الهند تشتري نفط الإمارات بالروبية للمرة الأولى.. ماذا يعني؟

الأربعاء 16 أغسطس 2023 02:02 م

أعلنت نيودلهي، الإثنين الماضي، أن الهند والإمارات بدأتا تسوية تجارتهما الثنائية بعملتيهما المحليتين، ودفعت مؤسسة النفط، أكبر شركة تكرير هندية، بـ"الروبية" مقابل شراء مليون برميل من النفط من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).

آلية التعامل بالروبية والدرهم من شأنها تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وسبق شراء النفط صفقة أخرى تضمنت بيع 25 كيلوجراما من الذهب من مصدر ذهب إماراتي إلى مشترٍ في الهند بنحو 128.4 مليون روبية (1.54 مليون دولار).

  • تضم الإمارات جالية هندية كبيرة، وترتبط بعلاقات وطيدة مع الهند، لاسيما على صعيدي التجارة والطاقة، وبلغ حجم التجارة الثنائية بينهما 84.5 مليار دولار بين أبريل/ نيسان 2022 ومارس/ آذار من العام التالي.
  • في 17 يوليو/ تموز الماضي، وقَّعت الإمارات والهند اتفاقا يسمح للبلدين بتسوية التجارة بالروبية والدرهم بدلا من الدولار، بالإضافة إلى ربط واجهة المدفوعات الموحدة "يو.بي.آي" الهندية بمنصة المدفوعات الفورية "آي.بي.بي" الإماراتية، لتسهيل تحويل الأموال عبر الحدود.
  • الهند هي ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، وتنظر إليها الإمارات كقوة اقتصادية صاعدة مهمة قد تنافس الصين في مرحلة لاحقة؛ لهذا ستكون من أهم المستوردين لمنتجات الطاقة الإماراتية.
  • تحرص الهند، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، على التوصل إلى اتفاقات مماثلة للدفع بعملات محلية مع دول أخرى، إذ تتطلع إلى تعزيز صادراتها في ظل تباطؤ التجارة العالمية، وتعزيز دور عملتها في المدفوعات الدولية، وخفض كلفة المعاملات عبر الاستغناء عن التحويلات بالدولار الأمريكي.
  • توجد عوامل عديدة يمكن أن تساهم في تعزيز قبول الروبية في التسويات الدولية بشكل أوسع، بينها أن الهند من بين أسرع اقتصادات العالم نموا؛ ما سيؤدي إلى زيادة التجارة والاستثمار مع دول أخرى ويخلق طلبا على الروبية كعملة تسوية.
  • الهند أدخلت إصلاحات على نظامها المالي، حيث جعلت أسواقها المالية أكثر انفتاحا ويسرا للمستثمرين الأجانب، وهو ما سهل عليهم الاحتفاظ بالروبية واستخدامها، ما ساهم أيضا في زيادة الطلب علىها كعملة تسوية.
  • بنك الاحتياط الهندي اتخذ مؤخرا خطوات لجعل الروبية أكثر سيولة وقابلية للتداول، بينها زيادة توفير الروبية في أسواق صرف العملات الأجنبية، وتسهيل تحويلها إلى عملات أخرى في البنوك.
  • لا يستبعد محللون إمكانية استخدام الآلية الإماراتية الهندية للتهرب من العقوبات الغربية المفروضة على نفط روسيا؛ جراء حربها في جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، فالإمارات يمكن أن تصبح عبر الموانئ المهمة التي تمتلكها منصة لاستلام وتسليم النفط الروسي، كما ستصبح دولة مقاصة بين الروبية الهندية والروبل الروسي؛ ما قد يشكل نوعا من التهرب أو التحايل على العقوبات الدولية.
  • استخدام الدولار الأمريكي يتم لسهولة التعامل به مع الدول الأخرى، أما المقايضة فبينما تقوي العملة المحلية، يجب ألا تكون الفروقات في الميزان التجاري بين دولتين كبيرة، حتى لا تتسبب في تراكم العملة المحلية لدى إحداهما، بحيث قد لا تجد طريقة لاستخدامها على الصعيد الدولي وربما يؤدي طرحها للصرف في السوق إلى خلل في سعرها.
  • الدولار لا يزال يسيطر على التجارة الدولية، خاصة في السلع المهمة كالمواد الغذائية والطاقة، وهو العملة الاحتياطية الأساسية في أغلب البنوك المركزية منذ أكثر من 50 عاما، ولا يزال العملة المفضلة لتسوية النصيب الأكبر من عمليات التجارة والاستثمار الدولية، ما يتطلب تغييرا كبيرا في المشهد الاقتصادي العالمي قبل أن تصبح الروبية أو أي عملة أخرى، بخلاف الدولار الأمريكي، عملة عالمية حقيقية.

موضوعات متعلقة