تدخل إيكواس المحتمل عسكريا في النيجر.. ماذا يعني؟

الاثنين 14 أغسطس 2023 06:48 ص

بموازاة مساعيها الدبلوماسية لـ"استعادة النظام الدستوري" في النيجر، تتأهب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لتدخل عسكري محتمل لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة، بعد انقضاء مهلة منحتها لعسكريين أطاحوا به في 26 يوليو/ تموز الماضي.

وتضم إيكواس 15 دولة هي النيجر ونيجيريا وبنين وبوركينا فاسو وساحل العاج وغينيا ومالي والسنغال وتوجو وغانا وسيراليون وليبيريا وغامبيا والرأس الأخضر وغينيا بيساو، ويترأس المجموعة حاليا بولا تينوبو رئيس نيجيريا. 

والنيجر دولة غنية بموارد الطاقة، إذ تمتلك واحدا من أكبر احتياطيات العالم من اليورانيوم وهي سابع أكبر منتج له، فضلا عن كميات كبيرة من احتياطيات الذهب والنفط، كما تم الكشف عن احتياطيات من الفحم عالي الجودة في جنوب وغرب البلاد.

  • من المرجح أن يستغرق تنظيم لوجستيات التدخل العسكري أسابيع، وتأمل إيكواس في التوصل خلالها إلى تسوية تفاوضية مع المجلس العسكري برئاسة الجنرال عبد الرحمن تشياني. وفي 2017، استغرق تدخل المجموعة عسكريا في غامبيا حوالي سبعة أسابيع بعد طلب من الرئيس أداما بارو لإرغام يحيي جامع الرئيس الخاسر في الانتخابات على تسليم السلطة.
  • قد يُطلب من مجلس الأمن الدولي منح ضوء أخضر لتدخل إيكواس، ما يثير احتمال أن يؤدي "فيتو" روسي و/ أو صيني إلى تأخير أو منع التدخل، لاسيما على ضوء أحاديث عن طلب المجلس العسكري دعما من قوات مجموعة فاجنر المرتزقة الروسية.
  • نيجيريا والسنغال وتوجو أعلنت التزامها بالمشاركة بقوات في التدخل العسكري، لكن الغموض يخيم على حجم الانتشار والتفويض والجدول الزمني. كما قالت فرنسا والولايات المتحدة إنهما ستدعمان مهمة إيكواس عبر تعزيز القدرات المالية والتكتيكية والمعدات لأي تدخل محتمل.
  • تحمّل التكاليف المالية والبشرية للتدخل العسكري سيكون أمرا صعبا، إذ تعاني نيجيريا من مشاكل اقتصادية وتحديات أمنية داخلية جعلت جيشها مرهقا، فيما تواجه غانا والسنغال تحديات اقتصادية وسياسية خطيرة على التوالي. لكن الدعم الفرنسي الأمريكي المحتمل يمكنه معالجة هذه الجزئية.
  • لم يعلن القادة العسكريون في إيكواس عن كيفية تنفيذ التدخل، ولكن من شبه المؤكد أنه سيتطلب غزوا معقدا من نيجيريا على الأقل بتيسير من فرنسا و/ أو الولايات المتحدة، فبسبب قيود لوجستية وتدريبية، لا تملك المجموعة القدرة العسكرية لبدء "تدخل جراحي" يركز على العاصمة نيامي من خلال جسر جوي.
  • بعد دخول القوات المحتمل عبر الحدود مع نيجيريا أو بنين أو كليهما، ستتوجه عبر "تضاريس معادية" من خلال طرق سريعة محدودة إلى نيامي، في رحلة تتراوح بين 300 و500 كيلومتر.
  • مع وجود عدد قليل من الطرق السريعة في جنوب غربي النيجر، فإنه إذا تمكن جيش البلاد من البقاء موحدا وسعى إلى مقاومة التدخل بالقوة، فقد يكون له وجود أمني كبير على طول أي طريق تستخدمه قوات إيكواس، ما قد يجبر المجموعة أو حتى فرنسا على استخدام تفوقها الجوي لإضعاف المقاومة.
  • لا يوجد إجماع بين مواطني النيجر على الترحيب بتدخل إيكواس، ففي أعقاب الانقلاب خرج بعض السكان إلى الشوارع للتعبير عن دعمهم للانقلابيين، ويمكن أن يقوم المجلس العسكري بتسليح مليشيات، رفضا للتراجع عن الإطاحة ببازوم الذي تم انتخابه عام 2021، في أول انتقال ديمقراطي للسلطة في النيجر منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.
  • إذا طال أمد التدخل العسكري سيسقط الكثير من الضحايا، ما قد يثير اضطرابات في دول غرب أفريقيا المساهمة بقوات في المهمة، إذ قد تشهد السنغال احتجاجات عنيفة، ويمكن أن تقوض احتجاجات مماثلة في نيجريا جهود الرئيس الجديد بولا تينوبو لتوحيد البلاد في ظل استياء متزايد من أزمة غلاء المعيشة.
  • ستزداد احتمالات التدخل السريع والناجح لإيكواس في حال حدوث انشقاقات داخل جيش النيجر، بأن ترفض بعض القوات الاشتباك مع قوات المجموعة. وفي البداية أمهلت قيادة الجيش قادة الانقلاب لإعادة بازوم إلى السلطة،  ثم انحازوا إلى الانقلابيين بزعم تجنب إراقة الدماء.
  • تدخل إيكواس قد يطيح بالمجلس العسكري، لكنه ربما يمنح الجماعات المسلحة المتمردة مساحة أكبر للعمل، ما يجعل أي حكومة مدنية مستعادة في النيجر هشة للغاية، كما أنه من غير المحتمل أن يستعيد بازوم الدرجة نفسها من الشرعية التي كان يتمتع بها قبل الانقلاب إذا أعادته البنادق الأجنبية إلى السلطة.
  • التدخل العسكري في النيجر يخاطر بانزلاق منطقة الساحل (غرب أفريقيا) إلى صراع إقليمي، إذ أعلنت الحكومتان العسكريتان في بوركينا فاسو ومالي أنهما ستعتبران هذا التدخل عملا من أعمال الحرب، وستقفان إلى جانب النيجر ضد القوى الخارجية.
  • المجلس العسكري هدد بقتل بازوم (من أصل عربي) في حال تدخلت إيكواس عسكريا، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة أكبر إذا انتفض أنصار بازوم ضد الانقلابيين في اضطرابات واسعة النطاق.
  • ستعاني البنية التحتية المحدودة في دول المنطقة، ولاسيما نيجيريا وبنين، تحت وطأة تدفق حتمي للاجئين، مع احتمال متزايد لتسلل مقاتلين إرهابيين أجانب، ما ينذر باضطرابات أمنية.
  • تحت ضغط التهديد بالتدخل العسكري، ربما يتم التوصل إلى صفقة تتضمن عودة إلى الحكم المدني بدلا من استعادة الرئيس بازوم السلطة على الفور، لكن ذلك سيتطلب من واشنطن وشركائها ممارسة ضغط كبير لتجنب تكرار أخطاء التحولات الفاشلة، كتلك التي حدثت في السودان ومالي، حيث عاد العسكريون إلى الاستيلاء على السلطة.

موضوعات متعلقة