جيوبوليتيكال فيوتشرز: آمال ضئيلة للغاية لخط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي

الجمعة 15 سبتمبر 2023 08:37 م

اعتبرت كارولين روز كبيرة الباحثين في معهد نيولاينز للدراسات السياسية، أن هناك آمال ضئيلة للغاية لبناء خط أنابيب غاز يربط تركيا بإسرائيل، رغم أنه يعد بمثابة حل جزئي لأزمة الطاقة في أوروبا.

وذكرت في تحليل نشره موقع جيوبوليتيكال فيوتشرز، وترجمه الخليج الجديد، أن خطط إنشاء خط أنابيب يربط حقل غاز ليفياثان البحري بأوروبا، موجودة منذ سنوات، لكن التوترات بين أنقرة وتل أبيب عرقلتها.

وأشارت إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا ساهم في إعادة إحياء المشروع، حيث سعى الاتحاد الأوروبي إلى استبدال 40% من إمداداته من الغاز التي تأتي من روسيا، كما أنه سيكون أرخص بكثير من المشاريع المنافسة مثل خط إيست ميد.

وأشارت روز أن خطة بناء خط أنابيب إيست ميد، انهارت بالفعل بسبب تكلفتها الباهظة البالغة 6 مليارات دولار، وانتقادات حادة من تركيا بسبب استبعادها من المشروع، وأخيراً قرار إدارة بايدن في يناير/كانون الثاني 2022 بسحب الدعم الأمريكي.

وبعد وقت قصير من الإعلان الأمريكي، طرحت أنقرة بديلاً أرخص بكثير وهو ممر طاقة بقيمة 1.5 مليار دولار وطول 500 كيلومتر (310 ميل) من ليفياثان إلى تركيا، التي تحلم بأن تصبح مركزاً إقليمياً للغاز.

لكن روز أوضحت أنه بالرغم من تلك التطورات والمزايا فإن السياسات الإقليمية وطلب السوق الذي لا يمكن التنبؤ به والبدائل الناشئة تعني أنه من غير المرجح بناء خط الأنابيب المذكور الذي تدعمه من تركيا.

ورأت أن بالرغم من محاولة كل من تركيا وإسرائيل إذابة الجمود في علاقتيهما وإظهار مرونة سياسية مؤخرا من أجل تنفيذ المشروع، لكن هناك عدة عوامل عدة تجعل من تحقيق المشروع حلم صعب المنال.

وذكرت روز أن أول هذه العوامل أن خط الأنابيب سوف يعبر المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، مما يمثل نقطة حساسة لأصحاب المصلحة في البحر الأبيض المتوسط.

ومنذ عام 1974، تم تقسيم جزيرة قبرص بين جنوب يسيطر عليه القبارصة اليونانيون وشمال تسيطر عليه تركيا. ولا تعترف الحكومة التركية بحكومة القبارصة اليونانيين، التي ستكون موافقتها مطلوبة قبل البدء في البناء داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الداعم الرئيسي لحكومة القبارصة اليونانيين، اليونان، لديها طموحاتها الخاصة في أن تصبح دولة عبور أكبر للغاز إلى أوروبا، ولا ترغب في رؤية منافسيها في تركيا يتعززون.

اليونان وقبرص وإسرائيل جميعهم أعضاء في منتدى غاز شرق البحر الأبيض المتوسط، وكثيرًا ما يقومون بتدريبات عسكرية معًا، لذلك فمن غير المرجح أن تمضي إسرائيل في مشروع خط الأنابيب دون دعمهم.

كما يمكن أن تنشأ قضايا مماثلة مع سوريا (تعتبرها إسرائيل واحدة من أكبر أعدائها الإقليميين بعد إيران) التي من المرجح أن يمر بها خط الأنابيب أيضًا عبر منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وبالإضافة إلى عقود من الصراعات الدموية والنزاعات الإقليمية، أثارت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً حفيظة الإسرائيليين من خلال نشر الميليشيات المتحالفة مع إيران ومقاتلي حزب الله على طول الحدود المشتركة بينهما.

حاولت تركيا تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، خاصة بعد زلزال فبراير/شباط 2023 الذي دمر شمال سوريا وجنوب تركيا، لكنها أحجمت عن ذلك بسبب الخلافات حول وضع شمال غرب سوريا وإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، من بين أمور أخرى.

ورأت روز أن محاولة الحصول على موافقة سوريا على إنشاء خط أنابيب عبر منطقتها الاقتصادية الخالصة ستكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة لتركيا، لكنها لن تكون ناجحة بالنسبة لإسرائيل.

وأخيرا، ربما يتشكل مشروع بديل في هيئة الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والذي يضم إسرائيل ولكن ليس تركيا.

المصدر | كارولين روز/ جيوبوليتيكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا خط أنابيب إسرائيل

صيف طويل وساخن لسياسة الغاز في شرق المتوسط.. كيف؟

وزير الطاقة التركي يزور إسرائيل الشهر المقبل.. لماذا؟