صحيفة أمريكية: هكذا تفوقت قمة السلام الأوكرانية بجدة على اجتماعات كوبنهاجن

الأحد 6 أغسطس 2023 05:57 م

اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن قمة السلام الأوكرانية التي احتضنتها مدينة جدة السعودية على مدار اليومين الماضيين، تفوقت من عدة نواحي على قمة كوبنهاجن التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي.

وتناقش قمة جدة خطة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المكونة من 10 نقاط، أبرزها الدعوة إلى انسحاب القوات الروسية الكامل من بلاده، والإفراج عن جميع أسرى الحرب والمبعدين وضمان أمن الغذاء والطاقة.

وتشمل الخطة أيضًا ضمانات أمنية لأوكرانيا بمجرد انتهاء القتال واستعادة الأمان حول محطة الطاقة النووية المحتلة في زابوريجيا، التي يقول زيلينسكي إنها معرضة لخطر التخريب الروسي.

توافق

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ودبلوماسيين قولهم إن قمة جدة انتهت بإبداء الرغبة في عقد اجتماع آخر بعد حدوث توافق في الآراء بشأن إيجاد صيغة مقبولة للسلام في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه من المتوقع خلال الفترة المقبلة مناقشة تداعيات الحرب على العالم اقتصاديا وأمنيا.

وبحسب دبلوماسيين تحدثوا للصحيفة، فإن هناك قبولا واسعا لتبني فكرة أن المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مثل احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، يجب أن تكون في صميم محادثات السلام المستقبلية بين كييف وموسكو.

وذكرت الصحيفة أنه بدى خلال المناقشات أن معظم الدول المشاركة، ومن بينها الصين، مستعدة للاجتماع مرة أخرى خلال الأسابيع المقبلة، مع استبعاد روسيا.

وبينت الصحيفة أن محادثات كوبنهاجن بشأن أوكرانيا لم يصدر في ختامها بيان رسمي.

وبينما لم يتم تحديد موعد لعقد اجتماع ثالث بعد اجتماع جدة، كان هناك اتفاق على إطلاق عملية ذات مسارين للمضي قدما في السلام. وستواصل أوكرانيا المناقشات مع السفراء الأجانب في كييف بشأن شروط السلام.

وتخطط السعودية لاقتراح إنشاء مجموعات عمل تتبنى قضايا محددة، مثل تأثير الحرب على العالم، ويمكن أن يشمل ذلك مناقشة السلامة النووية والتداعيات البيئية والأمن الغذائي؛ والأخير مصدر قلق زاد بعد انهيار اتفاق الحبوب.

وقال دبلوماسي من إحدى الدول غير الغربية إن هناك إجماعا على أن هذه الحرب ليست أوروبية فحسب، وأن تأثيرها على الغذاء والطاقة والاستقرار الاقتصادي يمتد على مستوى العالم.

الحضور

وأشارت الصحيفة إلى أن الاختلاف الأكبر بين اجتماعات كوبنهاجن وجدة هو الحضور، فقد بلغ عدد المشاركين في الأخيرة أكثر من ضعفي الأولى.

ولفتت إلى أن قمة جدة جاءت بمشاركة 40 دولة؛ بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والصين، إضافة إلى أعضاء كتلة "بريكس" التي تضم البرازيل والهند وجنوب أفريقيا، فيما لم تحضر روسيا.

وشمل ذلك الدول الأوروبية واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وتركيا وجنوب أفريقيا، إذ سعت كييف لحشد دعم يتخطى نطاق الداعمين الغربيين الأساسيين، بما يشمل دولا من النصف الجنوبي للعالم التي لاتزال مترددة في توضيح موقفها حيال الصراع الذي أضر بالاقتصاد العالمي.

دور الصين

وذكرت الصحيفة أن الصين التي لم تحضر اجتماعات كوبنهاجن، شاركت في قمة جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا، لي هوي.

وقال دبلوماسيون غربيون إن المملكة اختيرت لاستضافة المناقشات بشأن أوكرانيا جزئيا على أمل إقناع الصين بالمشاركة، إذ تحافظ الرياض وبكين على علاقات وثيقة.

وذكرت الصحيفة أن الصين، التي دعيت إلى كوبنهاجن لكنها لم تشارك فيها، أرسلت وفدا إلى جدة، وقال دبلوماسيون غربيون إن بكين لعبت دورا بناء بشكل عام في المحادثات الأخيرة.

ونقلت عن دبلوماسيين أن الصين باعتبارها الحليف الأهم لروسيا، تلعب دورا حاسما في تعزيز قوة الدفع وراء المحادثات، وكان متوقعا أن تغذي النقاشات بالتطرق إلى مسائل الخطوط الحمراء ومخاوف موسكو.

وخلال المحادثات، قدمت الصين خطة من 12 نقطة لوقف إطلاق النار ومحادثات سلام لإنهاء الحرب. وحذر الدبلوماسيون الأوروبيون من أن وقف إطلاق النار غير المشروط يمكن أن يؤدي ببساطة إلى تجميد الصراع، ويسمح لروسيا بتعزيز سيطرتها على الأراضي الأوكرانية.

وقال شخص مطلع على المناقشات: "لقد تلقوا ردودا مباشرة، وتم تبادل وجهات النظر بشكل جيد".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ووكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، التقيا على هامش الاجتماعات برئيس الوفد الصيني، لي هوي. وقال المسؤول: "كان من الجيد جدا وجود الصينيين هنا".

تقلص الخلافات

واعتبر دبلوماسيون أن بعض الخلافات التي ظهرت في كوبنهاجن تقلصت فيما يبدو في جدة، فخلال المحادثات السابقة، دفعت أوكرانيا الدول النامية الكبرى لقبول خطة زيلنسكي للسلام، التي تتمثل في جوهرها بانسحاب القوات الروسية بالكامل، وهو ما رفضته عدة دول.

أما في جدة، فقد بدت أوكرانيا والدول النامية الرئيسية أكثر حرصا على السعي للتوصل إلى توافق في الآراء.

وقال مسؤول أوروبي كبير إن أوكرانيا لم تضغط مرة أخرى من أجل قبول خطتها للسلام، وإن الدول الأخرى لم تصر على أن تتخلى كييف عنها.

ولم تكن هناك أي مناقشات حامية بشأن مطالبة أوكرانيا بانسحاب القوات الروسية، وقال دبلوماسيان إن كييف لم تضغط بشأن هذه النقطة.

المصدر | الخليج الجديد + وسائل إعلام

  كلمات مفتاحية

قمة جدة أوكرانيا الصراع الأوكراني الروسي اجتماعات كوبنهاجن

اجتماع جدة يتوافق على مواصلة التشاور وصولا للسلام في أوكرانيا

تفوق على كوبنهاجن.. انتقاد روسي وإشادة أوكرانية باجتماع جدة

الجارديان: لهذه الأسباب شاركت الصين بقمة السلام الأوكرانية في السعودية