القتال بين عشائر عربية و"قسد" في دير الزور.. ماذا يعني؟

الثلاثاء 5 سبتمبر 2023 02:00 م

تتواصل في ريف محافظة دير الزور شرقي سوريا اشتباكات بين عشائر عربية و"قوات سوريا الديموقراطية" (قسد)، التي يقودها مقاتلون أكراد والمدعومة من الولايات المتحدة؛ ما خلّف حتى الثلاثاء 84 قتيلا ومئات الجرحى، بينهم مدنيون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

تلك الاشتباكات اندلعت في 27 أغسطس/ آب الماضي، بعد أن اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" أحمد الخبيل (أبو خولة) أمير عشيرة البكر وقائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها، وأعلنت لاحقة عزله بتهم التورط بـ"جرائم جنائية والاتجار بالمخدرات وسوء إدارة الوضع الأمني" والتواصل مع نظام بشار الأسد.

  • دير الزور محافظة سورية حدودية مع العراق يقطعها نهر الفرات، وتقطنها غالبية عظمى عربية وتوجد فيها عشرات العشائر العربية، وتضم أبرز حقول النفط السورية.
  • تسيطر "قوات سوريا الديموقراطية"، المؤلفة من تحالف فصائل كردية وعربية على رأسها "وحدات حماية الشعب" الكردية، على الضفة الشرقية للفرات، التي انتزعتها إثر معارك مع تنظيم "الدولة" انتهت في 2019.
  • فيما تهمين قوات النظام السوري على الضفة الغربية للفرات في دير الزور، وهي أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها من جنسيات عراقية وأفغانية وباكستانية. ويرفض النظام الإدارة الذاتية الكردية للمنطقة وتحالف الأكراد مع الولايات المتحدة.
  • تنشط في المحافظة خلايا لتنظيم "الدولة"، وتنفّذ بين حين وآخر هجمات تستهدف قوات النظام و"قسد" على الضفتين. كما تتواجد قوات التحالف الدولي، وأبرزها القوات الأمريكية، في المنطقة، وخصوصا في قاعدة بحقل العمر النفطي، وحقل كونيكو للغاز.
  • من المرجح، وفقا لمراقبين، أن العديد من الخلايا النائمة التابعة للنظام السوري وتنظيم "الدولة" انضمت إلى القتال، إما بتصوير نفسها كمقاتلين قبليين أو بشن هجمات خاصة بها، لكن الغالبية العظمى من القتال ضد قوات "قسد" يشارك فيه سكان محليون عاديون.
  • تتولّى الإدارة الذاتية الكردية وجناحها العسكري، "قوات سوريا الديموقراطية"، إدارة مناطقها عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية. وقد تشكلت هذه القوات بدعم أمريكي كرأس حربة في قتال ضد تنظيم "الدولة"، وانضم إليها مقاتلون عرب كثر ينتمون إلى عشائر مختلفة، ولاسيما في دير الزور.
  • اتهمت "قوات سوريا الديموقراطية" مَن قالت إنهم مقاتلين "مستفيدين" من القيادي الموقوف (أبوخولة) و"مسلحين مرتزقة (...) مرتبطين بالنظام" بمحاولة خلق "فتنة" بينها وبين العشائر العربية.
  • الشيخ مصعب الهفل شيخ شمل قبيلة العكيدات قال إن القوات الأمريكية حاولت التوسط بين الطرفين لإخماد الاشتباكات، لكن ذلك لم يسفر عن أي هدنة، وشدد على أن العشائر العربية لن تتخلى عن هدف إخراج "قوات سوريا الديمقراطية" من دير الزور، ولا يوجد تواصل بين العشائر وبين تركيا وإيران والنظام السوري.
  • قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن العشائر العربية هم أصحاب مناطق دير الزور الأصليين، ووصف عناصر تنظيم "واي بي جي/ بي واي دي"، الكردي المناهض لبلاده، بأنهم مجرد "إرهابيين".
  • تخشى الولايات المتحدة من اتساع الاشتباكات في مناطق نفوذها بشرقي سوريا، حيث تسيطر على عدد من أكبر حقول النفط والغاز، ويعتمد التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، على "قسد" في السيطرة على مناطق بشمالي وشرقي سوريا بعد طرد مقاتلي تنظيم "الدولة" منها في 2019.
  • هذا القتال هو نتيجة لسنوات من التوترات المتزايدة بشأن سوء المعاملة والفساد من قِبل السلطات المحلية والمركزية، وهي ليست مقتصرة على دير الزور، إذ ظهرت في كل من المجتمعات العربية والكردية في شمال شرقي البلاد بطرق أقل عنفا في السنوات الأخيرة.
  • معظم سكان دير الزور، بحسب مراقبين، يعارضون بشدة نظام الأسد وتنظيم "الدولة"، وكلاهما ارتكب جرائم لا حصر لها بحقهم، وقد طلبوا لسنوات أن تشرك الإدارة الذاتية الكردية القادة والمجتمعات المحلية في إدارة شؤون المنطقة.
  • أي حل جزئي ينهي القتال من دون إجراء إصلاحات سياسية وإدارية عميقة تعالج المظالم الأساسية، لن يؤدي إلا إلى تعزيز خلايا تنظيم "الدولة"، فإذا استمرت سياسات "قسد"، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى "سيناريو درعا" (جنوب)، حيث تكون خلايا تنظيم "الدولة" قادرة على استغلال الكراهية المحلية والوجود الأمني الضعيف للاختباء والعمل عبر خلايا نائمة.
  • قتال دير الزور امتد الإثنين إلى ريف محافظة الحسكة (شمال شرق)، ما يضاف إلى احتجاجات شعبية على سوء الأوضاع المعيشية في محافظتي السويداء ودرعا (جنوب)، وهو غضب شعبي يمكن أن تتسع رقعته ليشكل خطرا على نظام الأسد، الذي شرع عام 2011 في قمع عسكري لاحتجاجات شعبية طالبت بتداول سلمي للسلطة؛ ما زج بالبلاد في حرب أهلية مدمرة.

موضوعات متعلقة