كشفت الحكومة المصرية أن استراتيجتها لإبطاء النمو السكاني، تتركز حول زيادة معدل انتشار وسائل تنظيم الأسرة، وتأخير سن الزواج، ما أثار موجة من السخرية والغضب بين الناشطين.
وشهدت الجلسة التاسعة من جلسات المنتدى الفكري، حول التحولات الديموغرافية في مصر وأثرها على النمو الاقتصادي، التي ينظمها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عرضًا تقديميًا لمدير إدارة المتابعة الخارجية بالمركز منى البدري، تناول أهم مظاهر التحولات الديموغرافية عالميًا ومحليًا، وأثرها على النمو الاقتصادي، إضافة إلى استعراض جهود الدولة المصرية في هذا الإطار.
وأكدت البدري، أن أولويات الدولة لإبطاء النمو السكاني تتركز حول زيادة معدل انتشار وسائل تنظيم الأسرة، وتأخير سن الزواج.
ولفتت إلى أنها تستهدف أيضا زيادة معدل مشاركة الإناث في القوى العاملة، والحد من التسرب من التعليم، والاستفادة من برامج الحماية الاجتماعية، وتحسين إدارة البرنامج السكاني.
وأشارت البدري إلى إطلاق الدولة للاستراتيجية القومية للسكان والتنمية 2015/2030، لتستهدف خفض معدلات الزيادة السكانية، وتحسين الخصائص السكانية، وإعادة توزيع السكان، وخفض التباينات في المؤشرات التنموية بين المناطق الجغرافية.
وأثارت تصريحات البدري، جدلا واسعا بين الناشطين المصريين، منتقدين خلل الحكومة في الحديث عن أولوياتها، قبل أن يتهموا نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتعليق فشل حكوماته المتعاقبة على الزيادة السكانية.
يعني "أولويات الدولة" مش وضع خطة إستراتيجية لسد الديّن العام، أو وضع مشروعات تنموية حقيقية تحسين الاقتصاد، حل مشكلة البطالة للمجالات النظرية؟ لا، تأخير سن الزواج للشباب يا خوان https://t.co/uE5mhApIjb
— Marwan (@Marwan7assan) July 26, 2023
كالعادة يواجه نظام السيسي أزماته الخاصة بتدابير كارثية تتعدى حدود تأثيراتها الزمن الحاضر لتمتد إلى عقود في المستقبل.
— Mohamed Khalil (@almanfei) July 27, 2023
عدم تحقيق النظام الحد الأدنى المعيشي للمصريين لا يُرجعه لقراراته منذ الانقلاب العسكري عام 2013 بل للزيادة السكانية.
هذه الزيادة التي يحاربها النظام تعجز دول عديدة…
لو حد فاكر كلامي قولته كذا مرة
— RoSToM☕ (@RosTom500) July 27, 2023
قولت إن تأخير سن الجواز دي قضية مدروسة من سنين السنين اصلا
بعيدا عن الحكومة، بس تأخير الزواج فِكر ماسوني بدأ يطبق بشكل فعلي على أرض الواقع بداية من الافلام الاباحية مرورًا نشر سلبيات الثقافة الغربية نهايةً بالنظام المالي https://t.co/GAITEAccJJ
📌اولويات #مجلس_الوزراء تأخير سن الزواج ؟؟! يعنى مش التعليم ولا الصحة ولا رفع مستوى المعيشة ولا الزراعة والاكتفاء الذاتى ولا دعم الصناعات المحلية ولا الاستثمار ولا التطوير والتكنولوجيا ولا الاستفادة من الثروة البشرية فى تحقيق كل ده‼️#ارحل_يا_سيسي#مصر_في_عهدك_بتضلم pic.twitter.com/8xVTEf4Btn
— المصراوية (@Bluefeather588) July 27, 2023
وعبر ناشطون عن غضبهم من رغبة الحكومة، في تقليل عدد السكان و"تعقيم وإخصاء" الشعب المصري.
اولوياتنا اخصاء الشعب كمان و كمان ..!!
— Yasser Shalaby (@yassershalaby30) July 27, 2023
طب ما تخش على التعقيم على طول ليه تدخلونا في حوارات
— MANIAC (@smsmsodone) July 26, 2023
بلد كل يوم بتستقبل ملايين اللاجئين وجايه عند اهلها وعايزه تعمل ابطاء للنمو السكاني عن طريق تأخير سن الزواج شغل عالي اوي بصراحه، بس سؤال هو في حد بيتجوز الايام دي والناس مش لاقيه تاكل من الأساس
— نيرمـ♥̨̥̬̩ين 🌸 (@nermo_3) July 27, 2023
رفقاً بهذا الشعب ياجماعه والنبي https://t.co/viOqVmvtYm
يعني ايه تأخير سن الزواج دة في اني شرع بس افهم!!! https://t.co/HlWuS6eq6n
— .🪶 (@iundefined__) July 27, 2023
بينما تعجب آخرون من رؤية الحكومة وأولوياتها، لافتين إلى أن المصريين باتوا لا يتسطيعون الزواج بسبب تكاليفه العالية، وليس الإنجاب.
لااااا ريحوا نفسكم، اساسا الشباب كرهوا الزواج بسبب الغلاء والعيشه المنيله،
— nana Hassan (@gomaa1115) July 26, 2023
والمتجوزين بقوا خايفين يخلفوا لنفس الأسباب.
تأخير سن الزواج ايه هي الناس عارفة تتجوز اصلًا https://t.co/gzkDUGK3zX
— ؏ (@Abdokishk) July 27, 2023
مهمتنا تأخير سن الزواج قال يعنى الناس لاقيه تتجوز اصلا من اسعار الشقق الفلكيه ولا العفش ولا الاجهزه الكهربائيه إلى أسعارها بقت فانتازيا فى متناول الحرامى المبتدئ ولا مصاريف العيش ولاالمدارس محدش بيتجوز الا المليونير ولا فرص العمل مش موجوده ولا المرتبات الى ف الارض بلا وكسه
— hayat (@hayatankh) July 26, 2023
تأخير سن الزواج و اللي هنقفشه ماسك ايد واحدة هنفشخه.. شئ يدعو للحزن و الله. https://t.co/dErQmmL5gP
— Theradwan (@theraddwan) July 27, 2023
فيما قال آخرون إنه لا أحد يستطيع أن يجبر المصريين على شيء.
تأخير سن الزواج؟
— Hajar🎶💫 (@JustHajar19) July 28, 2023
ما تطلعوا قرار تمنعوا الجواز احسن بس الناس اللي اتجوزوا هيفضلوا يخلفوا برضه ومش هتقدر تجبر حد على استخدام الوسائل، تبقا المشكلة متحلتش🙂
دولة مجنونو والله، تأخير سن الزواج حاصل اوريدي بسبب اقتصاد البلد هتأخروا على الناس اكتر من كدة ايه؟ يتجوزوا في الأربعينيات؟؟؟ https://t.co/pkRumTJFvC
— andaleeb (@lavalevoo) July 26, 2023
حرام عليكم تأخير سن الزواج ايه أكثر من كده انا عندى 35 سنه ولسه مجوزتش و يا دوب عايشين في ظل هذا الغلاء الفاحش و والدى عامل عمليه قلب مفتوح و يستهلك دواء كل شهر غالى جدا و كل يوم سعر الدواء يزيد و يزيد ارحمونا بقى احنا عايزين نعيش يا مصر مش كل يوم عذاب جديد يا مصر pic.twitter.com/NsE7d30muA
— اهلاوى و أفتخر (@zzEyohMcXVuI49F) July 28, 2023
تأخير سن الزواج من اسباب انتشار الزنا والفواحش، واللي يتجوز ف الزمن ده عشان يتقي الفاحشة ده كينج بصراحة.
— محمد عاطف (@upthegun86) July 28, 2023
وكل ده والحكومة عاوزة تأخره اكتر واكتر من دلوقتي😃 https://t.co/o6sFpZe2yo
وكان تقرير لوكالة "فيتش"، توقع نمو عدد سكان مصر بشكل ملحوظ خلال السنوات المقبلة، وأن يصل الإجمالي إلى 158.8 مليون في عام 2050، مقارنة بـ109.3 ملايين في عام 2021.
وأمام ذلك، تطلق في مصر دعوات حكومية بشكل مستمر، تحث المواطنين على تنظيم النسل بهدف الحد من الزيادة السكانية.
كما قادت دار الإفتاء المصرية، حملة تحت عنوان "تنظيم النسل جائز"، عرضت من خلاله وجهة النظر الدينية في المسألة.
ولم تقف خطط تحديد النسل عند حدود المبادرات، بل امتدت إلى حدود التلويح بالحرمان من مزايا تقدمها الحكومة للمواطنين، وذلك عبر مشاريع قوانين لتنظيم النسل.
وفي أغسطس/آب الماضي، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، انخفاض معدل الإنجاب في مصر إلى 2.85 طفل لكل سيدة في عام 2021 مقابل 3.5 في عام 2014.
يشار إلى أن الخطة الحكومية المستهدفة لتقليص عدد الأسرة الواحدة كشفت عنها، وزيرة التخطيط هالة السعيد، عندما قالت إن المرجو من قبل الحكومة ألا يزيد عدد المواليد للأسرة الواحدة عن معدل 1.8 طفل لكل سيدة عام 2042 و1.6 طفل عام 2052.
ورغم أن خطة الحكومة تبدو صارمة، فإنها لم تنل رضا السيسي، الذي عبر عن اعتقاده بأن المعدل الإنجابي المستهدف غير ملائم لخطط التنمية، وعلق على حديث وزيرة التخطيط، مؤكدا ضرورة أن يكون المعدل المستهدف أقل من طفل لكل سيدة.
ومنذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، انتبهت الدولة للزيادة السكانية، وتعاملت معها باعتبارها خطرا لا ثروة.