غضب شعبي من حفتر وأبنائه.. فساد وإهمال خلف كارثة فيضانات درنة

الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 01:56 م

"عندما انحسرت المياه، كانت البطانيات والأغطية مصفوفة جنبا إلى جنب، وفيها أطفال ونساء ورجال"، وبينما تدفن مدينة درنة الليبية (شرق) موتاها، يتحول الظلم إلى غضب بين الأحياء ويتصاعد السؤال: لماذا تُركت المدينة عرضة لكارثة توقّعها البعض؟".

بتلك العبارات سلط ماثيو كامبل، في تقرير بصحيفة "ذا تايمز" البريطانية (The times) ترجمه "الخليج الجديد" الضوء على كارثة درنة، مضيفا أن "محور الغضب الشعبي المتزايد هو خليفة حفتر وأبناؤه، فهم يسيطرون على شرقي ليبيا، حيث انهار سدان في إعصار، مما تسبب في فيضان جرف معظم المدينة إلى البحر (المتوسط)".

وفي 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، مخلفا دمارا كبيرا و11 ألفا و470 قتيلا و10 آلاف و100 مفقود، إلى جانب 40 ألف نازح شمال شرقي البلاد، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وقالت فيرجيني كولومبييه من جامعة لويس جويدو كارلي في روما إن "قوات حفتر تصف ما حدث بأنه كارثة طبيعية، لكن الشعب يعرف أن الأفراد هم المسؤولون، فقد تم تخصيص ميزانيات كبيرة لصيانة وإصلاح السدود، ولكن لم يتم فعل أي شيء".

متفقا مع فيرجيني، قال أنس القماطي، مدير معهد "الصادق" البحي بطرابلس: "لقد فشلوا في صيانة (السدود)، ويجب التحقيق مع الأشخاص المسؤولين بتهمة الإهمال الإجرامي والفساد".

وحفتر (79 عاما) يحمل أيضا الجنسية الأمريكية، وهو "يعشق المغامرات العسكرية"،  و"سيطر بعد سنوات من الحرب الأهلية والفوضى، على النصف الشرقي من ليبيا، بينما تحكم الإدارة المدعومة من الأمم المتحدة (حكومة الوحدة الوطنية) غربي البلاد"، بحسب كامبل، الذي اعتبر أن "الفيضانات قد تكون بمثابة إخفاق أكبر لحفتر".

تحقيق دولي

وقال أوليفر كراولي، الشريك الإداري في "ليبيا ديسك"، وهي شركة استشارية لتحليل المخاطر، إنه "لا ينبغي لنا أن نتوقع أن يدوم صبر الناس على طبقتهم السياسية لفترة أطول بكثير".

أما تيم إيتون، الخبير في شؤون ليبيا في مركز "تشاتام هاوس" البحثي، فقال: "أسمع بالفعل دعوات لإجراء تحقيق دولي في كيفية حدوث ذلك، ويقال إن قوات حفتر عارضت إخلاء المدينة".

ومتحدثا عن غضب شعبي من حفتر في المدينة منذ سنوات، لفت كامبل إلى أنه "بعد معركة طويلة ضد الجماعات الإسلامية في (مدينة( بنغازي (شرق)، فرض حفتر مع قواته حصارا على درنة في 2018".

واتهمه القماطي بـ"ارتكاب جرائم حرب.. لقد خنق المدينة لمدة عام ونصف، دون دخول الطعام، ومع قصف مميت".

و"لا يزال الاستياء من هذه المعاملة قائما في المدينة، التي كان عدد سكانها 90 ألف نسمة قبل الكارثة"، وفقا لكامبل.

إغلاق المدينة

و"قد تعامل حفتر مع الأمر بحذر: فبدلا من الإخلاء (درنة)، قيل إن أحد أبنائه أمر بـ "الإغلاق"، عندما أصبح التهديد من العاصفة دانيال واضحا"، كما تابع كامبل.

وأضاف أن "الغضب الشعبي تزايد عندما تبين أن اجتماعا عُقد لمناقشة خطر الفيضانات قبل 5 أيام فقط من وقوع الكارثة، وتحدث متخصصون عن سوء صيانة السدود وخطر وقوع كارثة".

ونشر شاعر، حضر الاجتماع في بيت الثقافة بدرنة، قصيدة على صفحته في "فيسبوك"، قارن فيها المطر بناقوس الخطر، ثم مات في الفيضان، بحسب كامبل، الذي تساءل عن قدرة حفتر على منع الغضب الشعبي بعد فشله في منع الفيضان عبر صيانة السدود.

وختم بأنه "رغم صلات حفتر مع أمريكا، إلا أن واشنطن أبعدت نفسها عنه، خشية أن تعطي إشارات مشوشة بشأن دعمها للحكومة المعترف بها دوليا".

واستدرك: "لكن هذا لم يمنع مدير الاستخبارات الأمريكية ويليام بيرنز من القيام بزيارة نادرة  إلى ليبيا (في يناير/ كانون الثاني الماضي)، حيث اجتمع مع رئيس حكومة الغرب عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، قبل أن يطير إلى بنغازي للقاء حفتر. ولم يُكشف عما دار بينهما".

المصدر | ماثيو كامبل/ ذا تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ليبيا درنة كارثة فيضانات حفتر

ليبيا.. تسجيل 58 إصابة بأمراض معدية بسبب المياه الملوثة بدرنة

إيكونوميست: حفتر يستغل كارثة فيضانات ليبيا لبسط نفوذه

ف. تايمز: لماذا نجا حفتر من الغضب الشعبي المتوقع بعد كارثة فيضانات درنة؟