استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما تقدمه أمريكا للأردن ليس "مساعدات"!

الخميس 27 يوليو 2023 05:25 ص

ما تقدمه أمريكا للأردن ليس "مساعدات"!

تُنفَق أموال دافع الضرائب الأمريكي ضد مصالح بلاده، خاصة أن حكومة إسرائيل أكثر حكومة في العالم تقوض المصالح الأمريكية وتضعف سياستها الخارجية.

تقدم أمريكا هذه المساعدات لأجل خدمات تحصل عليها: قواعد عسكرية في الأردن، وتعاون أمني، محاربة التنظيمات الإرهابية المسلحة، تأمين المصالح الأمريكية.

تحصل أمريكا مقابل ما تقدمه أضعافا مضاعفة، والمقابل حاليا ليس عادلا، وعليها أن ترفع قيمة ما تقدمه للخزينة الأردنية إلى ضعف الرقم الحالي على أقل تقدير.

* * *

من الضروري أن يكون واضحا لنا جميعا أن ما تقدمه الولايات المتحدة لحكومتنا لا يجوز أن يندرج تحت بند المساعدات والهبات التي يواصل المسؤولون الأمريكيون ترديدها باستمرار بأنهم سيواصلون دعم الأردن اقتصاديا وعسكريا وما شابه ذلك من تصريحات .

ويفهم عادة من هذه التصريحات أنها كرم حاتمي ومنة تجود بها واشنطن علينا، وهي ليست كذلك في واقع الأمر.

الولايات المتحدة لا تقدم لنا هذه المساعدات من أجل سواد عيوننا، وإنما من أجل خدمات تحصل عليها من بينها تواجد قواعد عسكرية لها في الأردن، والتعاون الأمني في مجالات عدة من بينها محاربة التنظيمات الإرهابية المسلحة، والحفاظ على المصالح الأمريكية آمنة ومستقرة، وتسهيل عمل المستثمرين والشركات الأمريكية، واستيراد التقنيات والتكنولوجيا الأمريكية، وإعطاء أفضلية لكل ما يستورد من السوق الأمريكية.

أي أن واشنطن تحصل مقابل ما تقدمه لنا أضعافا مضاعفة، وبالتالي ضرورة أن يكون المقابل الذي تقدمه لنا عادلا، بمعنى أكثر دقة ومباشرة عليها أن ترفع قيمة ما تقدمه للخزينة الأردنية إلى ضعف الرقم الحالي على أقل تقدير.

ومنذ عام 1951، بلغ مجموع ما قدمته الولايات المتحدة كمساعدات للأردن نحو 20 مليار دولار أمريكي، وهو رقم هزيل إذ ما قسم على أكثر من سبعين عاما هي عمر التحالف القائم بين الأردن وأمريكا مقابل الفوائد التي عادت على أمريكا وأمنها واقتصادها واستقرارها.

وتعهدت واشنطن في مذكرة التفاهم الموقعة بين الأردن والولايات المتحدة بتقديم بما يقرب من 6.5 مليار دولار أمريكي كمساعدات للأردن تقدم خلال الخمسة أعوام القادمة.

وهذا الرقم هو ربع ما تقدمه أمريكا لدولة الاحتلال الثرية التي تنفق جزءا كبيرا من هذه المساعدات في بناء المستوطنات التي ترى واشنطن بأنها غير شرعية وتقوّض فكرة الدولتين وبالتالي تنفق أموال دافع الضرائب الأمريكي ضد مصالح بلاده، خصوصا وأن حكومة إسرائيل هي أكثر حكومة في العالم تقوض المصالح الأمريكية وتضعف سياستها الخارجية.

وبدلا أن تذهب نحو 4 مليارات دولا سنويا لصالح دولة مرفهة وعنصرية بات من الضروري إعادة النظر بهذا الدعم وتوجيهه إلى دول أكثر اتزانا واستقرارا وتحقيقا للمصالح الأمريكية وحتى نشعر بأن هذا الحليف الثري والقوي يقدرنا جيدا ويقدر ما نقدمه في المقابل من خدمات، خصوصا مع بدء تقليص المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة للاجئين في الأردن مما يثقل الخزينة المثقلة أصلا.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الأردن أمريكا مساعدات قواعد عسكرية التعاون الأمني المصالح الأمريكية إسرائيل المستوطنات دافع الضرائب الأمريكي