بعد السعودية وإيران.. هل يمكن للصين التوصل لسلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟

الجمعة 28 يوليو 2023 06:29 م

تساءلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، عن مدى إمكانية أن يساعد دور الصين الناشئ في الشرق الأوسط، بعد نجاحها بتطبيع العلاقات الإيرانية السعودية، في بناء زخم يمكن من خلاله التوصل إلي سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتوقفت عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ عام 2014، وتضاءلت الآمال في استئناف المحادثات مع تصاعد العنف في الضفة الغربية خلال العام الماضي.

ووفق الصحيفة، فقد أصبحت المفاوضات (المتوقفة بين تل أبيب ورام الله)، التي تصور إقامة رسمية لدولة فلسطينية، غير مؤكدة بشكل كبير مع تزايد الشكوك حول مصداقية القيادة السياسية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس البالغ من العمر 87 عامًا.

 في غضون ذلك، لا تزال إسرائيل، التي كانت تضغط من أجل توسيع المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة، غارقة في أزمة سياسية حيث تسعى حكومتها القومية المتطرفة إلى كبح سلطة المحكمة العليا في نقض الإجراءات الحكومية؛ ما أثار شهورًا من الاحتجاجات الجماهيرية من قبل المعارضين.

سلام ممكن

لكن بالرغم من الشكوك حول السلطة الفلسطينية واضطرابات إسرائيلي، يري سفير فلسطين في بكين فريز مهداوي، أن الصين يمكنها بالفعل دفع إسرائيل للعودة لطاولة المفاوضات للمساعدة في الدفع من أجل السلام في الشرق الأوسط.

وأقر مهداوي في مقابلة مع الصحيفة الصينية بأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط لم يكن سهلاً على الإطلاق لأن معظم القضايا "مرتبطة ببعضها البعض"، لكنه أكد أن توليد الزخم بين أصحاب المصلحة - مثل الاتحاد الأوروبي ودول بريكس الاقتصادية الناشئة - يتطلب التنسيق مع إسرائيل لإحضاره إلى طاولة المفاوضات.

وعقب: "لهذا السبب نتوقع أن تجلب الصين المزيد من الشركاء في جهودها، إذ عندما تدفع إسرائيل إلى الزاوية، مع كل هذه المبادرات السلمية، فسوف يتوجب عليها تستجيب على أي حال".

وفي وقت سابق الشهر الماضي، أعاد الرئيس الصيني شي جين بينج في بكين خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، التأكيد على رغبة الصين في "لعب دور إيجابي" لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أحد أكثر الصراعات ديمومة في العالم.

بعد أسابيع، من لقاء بينج وعباس، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تلقى دعوة للقيام بزيارة رسمية إلى الصين. وبينما ظل من غير الواضح ما إذا كانت الزيارة ستتم أم لا، فقد أثارت تكهنات بأن بكين قد تتدخل لحل النزاع.

نفوذ متزايد

وعلى الرغم من إقرار السفير الفلسطيني بصعوبة الموقف الحالي على أي جهود وساطة بسبب الانقسام السياسي داخل إسرائيل، إلا أنه النفوذ الصيني المتزايد بالمنطقة من الممكن أن يلعب دورا محوريا.

واستشهد بنجاح الوساطة الصينية بين السعودية وإيران مؤكدا أن تلك العملية كانت بمثابة لحظة فاصلة بالنسبة للدبلوماسية الصينية في منطقة الشرق الأوسط، مما مهد الطريق للتقارب بين إيران ودول الخليج الأخرى.

وقال مهداوي إن الدور الدبلوماسي لبكين في التقارب الإيراني السعودي كان "إنجازا رائعا" في المساعدة على استقرار الشرق الأوسط.

وذكرت الصحيفة أنه منذ الانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان بعد عقدين من الزمان، وكذلك النهاية الرسمية لمهمتها القتالية في العراق، تكهن مراقبون بشأن انحسار نفوذ واشنطن في المنطقة.  

وفي غضون ذلك، تم تصوير بكين بشكل متزايد على أنها بديل موثوق يقدم التجارة والاستثمار دون قيود.

وبينما احتل السلام والاستقرار مكانة بارزة في جدول أعمال بكين في الشرق الأوسط، قال المهداوي إن هناك متسعًا أمام بكين وواشنطن للتعاون بشأن القضايا في المنطقة.

ولفت فريز: "عندما (يتعاملان الصين وأمريكا) مع الشرق الأوسط، يكون لدى كلا البلدين إمكانات ونفوذ هناك، ونحن في المنطقة أيضًا لدينا عقول متفتحة تجاه كليهما".

وتابع "نود أن نرى كيف ستكون الولايات المتحدة قادرة على الترحيب بتلك المبادرات الصينية والعمل معها بطريقة إيجابية، بدلاً من اعتبارها محاولة للتنافس معها. ليست هناك حاجة للمنافسة ".

في يونيو/ حزيران، أعلن القادة الصينيون والفلسطينيون أن الجانبين رفعا العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى شراكة استراتيجية، مع تعهدات بتعاون أعمق يتراوح من السياسي والاقتصادي إلى السياحة والتكنولوجيا.

بموجب مذكرة تفاهم تم توقيعها في فبراير/شباط، سيتم تدريس لغة الماندرين في مختلف الجامعات الفلسطينية.

وذكر مهداوي أن فلسطين والصين كان على استعداد لاستكمال المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والفلسطينيين "قريبا"

تهميش غير ممكن

كجزء من الجهود المبذولة لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، تسعى واشنطن إلى توسيع ما يسمى بالاتفاق الإبراهيمي، الذي تم التوصل إليها في عام 2020 في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لتطبيع العلاقات بين إسرائيل - حليف رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة - وعدة دول عربية، بما في ذلك الإمارات والبحرين والمغرب.

ووافق السودان على الانضمام إلى الاتفاق في عام 2021، وفي الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إن الإدارة الحالية في واشنطن منخرطة للغاية من أجل إقامة علاقة رسمية بين إسرائيل والسعودية، ومع ذلك، أصرت السعودية على أنها لن توقع اتفاقية مع إسرائيل إلا إذا تم تأسيس دولة فلسطينية.

وعقب السفير الفلسطيني إن النزاعات الطويلة الأمد بين الإسرائيليين والفلسطينيين كانت أصل "العديد من المشاكل" في الشرق الأوسط، مضيفًا أن القضية الفلسطينية لا يمكن تهميشها أبدًا.

وقال السفير الفلسطيني إن "تطبيع إسرائيل في منطقتنا يتطلب حل القضية الفلسطينية كخطوة أساسية وليس العكس".

وتابع "على إسرائيل أن تعيش بسلام مع جارتها فلسطين أولاً. وسينضم الباقون في المنطقة كما تم اقتراحه بالفعل في مبادرة السلام العربية لعام 2002 "

وقال المهداوي في إشارة إلى خطة السلام التي أقرتها جامعة الدول العربية في بيروت عام 2002: لا ينبغي لأحد أن يفكر في استقرار الشرق الأوسط بالمرور فوق فلسطين، هذا لن يحدث، وليس واقعيا بل وليس حتى عمليا.

وأكد السفير الفلسطيني أن "كل محاولات تهميش قضيتنا الفلسطينية باءت بالفشل وستفشل في المستقبل".

 

المصدر | صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الصينية الفلسطينية وساطة صينية القضية الفلسطينية عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية

تحليل: التطبيع مع إسرائيل قد يشعل حربا بين السعودية وإيران

أظهرت حدودها دون الاسم.. شركات صينية تحذف إسرائيل من خرائطها الرقمية

الرئاسة الفلسطينية تؤكد وقوفها إلى جانب الصين للحفاظ على وحدة أراضيها