أثارت تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت حول التحديات التي واجتها الدولة منذ 2011 ونصائحه للمصريين بضرورة تحمل ضريبة التنمية والتطوير حتى لو أضرت بلقمة العيش انقساما واسعا على مواقع التواصل بين مؤيدين يدعونه لاستكمال مسيرته ورافضين يطالبون بإقصائه عبر صندوق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها من 10 إلى 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وجاء حديث السيسي خلال مشاركته بمؤتمر حكاية وطن الذي عقد بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة) ويستمر على مدار 3 أيام، بحضور عدد من الوزراء، والسياسيين، والشباب والإعلامين وممثلين من جميع فئات المجتمع، لعرض إنجازات الدولة المصرية في مختلف المجالات

ويتهم معارضون ومرشحون محتملون للرئاسة السيسي أبرزهم الأربعيني أحمد الطنطاوي بالفشل في إدارة الدولة على جميع الأصعدة لاسيما السياسي والاقتصادي والحقوقي، فيما ينفي الرئيس المصري ذلك ويزعم أن بلاده تجاوزت تحديات أسقطت دول بكاملها.

قال السيسي أن الدولة المصرية واجهت تحديات كبيرة، أنهت دولا بالكامل ولم تقم مرة أخرى، مشيرا إلى أن الدول لا تنمو إلا بالعمل والتضحية والإخلاص والأمانة.

رواية الدولة 

وقال السيسي في مستهل وصوله إلى مقر انعقاد المؤتمر، إن مؤتمر حكاية وطن يستهدف إطلاع المواطنين على الإنجازات التي تحققت منذ 2011 حتى اليوم، معقبا "أكيد الناس عارفة ومتابعة لكن إحنا هنقولكم من منظور الدولة".

وتابع: "مهم أوي تعرفوا الحكاية من منظور يعني إيه دولة كانت بتقابل تحديات كبيرة، وبكرر الكلام ده كتير للتذكرة عشان قدام ربنا أقوله قولت وكررت بدل المرة 100 مرة".

وأشار إلى أن الدولة المصرية واجهت العديد من التحديات أثناء تلك الفترة الممتدة من 2011 وحتى الآن.

وأردف “كل ذلك كان يتم فعله، ونحن لم نكن نحارب الإرهاب فقط، بل كانت هناك أبواق كذب وافتراء وشائعات تقدح في كل مسار نقوم به، وكان يتم الإساءة لنا وللمسؤولين، كل كلمة كذب لها أجر، كل إساءة لها أجر، إذا كنا نؤمن بالله فهنالك يوم سنحاسب أمام الله”.

الانتخابات الرئاسية

وفي تصريحه الخاص بالانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها من 10 إلى 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، استشهد السيسي بالآية الكريمة من سورة آل عمران {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}.

في أول تعليق مباشر له على الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال السيسي إن المصريين لديهم فرصة للتغيير، لكنه لم يعلن ترشّحه رسميًّا.

وأضاف السيسي بعد استعراض رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ما قال إنه إنجازات الدولة منذ 2014 حتى اليوم، “هذا ما فعلناه، ولديكم فرصة للتغيير في الانتخابات (الرئاسية) القادمة، الأمر كله لله”.

الجوع والحرمان

وعن الشكوى من غلاء الأسعار، قال السيسي “لو كان البناء والتنمية والتقدم ثمنه الجوع والحرمان، أوعوا يا مصريين تقولوا نأكل أفضل، لو ثمن التقدم والازدهار للأمة ألا تأكل ولا تشرب كما يفعل الناس، لن نأكل ونشرب”، مضيفًا “أوعى يكون حلمكم لقمة”.

قناة السويس الجديدة

وذكر السيسي أن الهدف من تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة (عن طريق ودائع بنكية بفائدة سنوية 12%) وقت توليه السلطة عام 2014، كان "رفع معنويات المصريين".

وقال: "نحن لم ننظر إلى العائد المادي من وراء مشروع القناة الجديدة (تكلف نحو 8 مليارات دولار)، لأن الهدف كان رفع المعنويات، ووزير الاستثمار قال وقت تنفيذ المشروع: يجب أن يكون مرتبطاً باقتصاديات (عائد)، ولكنني قلت له إني أريد أن أمنح الأمل للناس".

وأضاف أن الحكومة تحملت 64 مليار جنيه مثلت عوائد هذه الودائع، الأمر الذي شكل عبئاً والتزاماً على الدولة في استرداد الناس لأرباحها".

وذكر السيسي أن خلال حفر قناة السويس الجديدة "حاربنا إرهاباً وكذباً وافتراءً وشائعات، وهذا المشروع كان يستهدف تجميع الناس حوله، واستعادة الثقة المفقودة والأمل الضائع. وأريد أن أقول كلمة واحدة للناس، وهي أن لديهم فرصة للتغيير في الانتخابات الرئاسية القادمة.

 وتشير الأرقام الرسمية إلى تراجع إيرادات قناة السويس المصرية من 5.37 مليارات دولار في العام المالي 2014-2015، إلى 5.13 مليارات في عام 2015-2016، ثم إلى 5.01 مليارات دولار في عام 2016-2017.

وتكشف تلك الأرقام بوضوح إهدار السيسي لمليارات الجنيهات من أموال المصريين، فيما سبّب إنشاء التفريعة الجديدة ضغطا على موارد البلاد من النقد الأجنبي، وخلق أزمة أدت إلى تحرير سعر الصرف للمرة الأولى، في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.