لماذا عبر السوريون عن فرحتهم بمقتل زعيم فاجنر بريغوجين؟

السبت 26 أغسطس 2023 01:52 م

أثار خبر سقوط الطائرة التي كانت تقل قائد فاجنر الروسية يفغيني بريغوجين، وتأكيد مقتله داخل الطائرة، فرحة كبيرة بين عدد كبير من السوريين الذين عانوا الويلات على يد المجموعة خلال الحرب في سوريا، حيث ساهمت المجموعة في قتل عدد كبير من المدنيين السوريين، بالإضافة إلى اقتحام المدن والبلدات السورية، خلال الحملات العسكرية التي كان يشنها النظام السوري وروسيا.

وقام فنان الجرافيتي السوري عزيز الأسمر، برسم لوحة على جدار مبنى دمره القصف الروسي بمدينة بنش في محافظة إدلب الواقعة في شمالي غرب سوريا، ليبعث برسالة إلى العالم، من خلال هذه الجدارية بأن ما فعلته روسيا في سوريا وأوكرانيا هو التدمير والتخريب.

ويقول عزيز الأسمر إنه "منذ ورود خبر مقتل زعيم بريغوجين، أدخل هذا الخبر البهجة إلى قلوب السوريين، لأن هذا المجرم ورئيسه فيلادمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد، ساهموا في قتل السوريين وتهجيرهم من منازلهم وقراهم. كما ساهم في قتل وتشريد الشعب الأوكراني".

وأضاف: "بدوري وبعد هذا الخبر قمت برسم لوحة جدارية على جدران منازلنا التي دمرها الطيران الروسي".

وتابع الأسمر: "أردت من خلال الرسمة أن أشير إلى أن هؤلاء المجرمين، بعد أن قتلوا وسفكوا دماء العديد من الأبرياء، بدأوا في النهاية بتصفية بعضهم. ولا نتفاجأ إذا سمعنا عن مقتل بوتين أو بشار الأسد بطريقة مماثلة في الأيام المقبلة".

ورصدت وسائل إعلام محلية، فرحة العديد من الأسر في مخيمات النازحين شمال غرب سوريا بعد مقتل الشخص الذي تسبب في معاناة ملايين من الناس.

ويقول يوسف العلي، وهو نازح في مخيمات أطمة شمالي إدلب: "إننا تهجرنا من منازلنا قبل 4 أعوام بسبب كثافة القصف الروسي على مدننا في ريف إدلب الجنوبي وكنا نسمع عن مرتزقة فاغنر الروسية أنها من أخطر الميليشيات".

وتابع: "بعد ذلك عرفناهم بشكل جيد، هم تسببوا لنا في معاناة كبيرة وساهموا في تهجيرنا".

ويضيف: "نحن الأن فرحون جداً بمقتل هذا الشخص ونأمل أن نسمع في الأيام القادمة أخبار عن هلاك جميع المجرمين اللذين ساهموا بقتلنا وتهجيرنا".

فيما قال عبدالله السيد، أحد سكان جزء من محافظة دير الزور الذي يسيطر عليه المسلحون الأكراد: "لم أشعر بالسعادة هكذا منذ اغتيال قاسم سليماني".

وكان سليماني قائدا لـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، وهي وحدة النخبة التي تتولى العمليات الإيرانية في الخارج، وقُتل في غارة جوية أمريكية أمر بها الرئيس آنذاك دونالد ترامب في عام 2020.

وقال السيد: "مرتزقة فاغنر قتلوا الكثير من الأشخاص في دير الزور وهم يستحقون ذلك".

وأضاف الشاب البالغ من العمر 27 عاما، أن بريغوجين كان "مسؤولا عن وفاته" لأنه ألغى تمرده الذي لم يدم طويلا ضد مؤسسة الدفاع الروسية في يونيو/حزيران، وتابع السيد: "لو استمر في السير إلى موسكو، لما قُتل بهذه الطريقة".

أما محمد عايد، وهو صحفي نازح من مدينة تدمر السورية، فقال إنه شعر بأن العدالة تتحقق في وفاة بريغوجين.

وأضاف عايد: "احتلت فاجنر مدينتي وحقول النفط فيها، وقتلوا الكثير من شعبي، بعد مقتل قائدهم الآن أشعر أن العدالة بدأت تتحقق، وآمل أن يقع حادث طائرة آخر لطائرة بوتين حتى تتحقق العدالة بالكامل".

وفات بريغوجين في تحطم طائرته الأربعاء، خلال رحلة داخلية في روسيا، في حين تكهن البعض بأن بوتين ربما كان وراء مقتله.

ومع ذلك، لم يتم تقديم أي دليل يشير إلى تورط الكرملين أو أجهزة الأمن الروسية في الحادث.

ولا يزال سبب الحادث مجهولا، وفتحت السلطات الروسية تحقيقا جنائيا.

وما يفسر الغضب السوريون الذين يكرهون بريغوجين لأن مجموعته الخاصة من المرتزقة كانت لاعبا مهما خلال التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية، حيث قاتلت نيابة عن نظام بشار الأسد.

وفي حين أشاد بوتين بهم باعتبارهم "جنودا يخاطرون بحياتهم لمحاربة الإرهاب"، فقد اتُهمت القوات الروسية العاملة في سوريا باستخدام القوة الغاشمة في قصف المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، بغض النظر عن الخسائر في صفوف المدنيين.

وخضع دور فاغنر في سوريا للتدقيق مرة أخرى قبل عامين، عندما اتُهم مرتزقة روس في سوريا بالقتل المروع لعامل بناء سوري.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريون سوريا فاجنر قائد فاجنر بريغوجين

روسيا.. العثور على الصندوقين الأسودين لطائرة بريحوجين المنكوبة

روسيا توعز للنظام السوري بطرد مقاتلي فاجنر