أثارت المباراة الودية التي جمعت المنتخب السعودي لكرة القدم مع نظيره الكوستاريكي واستضافها ملعب "جيمس بارك"، ملعب نادي نيوكاسل البريطاني الذي استحوذ عليه صندوق الاستثمارات السعودية بأكثر من نصف مليار دولار في 2021، انقساما متزايدا بين جماهير النادي الإنجليزي الملقب بـ"الماكبايس".

واستمد نيوكاسل لقبه المذكور من طائر الماكبايس بسبب تشابه ألوان ريشه مع قميص النادي الذي كان دوما أبيض وأسود منذ تأسيسه في عام 1892م.

لكن العام الماضي وبعد الاستحواذ السعودي، أثار تحول قميص نيوكاسل الاحتياطي (يلعب به خارج أرضه) إلى اللون الأخضر بالكامل، ليشبه إلى حد كبير قميص المنتخب السعودي، غضب مشجي النادي الذي يعد سابع فريق إنجليزي تتويجاً بالألقاب.

وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، فقد أثارت مباراة المنتخب السعودي النادرة على الأراضي البريطانية الجدل بين مشجعي النادي مرة أخرى مساء الجمعة، بعد اكتساء المدينة باللون الأخضر بمناسبة حضور الصقور الخضراء.

أعرب بعض مشجعي النادي الإنجليزي عن احترامهم للسعودية، التي زودت فريقهم بالكثير من الصفقات، وتشجيعهم منتخبها خلال المباراة التي هُزمت فيها "الصقور الخضراء" أمام الفريق القادم من أمريكا اللاتينية بعد وصوله ست مرات لنهائيات كأس العالم لكرة القدم.

كان تشارلي أحد مشجعي نيوكاسل الذين ارتدوا قميص نيوكاسل الاحتياطي لدعم فريق الصقور الخضراء.

وعندما سُئل عن سبب دعمه للسعودية، قال: "السعوديون ضخوا الأموال في نادينا لمساعدتنا في الحصول على دوري أبطال أوروبا لكرة القدم".

وأضاف: "نحن نحترم السعودية الآن.. ونحبهم.. لقد قدموا لنا الكثير".

لكن في مقابل ذلك، أبدى آخرون احتجاجهم بشأن المباراة الودية غير المسبوقة التي أقيمت على ملعب سانت جيمس بارك، ونظموا وقفة قبل ساعة من انطلاق المباراة للاعتراض على ما وصفوه بغسيل الأموال الرياضي الذي تم عبر التدخل السعودي لناديهم.

ورفع المشاركون في الوقفة صور "المراهقين السعوديين المهددين بعقوبة الإعدام".

وقال جون هيرد، منظم الاحتجاج، لموقع "ميدل إيست آي": "إن النظام السعودي يستخدم أرضنا... ومدينتنا كلوحة إعلانية عملاقة لصرف الانتباه عن انتهاكاته العديدة والصارخة لحقوق الإنسان".

يدعم هيرد فريق نيوكاسل منذ ستينيات القرن الماضي، وهو من بين عدد قليل من المشجعين الذين يتذكرون آخر مرة فازوا فيها بلقب في عام 1969.

من جانبه، قال دان (44 عامًا) الذي توقف عن حضور مباريات ناديه المفضل عقب الاستحواذ السعودي، وبعد 3 عقود من تشجيعه: "لم يعد بإمكاني البقاء في الملعب والاستمتاع بكرة القدم بعد الآن. لا أعتقد أنه ينبغي لأي دولة أن تمتلك ناديًا لكرة القدم".