بعد قبول مساعدات 4 دول.. المغرب يسابق الزمن بحثا عن ناجين من الزلزال

الاثنين 11 سبتمبر 2023 09:04 ص

يخوض المغاربة سباقا مع الزمن لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد ليل الجمعة، والذي خلف 2497 قتيلا و2476 جريحا، فيما أعلنت السلطات الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها قطر والإمارات وبريطانيا وإسبانيا لمواجهة تداعيات الزلزال.

ولا تزال المملكة تحت صدمة الزلزال الأعنف من نوعه منذ أكثر من قرن، والذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، حسبما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (6,8 درجات حسب هيئة الزلازل الأمريكية).

وبثت القنوات التلفزية المغربية، صورا من الجو تظهر قرى دمر بعضها تماما، من بينها قرية تفغاغت الواقعة على بُعد حوالي 50 كيلومترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش.

ونادرة هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية.

ويعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة، من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصا في قرى إقليم الحوز، مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية في وسط المملكة.

يأتي ذلك فيما يواصل قرويون الحفر بأيديهم وبالمجاريف اليدوية أملا في العثور على أحياء تحت الأنقاض، في ظل صعوبة توفير آلات للحفر.

وتنشأ الحاجة إلى تلك الآلات ذاتها من أجل تجهيز قبور لمئات القتلى جرّاء الزلزال الذي يعدّ الأقوى في تاريخ المغرب على الإطلاق.

ووفق تقارير محلية، فإن القرويين في مولاي إبراهيم، يساعدون أنفسهم إلى حد كبير، إذ لم تصل المساعدات إليهم بعد، فهم يحفرون شوارعهم من تحت الأنقاض، بينما يمر أناس يحملون حزما من الأغطية والملابس إلى حيث كانوا ينامون في العراء، وهم يرتجفون خلال الليالي الجبلية الباردة.

يشار إلى أن عددا من المناطق الأكثر تضررا بالزلزال، يعدّ نائيا على نحو استحال معه وصول فرق الإنقاذ في غضون الساعات القليلة التالية لوقوع الزلزال، والتي تعدّ بالغة الأهمية للكثير من حالات الإصابة.

وعملت الصخور المتساقطة من الجبال على سدّ الطرق المؤدية إلى قمم جبال الأطلس، والتي تضم عددا من المناطق الأكثر تضررا بالزلزال.

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية المغربية، ارتفاع أعداد ضحايا الزلزال حتى الآن إلى 2497 قتيلا و2476 مصابا بينهم كثيرون في حالة حرجة.

وذكرت الوزارة، أن "السلطات المغربية استجابت في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ".

وأفادت الوزارة بأن "هذه الفرق دخلت، الأحد، في اتصالات ميدانية مع نظيراتها المغربية" بهدف تنسيق جهودها.

وقالت إسبانيا إنها أرسلت 86 عامل إنقاذ إلى المغرب، مع كلاب متخصصة في البحث عن ضحايا، في حين وصلت مجموعة الإنقاذ القطرية إلى المغرب، محملة بالمعدات والآليات اللازمة للإنقاذ والبحث، وبمساعدات إنسانية عاجلة، للتخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال.

وأشار بيان وزارة الداخلية المغربية إلى إمكانية "اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة" إذا اقتضت الحاجة، مؤكدا ترحيب المملكة "بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم".

وأعلنت عدة دول، من بينها فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل، استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب، وعبرت عن تضامنها معه بعد الزلزال.

من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن تضامنه مع الشعب المغربي، قائلا، إن فرنسا على استعداد لتقديم المساعدة بمجرد أن تطلب الرباط ذلك.

وقال ماكرون إن ملايين الفرنسيين من أصول مغربية لديهم عائلات في المناطق التي ضربها الزلزال المدمر، مضيفا أن الناس في فرنسا تأثروا بشدة بسبب هذه المأساة.

فيما وجّه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الأحد، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية المتنوعة.

كما أعلن الهلال الأحمر القطري، تسيير أول رحلة إغاثة للمتضررين من الزلزال، فيما قدم اتحاد مصارف الكويت 5 ملايين دولار دعماً للمغرب.

وتقدمت تركيا، التي واجهت زلزالا مدمرا في فبراير/شباط الماضي، وأودى بحياة نحو 50 ألف شخص، بعرض للمساعدة، لكنها لم تتلقَ طلبا رسميا.

فيما ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية، الإثنين، أن جمعية الصليب الأحمر الصينية، ستمنح الهلال الأحمر المغربي 200 ألف دولار، مساعدات إنسانية طارئة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.

قبل أن يبحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة كيف يمكن للولايات المتحدة أن تدعم الحكومة المغربية للاستجابة الإنسانية لتداعيات الزلزال.

ووفق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، فإن بلينكن أعرب عن حزنه العميق وقدم تعازيه لبوريطة والشعب المغربي في الخسائر في الأرواح والدمار الناجم عن الزلزال، متعهداً باستمرار جهود الاستجابة.

محليا، أعلن رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، ترؤس الإثنين اللجنة المكلفة بإعادة بناء المناطق المتضررة، مشيرا إلى قرار بتقديم كل النفقات لإغاثة المتضررين، وإعادة إعمار ما دمره الزلزال.

كما قررت الحكومة إحداث خلية أزمة لتنسيق عمليات الإنقاذ ودعم جهود الإغاثة، وتخصيص حساب مصرفي لتلقي المساهمات التطوعية والتضامنية لصالح ضحايا الزلزال.

فيما أعلنت وزارة التعليم المغربية تعليق الدراسة في المناطق المتضررة من الزلزال في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت اعتبارًا من الإثنين، لافتة إلى مصرع 7 مدرسين وتضرر 530 مؤسسة تعليمية على الأقل جراء الزلزال.

كما أعلنت الحكومة تعبئة أكثر من ألف طبيب في المناطق المنكوبة، داعياً "كافة المواطنين إلى التمييز بين الأخبار الزائفة".

من جانبها، قالت وزارة التجهيز والنقل والماء في المغرب إنه "لا أضرار في السدود والموانئ جراء الزلزال".

فيما أفاد شهود عيان، بأن السلطات المغربية وفرت مولدات كهرباء للمواطنين في المناطق المنكوبة.

يشار إلى أن أكبر حصيلة للضحايا سجلت في إقليم الحوز بوفاة نحو 1351 شخصا، حيث تم تحديد بؤرة الزلزال.

ويمتد هذا الإقليم في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.

وسجل تضرر أكثر من 18 ألف أسرة في هذا الأقليم من الزلزال، وفق ما أفادت قناة "ميدي 1 تي في". التلفزيونية العمومية، حيث نصبت خيام لإيوائها في المناطق المنكوبة.

وإضافة إلى الحصيلة البشرية والدمار، أثار الزلزال خشية على مصير مواقع تاريخية، خصوصاً في مراكش، حيث تعرضت المدينة القديمة ومواقعها المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي إلى أضرار بسبب الزلزال.

في المدينة القديمة، بدت الأضرار مروعة في بعض الأماكن حيث دُمّرت مساكن، وارتفعت بعض أكوام الركام في الأزقة.

وتهدّم جزء من الأسوار العائدة للقرن الثاني عشر المحيطة بالمدينة التي بنتها سلالة المرابطين نحو عام 1070.

وقال المدير الإقليمي لمكتب اليونيسكو في المغرب العربي إريك فالت: "يمكننا أن نقول بالفعل إن الأضرار أكبر بكثير مما توقعنا.. لاحظنا تشققات كبيرة في مئذنة (جامع) الكتبية، البناء الأكثر شهرة، ولكن أيضاً التدمير شبه الكامل لمئذنة مسجد خربوش"، في ساحة جامع الفنا.

والمغرب غير معتاد عموماً على الزلازل المدمرة، واعتبر هذا الزلزال الأعنف "استثنائياً"، نظراً إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير، زيادة على أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المغرب زلزال المغرب ضحايا مصابين ناجين مساعدات

السعودية تسير جسر جوي للمغرب.. وعمان ترسل فرق إنقاذ

ارتفاع جديد لأعداد ضحايا زلزال المغرب.. والحصيلة غير نهائية

المغرب يوضح معايير قبوله مساعدات الزلزال من دول دون أخرى