استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

شهادات مصر الدولارية الجديدة

الخميس 27 يوليو 2023 05:05 ص

شهادات مصر الدولارية الجديدة ... 8 ملاحظات

إذا أرادت البنوك والحكومة نجاح الشهادات الدولارية، فيجب تحسين إدارة حصيلتها، فلا توجه لتمويل مشروعات لا تدر عائداً بالنقد الأجنبي

لاقت الشهادات الجديدة استحسان مصرفيين واقتصاديين في حين تلقاهما البعض بالتشكك والريبة، خاصة جدواها في وقف تدهور قيمة العملة المحلية.

ينبغي أن تكون الأولوية لإعادة بناء أرصدة البنوك الدولارية التي تراجعت بشدة بالسنوات الأخيرة وتمويل واردات الحبوب والوقود والسلع الاستراتيجية.

يأتي طرح الشهادات الدولارية في إطار محاولات الحكومة لإعادة انضباط سوق الصرف، وإحباط أي تعويم قريب للجنيه، أو تأخيره بعض الوقت لالتقاط الأنفاس.

سعر الفائدة المطروح على الشهادات الجديدة (7%) لا يُعد مبالغاً فيه، فالبنوك العاملة في دول الخليج الثرية تمنح سعر فائدة 5% سنوياً على الودائع بالدولار.

* * *

يطرح البنكان الأهلي المصري ومصر، أكبر بنكين تابعين للدولة، اليوم الأربعاء، 4 شهادات دولارية للمصريين والأجانب بحد أدنى ألف دولار.

عائد الشهادات يعد مغرياً وقياسياً إلى حد ما، إذ يبلغ 7% سنوياً، وبالتالي يعد الأعلى داخل القطاع المصرفي منذ نحو 40 عاماً، ومن المتوقع أن تبادر بنوك مصرية عامة وخاصة وعربية وأجنبية بطرح شهادات مماثلة، وبعائد قريب من الفائدة الممنوحة من قبل البنكين.

الشهادات الجديدة لاقت استحسانا من قبل مصرفيين واقتصاديين، في حين تلقفهما البعض بمزيد من التشكك والريبة، خاصة في جدواها في وقف قيمة العملة المحلية في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الفائدة على الدولار على مستوى العالم، واحتمال رفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة غدا للمرة الـ 11 على التوالي منذ شهر مارس 2022.

دعونا نتفق بداية على أن البنكين الأهلي ومصر هما الذراع المالية للحكومة، وأبرز أدوات البنك المركزي في إدارة السياسة النقدية، وبالتالي فإن الخطوة التي أقدما عليها من طرح الشهادات الدولارية تأتي في إطار محاولات حكومية لإعادة الانضباط لسوق الصرف المضطرب، وإحباط أي تعويم قريب للجنيه، أو على الأقل تأخيره بعض الوقت لالتقاط الأنفاس.

وكذا محاولة الحد من تأثيرات السوق السوداء الخطيرة التي تعد أحد مظاهر توتر العلاقة بين الحكومة وصندوق النقد الدولي، ومصدر قلق كبير للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء. وكذا مصدر قلق للمدخرين المصريين.

هذه نقطة جوهرية، أما عن النقاط الأخرى فيمكن رصدها في الآتي:

أولاً: سعر الفائدة المطروح على الشهادات الجديدة والبالغ 7% لا يُعد مبالغاً فيه كثيراً، كما يحاول البعض أن يصور، فالبنوك العاملة في دول الخليج الثرية تمنح سعر فائدة 5% سنوياً على الودائع بالدولار، رغم توافر سيولة دولارية ضخمة لديها، وعدم معاناتها من شح في النقد الأجنبي، كما هو الحال في الحالة المصرية. وكذا البنوك العاملة في دول عربية أخرى والتي يتراوح السعر ما بين 5 و6% باستثناء الدول التي تعاني من أزمات مالية حادة.

ثانياً: البنوك المصرية تسعى بشكل قوي لجذب مزيد من السيولة الدولارية، يساعدها في تحقيق أهداف عدة، أبرزها إعادة ردم الفجوة الدولارية التي تعاني منها، والبالغة نحو 24.3 مليار دولار، وفق أحدث الأرقام، كما تحاول البنوك، من خلال جمع تلك السيولة، تلبية احتياجات المستوردين والتجار من النقد الأجنبي، ومعالجة مشكلة تراكم البضائع المكدسة في الموانئ، والتي بحاجة إلى 5.5 مليارات دولار.

ثالثاً: السيولة التي يمكن أن تجمعها البنوك من خلال طرح الشهادات الدولارية يمكن أن تساعد في تغطية اكتتابات أدوات الدين، سواء سندات أو أذون خزانة، والتي يطرحها البنك المركزي أو وزارة المالية بالنقد الأجنبي من وقت لآخر، وتساعد المركزي في إعادة بناء الاحتياطي الأجنبي، أو سداد أعباء ديون خارجية.

رابعاً: ما تقوم به البنوك من طرح شهادات دولارية بعائد قياسي، يمكن أن يساعدها في جمع جزء من السيولة الدولارية الضخمة الموجودة في بيوت المصريين و"تحت البلاطة"، وبالتالي تخفيف المضاربة في سوق الصرف بعض الشيء، وتخفيف تغذية السوق السوداء بسيولة جديدة.

خامساً: وفق تصريحات محمد الأتربي، رئيس اتحاد بنوك مصر، ورئيس بنك مصر، فإن لدى القطاع المصرفي ودائع دولارية تبلغ نحو 50 مليار دولار، وبالتالي فإن البنوك لا تعاني، وفق التصريح، من شح شديد في النقد الأجنبي كما يردد البعض، بل تكمن المشكلة في إيرادات الدولة الدولارية، والالتزامات الضخمة المستحقة عليها، سواء لأغراض الديون الخارجية، أو كلفة الواردات، أو كبح ظاهرة "الدولرة" الخطيرة والتي تفشت في المجتمع المصري.

سادساً: الشهادات الجديدة يمكن أن تجذب سيولة دولارية من الخارج، سواء من قبل المصريين المغتربين، أو الأجانب الذين يغريهم العائد العالي، لكن جزءاً من هؤلاء يحتاج إلى ضمانات ورسائل طمأنة عملية من وقت لآخر، خاصة في ما يتعلق بالجزء الخاص بضمان استرداد أموالهم في المواعيد المتفق عليها.

سابعاً: بغض النظر عن تلك الاعتبارات وغيرها، فإن السؤال المطروح هنا هو عن أوجه استثمار حصيلة الشهادات الدولارية، ما المجالات التي يمكن أن تحقق عائداً يبلغ نحو 10% سنوياً، وربما أكثر، بحيث يحصل المدخر على 7%، والباقي يؤول للبنك في شكل إيرادات ومصروفات إدارية، وتغطية مخاطر.

ثامناً: إذا أرادت البنوك، ومعها الحكومة، نجاح هذه الشهادات الدولارية، فيجب أن تحسن إدارة حصيلتها، بحيث لا توجه لتمويل مشروعات لا تدر عائداً بالنقد الأجنبي، حتى لو كانت قطاراً كهربائياً، أو مباني إدارية وحكومية في العاصمة الإدارية، أو مشاريع بنية تحتية، وأن تكون الأولوية لإعادة بناء أرصدة البنوك الدولارية التي تراجعت بشدة في السنوات الأخيرة، وتمويل واردات الحبوب والوقود والسلع الاستراتيجية.

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر الدولار شهادات دولارية البنك المركزي المصري سعر الفائدة الاقتصاد المصري قرض صندوق النقد تعويم الجنيه السيولة الدولارية البنوك المصرية

مصر تمنح إعفاءات للمغتربين من الخدمة العسكرية مقابل 5 آلاف دولار.. وتفاعل واسع