بوليتيكو: لماذا تستضيف السعودية محادثات السلام حول أوكرانيا؟

الجمعة 4 أغسطس 2023 10:40 ص

سلطت كبيرة مراسلي مجلة "بوليتيكو" في بروكسل، سوزان لينش، الضوء على التحول في دور المملكة العربية السعودية دوليا، من دولة منبوذة، بسبب سجلها الحقوقي، إلى صانع سلام مهم في جهود إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرة إلى استضافة مدينة جدة محادثات بهذا الشأن.

وذكرت سوزان، في تحليل نشرته المجلة الأمريكية وترجمه "الخليج الجديد"، أن استضافة المملكة للمحادثات بشأن السلام في أوكرانيا، بنهاية هذا الأسبوع، من شأنه أن يصقل أوراق اعتمادها كصانعة سلام دولية، خاصة مع مشاركة العشرات من مستشاري الأمن القومي وكبار المسؤولين في المحادثات.

وأضافت أن الهدف من ذلك هو الجمع بين بلدان من "الجنوب العالمي"، مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا؛ للالتفاف حول جهود أوكرانيا للتوسط في خطة سلام.

وأشارت إلى أن دولا، مثل البرازيل والهند، لم يكن لها موقف واضح من حرب روسيا ضد أوكرانيا، ولذا سعى الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا إلى إشراكها في صياغة تتعلق بمحاسبة روسيا، التي لم تُوجه لها الدعوة لحضور المحادثات.

لكن السؤال الكبير هو ما إذا كانت الصين ستظهر في الصورة من عدمه، وهو ما عبر عنه مسؤول أوروبي كبير، مشارك في الاستعدادات للمحادثات، بشرط عدم ذكر اسمه، قائلا: "أعرب معظم المشاركين في المرة الماضية عن أسفهم لأن الصين لم تشارك".

دور السعودية

واجتماع نهاية الأسبوع يعد متابعة لاجتماع مماثل، عُقد بكوبنهاجن في يونيو/حزيران، وهو أحدث محاولة من السعودية لتجديد صورتها في أعقاب جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وفي السياق، قال مسؤولان على دراية مباشرة بكواليس الإعداد للاجتماع، إن السعوديين لعبوا "دورًا نشطًا للغاية" في اجتماع كوبنهاجن، والآن يلعبون دور المضيف، وأضافا: "إنها المسرحية التالية للرياض التي تصور نفسها على أنها العقل الدبلوماسي المدبر".

وفي صفقة تاريخية توسطت فيها الصين، في وقت سابق من هذا العام، وافقت السعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وزار مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى جدة، الأسبوع الماضي، وسط تقارير تفيد بأن اختراقًا بعيد المدى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قد يكون وشيكًا.

ولذا ترى سوزان أن الرياض تحاول استعراض قوتها الدبلوماسية بشأن الحرب في أوكرانيا، بعدما ظلت محتفظة باتصال مباشر مع موسكو بعد الغزو.

وأشارت إلى أن كلا من السعودية وروسيا عضوان في مجموعة الدول المصدرة للنفط "أوبك+"، وتحدث ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الشهر الماضي بعد قرار بلاده خفض إنتاج النفط.

ورغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان، بن سلمان، سيحضر اجتماع نهاية هذا الأسبوع، فمن المتوقع أن تُطلع السعودية روسيا على نتائجه.

وبحسب سوزان، فإن تلويح الحاكم الفعلي للسعودي، البالغ من العمر 37 عامًا، ببيان دبلوماسي يوم الأحد المقبل، بعد اجتماع أكثر من 40 دولة، يعد "احتمالا محيرا" لمن يحرص على صقل صورته التقدمية منذ انتقاله إلى الدور القيادي الذي كان يشغله والده، الملك سلمان بن عبدالعزيز.

لكن صدور هكذا بيان ليس مضمونًا بأي حال، خاصة أن ختام افتتاح اجتماع الدنمارك جرى دون بيان رسمي، في إشارة إلى المهمة الصعبة التي يواجهها المجتمع الدولي في سعيه لحشد الدعم لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

المصدر | سوزان لينش/بوليتيكو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا السعودية روسيا محمد بن سلمان خاشقجي

تحليل: وساطة السعودية والصين بين روسيا وأوكرانيا خطأ استراتيجي

واشنطن: قمة السلام الأوكرانية بالسعودية لن تقود لاتفاق سلام لهذه الأسباب

السعودية تستضيف اجتماعا لبحث سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.. هذه تفاصيله وأهدافه

قمة السلام الأوكرانية بالسعودية.. انقلاب دبلوماسي لبن سلمان يبرز ملامح استراتيجيته العالمية

صحيفة أمريكية: هكذا تفوقت قمة السلام الأوكرانية بجدة على اجتماعات كوبنهاجن

خبراء: قمة السلام الأوكرانية بجدة شكلية وتخدم فقط أجندة بن سلمان والسعودية