استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كيف تحُاصر أمريكا وإسرائيل حرية التعبير بالعراق وفلسطين

السبت 2 سبتمبر 2023 02:21 م

كيف تحُاصر أمريكا وإسرائيل حرية الرأي بالعراق وفلسطين

وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لـ"ميتا" تحاصر المحتوى العراقي والفلسطيني وتمارس قيودا خطيرة على حرية الرأي والتعبير بضغط أمريكي-إسرائيلي.

العراق ليس مستثنى، ويبدو أن عملية تقييد حرية الرأي والتعبير مشتركة مع أشقائنا في فلسطين، وتأتي عبر ضغوط من أمريكا والكيان الغاصب.

شركة ميتا تمتلك إنستغرام وواتساب وفيسبوك وتحجب كل منشور يحتوي مقاطع مصورة أو صورا أو أسماء وصور الشهداء ومشاهد إجرام الكيان الغاصب.

تعدت شركة ميتا كل الحدود والمبادئ فأغلقت حسابات تدعم فلسطين لمجرد إدراج هاشتاغ فلسطين أو القضية الفلسطينية أو أسماء الشهداء، بصورة دائمة!

بعد انتشار تلغرام الواسع ضغطت أمريكا على العراق لحجبه ومنع عمله ويأتي التدخل الأمريكي لأن التطبيق لا يخضع للقواعد الأمريكية، ويسمح بنشر المحتوى العراقي دون رقابة.

منذ 2019 قيدت فيسبوك وتويتر حرية الرأي والتعبير بالعراق، ومنعت مواقع عراقية إخبارية أو حسابات أشخاص وناشطين من انتقاد أمريكا أو الكيان الصهيوني وجرائمه بحق شعب فلسطين.

قيدت شركة ميتا وصول المستخدمين إلى حسابات المواقع الإخبارية بنسبة تتجاوز 40 بالمئة سنويا، وتم تقييد الوصول إليها بتعمد، وأكدت 6 مؤسسات إعلامية بارزة تعرض حساباتها لذلك.

* * *

في شباط/ فبراير 2023، أطلق أنصار قضية فلسطين (ونحن منهم)، حملة عالمية تحت عنوان "ميتا تحاصر فلسطين"، جاءت هذه الحملة بعد قيود وسياسات مجحفة بحق الشعب الفلسطيني والمحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي،

خاصة أن الشركة تمتلك كلا من إنستغرام وواتساب وفيسبوك. وتمثّلت هذه السياسة في حجب كل منشور يحتوي مقاطع مصورة أو صورا وحتى أي كلمات تتضمن أسماء وصور الشهداء، ومشاهد إجرام الكيان الغاصب وغيرها؛ بحجة مخالفة معايير النشر، وما يسمى "السياسات المجتمعية"؛ وذلك وفق أجندات واتفاقيات موقعة بين تلك الشركات وسلطات الكيان الغاصب منذ سنوات.

لا بل تعدت الشركة كل الحدود والمبادئ، فقامت بإغلاق حسابات تدعم قضية فلسطين لمجرد إدراج هاشتاغ فلسطين أو القضية الفلسطينية أو أسماء الشهداء، والمثير للاهتمام أن هذا الحجب تم بصورة دائمة وليست مؤقتة!

بالطبع نحن في العراق لسنا مستثنين من هذه السياسات، ويبدو بأن عملية تقييد حرية الرأي والتعبير مشتركة مع أشقائنا الفلسطينيين، وتأتي عبر ضغوط من الولايات المتحدة والكيان الغاصب.

منذ 2019، مارست شبكات التواصل الاجتماعي في منصتي فيسبوك وتويتر قيودا على حرية الرأي والتعبير في العراق، ومنعت المواقع العراقية الإخبارية أو حسابات الأشخاص والناشطين من توجيه أي انتقاد إلى الولايات المتحدة، أو الكيان الصهيوني وجرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

ولذلك، ومع ظهور تطبيق تلغرام، فقد أصبحت هذه المنصة ملجأ للعراقيين للتعبير عن آرائهم، وتشكيل مجموعات كبيرة لتبادل الآراء أو تشكيل مجموعات إخبارية لنقل الأخبار بشكل سريع وآمن، كما استخدم العراقيون هذا البرنامج كمنصة للتدريس عن بعد، واستخدمه التجار للترويج لبضائهم وفتح محلات لبيع المحصولات عبر الإنترنت.

وبعد الانتشار الواسع لهذا التطبيق، قررت أمريكا أن تضغط على المسؤولين في العراق لحجب التطبيق ومنع عمله في العراق، وفي الحقيقة يأتي القرار الأمريكي نتيجة لأن التطبيق لا يخضع للقواعد الأمريكية، ويسمح بنشر المحتوى العراقي دون رقابة وتغيير في هذا المحتوى.

من جهتهم، فقد برر المسؤلون في العراق حظرهم التطبيق بالقول بأن التطبيق يهدد الأمن القومي العراقي، وأن الدولة طلبت من إدارة تلغرام إغلاق مجموعات تسرب بيانات رسمية وبيانات شخصية.

بالطبع عادت الحكومة العراقية لرفع الحظر عن التطبيق بعد أيام فقط، وذلك لأن هذا القرار أثار جدلا واسعا، كما أنه تسبب بضرر اقتصادي واسع النطاق لأصحاب المحلات التي تبيع بضائعها عبر الإنترنت.

وإذا ما أردنا أن نفهم ممارسات أمريكا في حصار حرية التعبير والرأي على مستوى أوسع، علينا العودة إلى التقارير الأخيرة التي تشير إلى أن شركة ميتا قامت بتقييد وصول المستخدمين إلى حسابات المواقع الإخبارية بنسبة تتجاوز 40 في المئة سنويا، وهذا يعني أن المواقع الإخبارية التي تستخدم منصات ميتا لإيصال الأخبار إلى مستخدميها ومتابعيها، قد تم تقييد الوصول إليها بشكل متعمد، وقد أشارت "سي إن إن" إلى هذه الحقائق بعد تواصلها مع ست مؤسسات إعلامية بارزة، أكدت جميعها تعرض حساباتها إلى تقييد الوصول.

ما من شك بأنّ وسائل التواصل الاجتماعي كشركة ميتا التي تدير كلا من تطبيق فيسبوك وإنستغرام وواتساب، أصبحت تقيّد المحتوى العراقي والفلسطيني على حد سواء، وهي تمارس قيودا خطيرة على حرية الرأي والتعبير بضغط أمريكي-إسرائيلي.

وأما عن حظر تلغرام وإعادة السماح له بالعمل في العراق، فقد أعاد مجددا النقاش حول الدور الأمريكي المتصاعد في العراق، وكيف أن هذا الدور يهدف لمنع توجيه انتقادات لسياسات أو تحركات الولايات المتحدة في العراق أو خارجها.

المسألة لا تتعلق بالأمن القومي أو غيره من المسائل، بل هي تتعلق بمنع هذا التطبيق من العمل في العراق؛ لأنه لا يرضخ للتعلميات والقواعد الأمريكية. تأتي هذه التحركات في الوقت الذي يمر العالم في مرحلة إمكانية الوصول الحر للمعلومات وحماية المعلومات والتفاصيل الشخصية للمستخدمين.

*فاطمة الجبوري كاتبة صحفية عراقية

المصدر | عربي21

  كلمات مفتاحية

العراق فلسطين أمريكا إسرائيل ميتا إنستغرام واتساب فيسبوك تلغرام الكيان الغاصب السياسات المجتمعية التواصل الاجتماعي حرية التعبير الأمن القومي