استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الغرب يتجرع الكأس نفسها

الثلاثاء 8 أغسطس 2023 03:22 ص

الغرب يتجرع الكأس نفسها

كيف يصبح حظر عسكر النيجر الإعلام الفرنسي انتهاكاً لحرية الرأي وتدفق المعلومات وحظر الإعلام الروسية عملاً مشروعاً وضرورياً لمنع «أكاذيب» الإعلام؟

الغرب وفرنسا تجاهلوا أنهم قاموا بالشيء نفسه حين حظروا جميع وسائل الإعلام الروسي في بلدانهم بعد اندلاع حرب أوكرانيا، بما فيها المواقع الإلكترونية!

هل فعلاً الغرب غير واثق من قدرة جمهوره على التمييز بين ما يقدّمه من وجهة نظر فيما يحسبه عدواناً روسياً على أوكرانيا، وبين ما يسوقه الإعلام الروسي من تبريرات؟

وجد الغرب الحل في حجب المواقع الروسية، ويخشى على أهل النيجر أن يصدقوا ما يقوله العسكر الذين استولوا على السلطة، لأنهم حظروا بث القنوات الفرنسية وهي وحدها تقول «الحقيقة»!

* * *

من حق الاتحاد الأوروبي أن يدين القرار الذي اتخذه عسكر النيجر الذين استولوا مؤخراً على السلطة هناك، بحظر بث محطة «فرانس 24» و«إذاعة فرنسا الدولية» على أراضيها، في مسار التوتر الناشئ بين هؤلاء العسكر وباريس خاصة، والغرب عامة.

وفكرة حظر وسائل الإعلام، في عصرنا الراهن، عصر المعلومات وشبكات التواصل، فكرة عقيمة، وتنتسب إلى الماضي، ونتفق تماماً مع ما قالته المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي بأن «هذه الخطوة انتهاك خطِر للحق في المعلومات وحرية التعبير».

ولكن هذا الغرب نفسه، وفرنسا ضمنه، تجاهلوا أنهم قاموا بالشيء نفسه، حين حظروا جميع وسائل الإعلام الروسية في بلدانهم بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، بما فيها المواقع الإلكترونية، ومن ضمنها وكالة «سبوتنيك»، وشبكة «آر. تي»، باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية على شبكات التلفزة والإنترنت، على خلفية حرب أوكرانيا.

وكأن القدر أراد لهم أن يتجرعوا، ولو القليل، من ذات الكأس التي سقوها لروسيا، وهو تعبير سمعته على لسان محلل أبعد ما يكون عن التعاطف مع الموقف الروسي.

كيف يصبح حظر عسكر النيجر الإعلام الفرنسي انتهاكاً لحرية الرأي وتدفق المعلومات، وهو كذلك بالفعل، وحظر وسائل الإعلام الروسية عملاً مشروعاً وضرورياً وصحيحاً، لمنع «الأكاذيب» الإعلامية؟

هل فعلاً الغرب غير واثق من قدرة جمهوره على التمييز بين ما يقدّمه هو عن وجهة نظر فيما يحسبه عدواناً روسياً على أوكرانيا، وبين ما يسوقه الإعلام الروسي من تبريرات، فوجد الحل في حجب هذه المواقع؟

ويخشى على أهل النيجر أن يصدقوا ما يقوله العساكر الذين استولوا على السلطة، فقط لأنهم حظروا بث القنوات الفرنسية التي هي وحدها من تقول «الحقيقة»!

ما دمنا أتينا على هذه المقارنة، فلا بأس من العودة قليلاً إلى الماضي غير البعيد، إلى زمن الحرب الباردة، حين كانت شيطنة كل ما هو روسي وسوفياتي، ليست مهمة وسائل الإعلام الغربية، خاصة الأمريكية منها وحدها، وإنما اضطلعت بها «هوليوود» أيضاً بدرجة أساسية!

ووفق تقرير نشرته «بي. بي. سي»، ليس اليوم وإنما قبل عشر سنوات، ونحن نعلم أنها إحدى أهم الأدوات الإعلامية الغربية، غير المتعاطفة مع موسكو، وصفت فيه، وعلى لسان أحد محرريها، اسمه توم بروك، صورة الروس في «سينما هوليوود»، بالقول التالي:

«سادية عميل سابق في المخابرات الروسية «كيه جي بي» في فيلم «المنتقمون»، إلى الروس الأشرار في فيلم الإثارة «يوم مناسب لموت قاسي»، تجد الكثير من الأوغاد الروس الذين يظهرون على الشاشة في الآونة الأخيرة»، والمدهش أن سقوط جدار برلين لم يضع حداً لصورة (الروسي الوغد) في السينما الأمريكية.

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

شيطنة الروس النيجر الغرب عسكر النيجر الاتحاد الأوروبي فرانس 24 سينما هوليوود الإعلام الفرنسي حرية الرأي تدفق المعلومات حظر الإعلام الروسي