بوتين يستقبل أردوغان مؤكدا عمق العلاقات.. والرئيس التركي يعد بإعلان مهم

الاثنين 4 سبتمبر 2023 01:28 م

استقبل الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، الإثنين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة سوتشي الروسية، قبل أن يعد الأخير بالكشف عن إعلان مهم في نهاية المحادثات.

وفي كلمة سبقت الاجتماع بين الرئيسين، أبلغ بوتين نظيره التركي استعداده لبحث إعادة تفعيل اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، قائلا إن بلاده منفتحة على المباحثات.

وأضاف بوتين لأن هناك ثباتا في العلاقات، ويتم الحفاظ على زخمها عبر تطويرها في مختلف المجالات بين البلدين.

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا ارتفع بنسبة 86% خلال العام الماضي، مضيفا أنه "في النصف الأول من هذا العام، استمر الاتجاه الإيجابي في التجارة بين البلدين في الارتفاع".

وتوقع الرئيس الروسي أن تكتمل المفاوضات حول إنشاء منصة للغاز في تركيا، خلال المستقبل القريب.

وبشأن الأزمة الأوكرانية، أكد بوتين أنه سيتم التطرق إلى الوضع المتعلق بها، موضحا أنه سيتم كذلك إثارة موضوع صفقة الحبوب خلال اللقاء، مؤكدا أن روسيا منفتحة على المفاوضات.

فيما وعد أردوغان بإدلاء إعلان بالغ الأهمية بشأن تصدير الحبوب في المؤتمر الصحفي الذي يلي اللقاء، قائلا إن الرسالة ستكون مهمة للدول الأفريقية النامية التي تمكنت من تلقي حبوب أوكرانية بموجب الاتفاقية، قبل أن تنهي روسيا العمل بها في يوليو/تموز الماضي.

كما أوضح أردوغان أن اللقاء المرتقب لرئيسي البنكين المركزيين التركي والروسي يعد مهما بما يخص المضي نحو استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية، لا سيما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ حاليا 62 مليار دولار.

وأعرب أردوغان عن أمله برفع المبادلات التجارية مع روسيا إلى 100 مليار دولار.

ويأتي اللقاء الأول بين الرئيسين منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وسط توتر متزايد في منطقة البحر الأسود أعقب إنهاء روسيا العمل باتفاق أتاح لسفن شحن تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر بحري آمن، مشترطة أخذ مصالحها في الاعتبار لإعادة العمل بها.

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زار موسكو الأسبوع الماضي للتحضير لزيارة أردوغان ولقائه ببوتين، مؤكدا أهمية إعادة العمل بالاتفاقية لاستعادة الاستقرار.

في حين طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالحصول على ضمانات مع نتائج ملموسة تدخل حيز التنفيذ، مشيرا إلى أن بلاده لن تكتفي بالوعود بشأن صادراتها الزراعية.

وسمحت الاتفاقية التي تُوصّل إليها في صيف 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، بتصدير الحبوب من أوكرانيا، وتهدئة المخاوف عالميا حيال ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتأمل تركيا في إحياء الاتفاق بشكل يؤسس لمفاوضات سلام أكثر شمولا بين موسكو وكييف، معوّلة على العلاقة الوثيقة بين بوتين وأردوغان، لا سيما أن تركيا رفضت فرض عقوبات على روسيا، وبقيت منفذا رئيسيا لها في مجال السلع والغذاء منذ الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، رغم أنها زودت أوكرانيا بأسلحة ودعمت طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وكان أردوغان قد قال الشهر الماضي، إن بلده ستتمكن من إيجاد أرضية مشتركة لإحياء اتفاقية الحبوب، مؤكدا على ضرورة التزام الدول الغربية بوعودها لروسيا.

إذ اعتبر بوتين أن الدول الغربية لم تلتزم ببنود الاتفاقية لناحية السماح لروسيا بتصدير الأسمدة والمنتجات الزراعية، معتبرا أن الغرب سعى لاستغلال الاتفاقية من أجل "الابتزاز السياسي".

وكثّفت موسكو هجماتها على منطقتي أوديسا وميكولايف حيث موانئ ومنشآت لتصدير الحبوب منذ انهيار الاتفاقية المبرمة برعاية تركيا والأمم المتحدة.

لذلك لجأت كييف إلى الطرق البرية ومرفأ نهري غير عميق، مما يحد من كميات الحبوب المصدرة، بالإضافة إلى استخدامها ممرا جديدا عبر البحر الأسود، رغم التهديد الروسي بأنها ستعتبر أي سفينة تبحر من أوكرانيا أو إليها هدفا عسكريا محتملا.

وأعلنت أوكرانيا هذا الأسبوع أن 4 سفن شحن أبحرت عبر الممر الذي يتفادى بمعظمه المياه الدولية ويبقى ضمن نطاق سيطرة دول منضوية في حلف الناتو، مما يجعل السفن التي تستخدمه أقل عرضة لاستهداف روسي محتمل.

وبحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عمل هذا الممر.

وباتت كييف تعتمد إجمالاً على الطرق البرية ومرفأ نهري غير عميق ما يحد كثيراً من كميات الحبوب المصدرة، لكنها لجأت أيضاً إلى ممر جديد عبر البحر الأسود رغم التهديد الروسي.

يشار إلى أن روسيا عرضت صفقة حبوب بديلة في وقت سابق من هذا الأسبوع، ترسل بموجبها مليون طن من الحبوب إلى تركيا بسعر مخفض، بدعم مالي من قطر، لتتم معالجتها في تركيا وإرسالها إلى البلدان الأكثر احتياجًا.

ويعتقد المحللون أن أردوغان سيواجه معركة شاقة في محاولة إقناع كييف وداعميها الغربيين بهذا الاقتراح، الذين يعتقدون أن روسيا تقترح إرسال الحبوب التي سرقتها من الأراضي التي احتلتها في أوكرانيا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أردوغان بوتين روسيا أوكرانيا صفقة الحبوب الحرب

اختتام مباحثات بوتين وأردوغان في سوتشي وهذه أبرز نتائجها