اجتماع أبوظبي وتصريحات كاتس

ثمة تساؤلات يرتبط بجوهر اتفاقات أبراهام وفلسفتها وتداعياتها على الأمن الأردني!

تطرح تصريحات كاتس تساؤلات جادة حول التموضع الأردني تجاه اتفاقات أبراهام التطبيعة التي عقدها نتنياهو مع الامارات والمغرب والبحرين في 2020!!

ذهب كاتس بعيدا نحو طرح مبادرة جديدة لانشاء منتدى يضم الأطراف الأربع المشاركة بلقاء أبوظبي الذي لم تحتفي به باقي الاطراف بذات حماس أبداه كاتس.

بعد تصريحات كاتس واحتفاء مكتب نتنياهو باللقاء التطبيعي هل بات الاردن جزء من اتفاقات أبراهام وتفاهماتها التي قفزت على المبادرة العربية في قمة بيروت العام 2002؟

الأمر لا يتعلق فقط بالتطبيع بل بما هو ابعد بكثير حول مستقبل العلاقة بالضفة الغربية والأراضي المحتلة وطبيعة دور الأردن فهي ليست مجرد اتفاق للمياه والكهرباء.

* * *

تصريحات كاتس التي اطلقها خلال لقاء رباعي جمعة بوزراء الطاقة والمياه والبيئة في حكومة الرئيس بشر الخصاونة الى جانب وزير اماراتي ومسؤول امريكي احتفت على نحو غريب باللقاء الذي جاء لمناقشة مشروع المياه مقابل الكهرباء بالقول :

زيارتي الحالية لأبوظبي هي شهادة على قوة دولة إسرائيل ومكانتها؛ هذه هي ثمار "اتفاقات أبراهام" التي قادها رئيس الوزراء نتنياهو والتي ستغير الشرق الأوسط ؛ مضيفا القول: إسرائيل دولة ناجحة وقوية يريد جيرانها علاقة معها.

وتوقع كاتس أن تتحول المبادرة إلى منتدى فريد للتعاون الرباعي بين إسرائيل والأردن والإمارات والولايات المتحدة، "من أجل تعزيز مبادرات إضافية".

تصريحات وزير الطاقة في الكيان الإسرائيلي يسرائيل كاتس تطرح تساؤلات جادة حول طبيعة التموضع الاردني تجاه اتفاقات ابراهام التطبيعة التي عقدها نتنياهو مع دولة الامارات العربية المتحدة والممكلة المغربية ومملكة البحرين في العام 2020 علما ان الاتفاقات جاءت في حقبة الرئيس الامريكي ترمب التي تميزت بطروحات متطرفة لتصفية القضية الفلسطينية عبر ماعرف بصفقة القرن ونقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس.

التصريحات النارية لوزير الطاقة الاسرائيلي تربط بين المقترح الامريكي الذي قاد لاعلان مبادء في نوفمبر تشرين الثاني من العام 2021 لتنفيذ مبادرة الماء 200 مليون متر مكعب مقابل الكهرباء من محطة شمسية تبنيها دولة الامارات على الاراضي الاردنية لتزويد الكيان بـ 600 ميغاوات كهرباء و بين اتفاقات أبراهام التي بدونها ما كان للإمارات العربية ان تكون شريكا فيها.

وذهب كاتس بعيدا نحو طرح مبادرة جديدة لانشاء منتدى يضم الاطراف الاربع المشاركة بلقاء أبوظبي الذي لم تحتفي به باقي الاطراف بذات الحماس الذي أبداه كاتس.

السؤال الذي يطرح نفسه بعد تصريحات كاتس واحتفاء مكتب نتنياهو باللقاء التطبيعي هل بات الاردن جزء من اتفاقات أبراهام وتفاهماتها التي قفزت على المبادرة العربية في قمة بيروت العام 2002؛ تساؤل يرتبط بجوهر اتفاقات أبراهامية وفلسفتها وتداعياتها على الامن الاردني فالامر لا يتعلق فقط بالتطبيع بل بما هو ابعد من ذلك بكثير حول مستقبل العلاقة مع الضفة الغربية والاراضي المحتلة وطبيعة الدور الاردني فهي ليست مجرد اتفاق للمياه والكهرباء.

من ناحية اخرى اجرائية هل كان من المناسب عقد اللقاء في هذا التوقيت خصوصا وان الضفة الغربية والاراضي المحتلة تشهد تصعيد كبير ا تقوده حكومة نتنياهو الفاشية وهي ثغرة جديدة يتوقع ان توهن السياسة الخارجية الاردنية؛ خصوصا ان اللقاء جاء بعد بيان قمة العلمين الثلاثية التي اكدت على مرجعية المبادرة العربية.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي