«ستراتفور»: صور الأقمار الصناعية تظهر الاستراتيجية النووية المزدوجة لإيران

الاثنين 8 فبراير 2016 09:02 ص

تم وضع الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى موضوع التنفيذ منتصف الشهر الماضي، ولكن ذلك لا يعني أن المخاوف الدولية حول برنامج طهران النووي قد تم حلها بالكامل. تواصل إيران تطوير تقنيات عسكرية بعينها بما في ذلك الصواريخ البالستية، التي يمكن في يوم من الأيام أن تستخدم لدعم قدرات نووية. وفي الوقت نفسه، فإنها قد أبقت أنشطتها في العديد من المنشآت العسكرية في جميع أنحاء البلاد قيد سرية تامة.

صور الأقمار الصناعية التي يوفرها شركاؤنا تعطي صورة واضحة حول الطبيعة المزدوجة للنهج الذي تسلكه إيران حول برنامجها النووي على مدار مفاوضاتها مع الغرب. تظهر الصور الملتقطة مجمع بارشين العسكري، وقد تم التقاط هذه الصور خلال يوليو/تموز 2010 ويناير/كانون الثاني من العام 2016 على التوالي. وتوضح الصور كيف قامت إيران بإزالة آثار النشاط في الموقع في الوقت الذي كانت فيه المحادثات مستمرة. كما أظهرت أيضا قيامها بتشييد منشأة تحت الأرض داخل المجمع، حيث يمكن إخفاء إجراء الأبحاث حول تطوير الأسلحة.

وكان مجمع بارشين العسكري منذ فترة طويلة مصدرا للجدل في سياق المحادثات النووية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى كونه لا يمكن تصنيفه على وجه اليقين على كونه منشأة نووية، وقد أصرت إيران باستمرار أنه لم تجر أي محاولة لإقامة أي نشاط متعلق بإنتاج أسلحة نووية داخل المنشأة. مقارنة مع مرافق تخصيب اليورانيوم الإيرانية التي تم التركيز عليها بشكل رئيسي في المحادثات، فإن مجمع بارشين غالبا ما كان يشهد عمليات تطوير الصواريخ وتجارب المتفجرات. ولكن وفقا لمزاعم العديد من المراقبين المستقلين، فإن إيران قد قامت باختبار متفجرات كروية داخل مبنى اختبار المتفجرات في منشأة بارشين. ويستخدم هذا النوع من التفجيرات عادة في بداية سلسلة التفاعلات النووية. وبالنظر إلى للنشاط المكثف الذي حدث في هذا الجزء من المجمع منذ عام 2012، فإن هذه الادعاءات تبدو معقولة إلى حد كبير.

واستنادا إلى الصور، فمن الواضح أن إيران قد بدأت تبذل جهدا في تنظيف المواقع منذ عام 2012، حين بدأت المحادثات مع الغرب تدخل في مراحل واعدة. تمت إزالة طبقات من التربة إضافة إلى أوراق الشجر التي يمكن أن تمثل أدلة على أنشطتها السابقة، والتي يمكن اقتفاؤها من قبل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين وصلوا إلى البلاد في سبتمبر/أيلول 2015، وقد تمت تغطية مساحات واسعة بالخرسانة. أصرت إيران أيضا أن يقوم أفراد إيرانيون، وليس مفتشي الوكالة، بجمع عينات الاختبار المطلوبة للتفتيش.

ومع ذلك، تصر الوكالة أن هذه العملية كانت تخضع لرقابة صارمة، وأن الوكالة لم تجد أي أدلة يمكن أن تدين إيران خلال تفتيش مجمع بارشين، رغم أن هذا كان من المرجح أنه يعود جزئيا إلى التجديدات الأخيرة وعدم وجود معدات متبقية في أبنية اختبار المواد شديدة الانفجار.

وفي الوقت نفسه، تواصل إيران تطوير المنشآت تحت الأرضية في مجمع بارشين، والتي لم يتمكن مراقبو الوكالة من الوصول إليها خلال جولتهم. ولئن كان صحيحا أن إيران تعتمد اعتمادا كبيرا على المنشآت تحت الأرضية المماثلة لتلك التي في بارشين لتطوير الأسلحة التقليدية، فإنه لا تزال هناك مواقع عسكرية خفية في البلاد لتلقي ظلالا من الشك على التزام طهران على المدى الطويل نحو الاتفاق النووي.   

 

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

إيران مجمع بارشين أقمار صناعية الاتفاق النووي

إيران تجري تجربة ناجحة لصاروخ باليستي بعيد المدى

«ستراتفور»: لماذا عطلت (إسرائيل) 3 خطط لمهاجمة منشآت إيران النووية؟

لماذا ستعيد صفقة إيران تشكيل حدود الشرق الأوسط المخضبة بالدماء؟

اتفاق إيران قد يتعثر بسبب مراقبة أنشطة نووية حساسة

إيران تعتقل عدة "جواسيس" قرب منشأة بوشهر النووية

«الناتو» يعلن استعداده للتعاون العسكري مع إيران

الانعكاسات الأمنية للاتفاق النووي الإيراني

«ناشيونال إنترست»: الاتفاق النووي لم يجعل إيران أكثر اعتدالا