إنها سجلت "ارتفاعا تاريخيا" في استهلاك الكهرباء.

ورصد موقع "كل شيء عن الجزائر" الإلكتروني (معارض)، في وقت سابق من الشهر الجاري استخداما بدرجة غير مسبوقة لمكيفات الهواء، قائلا إن الطرق الحديثة المتبعة في البناء أقلّ فعالية من الطرق القديمة في الحفاظ على برودة المنازل.

خارجيا، قدّم المغرب، تعازيه للجزائر في ضحايا حرائق الغابات، وقالت في بيان لوزارة شؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج: "تتابع المملكة المغربية ببالغ الأسى والأسف حرائق الغابات التي اندلعت في عدد من المناطق بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية".

وأضافت: "وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم المملكة المغربية بصادق التعازي لما خلفته هذه الحرائق من خسائر في الأرواح، وخالص التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين".

إلى ذلك، بعث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برقية تعزية إلى الرئيس عبدالمجيد تبون، بضحايا الحرائق.

كما بعث رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، برقية تعزية إلى رئيس مجلس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن.

بعث أيضا أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، برقيتين إلى الرئيس الجزائري، للتعزية بضحايا الحرائق في الجزائر.

فيما أعربت وزارة الخارجية السعودية أيضاً عن "بالغ حزن المملكة، لما نتج عن اندلاع حرائق الغابات في الجزائر من وفيات ومصابين"، وأكدت "وقوف المملكة وتضامنها التام مع الجزائر وشعبه الشقيق في هذا المصاب الجلل".

كما عبّرت الإمارات عن تعازيها الصادقة وتضامنها مع الجزائر، في ضحايا حرائق الغابات التي تسببت في مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.

فيما أعربت وزارة الخارجية العمانية، عن تعاطف مسقط مع الجزائر حكومةً وشعبًا، جراء اندلاع حرائق الغابات في عدد من ولايات البلاد، وعبّرت عن خالص تعازيها لذوي الضحايا وأصدق أمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

وقدمت الجمهورية التركية، تعازيها إلى الجزائر، مؤكدةً استعدادها لتقديم أي نوع من الدعم والمساعدة للجزائر في الأيام الصعبة.

وجاء في بيان للخارجية التركية، إنها تلقت بحزن كبير خبر وفاة عديد المدنيين والعسكريين، وإصابة آخرين في الحرائق التي اندلعت في مختلف ولايات الجزائر.

من جهتها، تقدمت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بتعازيها الحارة للجزائر في ضحايا الحرائق المندلعة في عدة ولايات جزائرية، والتي أسفرت عن وقوع عشرات المصابين، وخسائر مادية.

وأكدت الوزارة، في بيان لها، وقوفها الدائم إلى جانب الجزائر الشقيق، رئيسا، وحكومة، وشعبا، وثقتها بقدرته على مواجهة هذه المحنة، وتجاوزها.

إلى جانب ذلك، أعربت مصر عن خالص تضامنها مع  الجزائر، إثر حوادث حرق الغابات التي تعرضت لها مؤخرا، والتى أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين.

وقدمت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية الثلاثاء، صادق تعازيها ومواساتها إلى حكومة وشعب الجزائر الشقيق وأسر الضحايا إثر هذا المصاب الأليم، معربة عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

بدوره، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي عن "بالغ المواساة والحزن والأسى لما أحدثته حرائق الغابات في الجزائر من وفيات، وإصابات، وتدمير للبنى التحتية".

كذلك، أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، عن خالص تعازيه لأسر المدنيين والجنود الذين راحوا ضحية حرائق الغابات، التي اندلعت في أجزاء عدة من الجزائر، معرباً عن تضامنه مع من تم إجلاؤهم من المحافظات المتضررة، ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين.

يشار إلى أنه في 2021، شهد أكبر بلدان أفريقيا من حيث المساحة، حرائق هائلة التهمت مساحات شاسعة، لا سيما في منطقة القبائل الجبلية ما خلف نحو 90 قتيلا وجرح المئات، فضلا عن تدمير منازل وإتلاف محاصيل زراعية.

وفي أغسطس/آب 2022، قضى 37 شخصا في حرائق هائلة بولاية الطارف شمال شرق البلاد.

ولتجنب تكرار سيناريو 2021 و2022، عملت السلطات على تعبئة مواردها مع اقتراب فصل الصيف، حيث طلب تبون خلال الزيارة التي قام بها إلى معرض الجزائر الدولي، من مسؤول شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية التي تصنع وتبيع مروحيات من طراز "هيركول 130" متخصصة في إطفاء النيران.

وحينها قال إن "كان لديكم طائرات من نوع (هيركول) لإطفاء النيران، فنحن مستعدون لشرائها أو على الأقل لاستئجارها.. إنه وضع طارئ.. عليكم أن تقدموا لنا اقتراحات".

وأضاف الرئيس الجزائري: "نريد الطائرات التي تستخدم مياه البحر وليس المياه العادية".

وقدمت الجزائر أيضا طلبية إلى روسيا لشراء أربع طائرات قاذفة للماء، لكن تسليمها تأخر بسبب "تداعيات الأزمة في أوكرانيا".

تأتي هذه الحرائق في خضم موجة حر في العديد من دول البحر الأبيض المتوسط، سجلت خلالها درجات حرارة قياسية.

وتشهد أوروبا الجنوبية موجة حارة تركت اليونان في مواجهة حرائق هائلة في الغابات.

وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن موجة الحر التي تضرب أوروبا قد تستمر حتى أغسطس/آب المقبل، قائلة إن موجات الحر المتطرفة التي تؤثر على العالم كله هي الأمر الطبيعي الجديد في ظل التغير المناخي.

وحسب خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن أعلى درجات حرارة تم تسجيلها على الإطلاق، كانت في 3 أيامٍ من يوليو/تموز الجاري.

والإثنين، 3 يوليو/تموز الجاري، سجّل العالم أعلى متوسط لدرجة الحرارة عند 16.89 مئوية، والذي ارتفع في اليوم التالي، الثلاثاء، إلى 17 درجة مئوية، قبل أن يصل هذا المتوسط العالمي إلى 17.05 درجة في الأربعاء 5 يوليو/تموز.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد، إن هذه الدرجات غير المعهودة للحرارة تؤكد على الحاجة لاتخاذ خطوة أكبر على صعيد التغير المناخي.

يذكر أن تغيرات المناخ تزيد من خطر الطقس الحار والجاف الذي يعزز احتمال اندلاع الحرائق.

فقد ارتفعت درجات الحرارة في العالم بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات حول العالم باتخاذ خطوات حقيقية لتطبيق خفض حاد في انبعاث الغازات الدفيئة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرائق حرائق الجزائر الجزائر تضامن تعازي