إيران داخل ترسانة الدفاعات السورية.. مخاوف إسرائيلية وتداعيات إقليمية

الثلاثاء 15 أغسطس 2023 08:14 م

بات الانخراط الإيراني في التعاون الدفاعي مع النظام السوري متسارعا وملحوظا، لدرجة أثارت مخاوف بين قوى إقليمية، أبرزها دولة الاحتلال الإسرائيلي، من تأثيرات ذلك الانخراط على الوضع الجيوسياسي الإقليمي، مع وجود عواقب أوسع.

ويرى تحليل نشره موقع "سبشيال أوراسيا"، وترجمه "الخليج الجديد"، أن الديناميكيات الجيوسياسية المتطورة في الشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق باستراتيجية إيران وتعاونها مع سوريا في قطاعي الدفاع والأسلحة العسكرية، أدت إلى تحولات كبيرة على رقعة الشطرنج الإقليمية.

وقبل بضعة أشهر، صرح مسؤولون إيرانيون بالتزام طهران بتقديم دعم عسكري لدمشق من خلال توفير نظام دفاع جوي.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أكد بحث إسرائيلي احتمال تورط طهران في صناعة الأسلحة السورية على نطاق أوسع مما كان متصورا.

ماذا حدث؟

في 29 مايو/أيار الماضي، نشرت وكالة "فارس الجديدة" مقالاً سلّط الضوء على جهود طهران لتعزيز القدرات العسكرية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، من خلال تعزيز نظام الدفاع الجوي في البلاد.

حينها، قال الجنرال سعيد حمزة كلنداري، في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية: "على الرغم من أن سوريا لديها قدرات دفاع جوي خاصة بها، فإن طهران ترغب في تزويد دمشق بالمعدات الاستراتيجية والتعزيزات التكتيكية، بهدف أساسي هو تعزيز الدفاعات ضد التوغلات الإسرائيلية".

وفي الثاني من أغسطس/آب الجاري، نشر مركز "ALMA" للأبحاث والتعليم، وهو منظمة غير ربحية في إسرائيل، تقريرًا سلّط الضوء على مشاركة إيران الاستراتيجية في صناعة الدفاع السورية.

وقالت رئيسة المركز والضابط السابق في مديرية استخبارات جيش الدفاع الإسرائيلي، ساريت زهافي، إن هناك تورطا إيرانيا واضحا داخل وكالة حكومية سورية محددة تركز على تطوير الأسلحة.

ماذا يعني الأمر؟

ويقول التحليل إن العلاقة المحتملة بين إيران وقطاع الأسلحة السوري قد تؤكد على أن نقل الصناعة يمكن أن يكون حافزًا مهمًا لطهران لتعزيز التحالف الدفاعي مع دمشق.

وعلى الرغم من جهود إيران لتأمين بنيتها التحتية الداخلية، إلا أنها تعرضت لهجمات في السنوات الأخيرة.

ويعتبر التحليل أن نقل الصناعة إلى بلدان أخرى وإنشاء شبكة يمكن أن يجعل من الصعب على أعداء إيران السيطرة على أنشطتها عبر دول متعددة.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم ملاحظة أن إسرائيل تعمل على توسيع وجودها في دول مثل أذربيجان، بهدف الوصول المباشر إلى إيران.

ورداً على ذلك، زادت طهران نفوذها على كل من سوريا ولبنان كإجراء مضاد.

وتشارك إسرائيل منذ سنوات في قصف مخازن أسلحة "حزب الله" ووسائل نقلها في سوريا.

لهذا السبب، تمتلك إيران إنتاجًا خاصًا بها في هذا البلد العربي مع الحرس الثوري، المسؤول عن إنتاج الصناعة العسكرية المحلية، وهي ميزة استراتيجية كبيرة.

من ناحية أخرى، تستفيد سوريا من العمل عن كثب مع الصناعة والعلماء الإيرانيين بالمجال الدفاعي.

ويتساءل التقرير عن عواقب تنامي التعاون الدفاعي بين طهران ودمشق على الحراك الأخير الذي عادت سوريا بموجبه إلى الصف العربي، وهو  الحراك الذي قادته السعودية، ما يسلط الضوء على تداعيات ذلك أيضا على ملفات إقليمية شديدة الأهمية، مثل التقارب السعودي الإيراني الأخير، الذي تم بوساطة صينية، والوضع في اليمن الذي يشهد هدوءا على خلفية تقارب الرياض وطهران.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإيرانية السورية صناعات دفاعية تعاون عسكري

مواجهة شطرنج عسكرية.. حسابات إسرائيلية معقدة لمهاجمة إيران