استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما مصلحة لواشنطن فى التطبيع السعودى الإسرائيلى؟

الجمعة 6 أكتوبر 2023 04:17 ص

ما مصلحة لواشنطن فى التطبيع السعودى الإسرائيلى المتوقع؟

إسرائيل لا تخفى تحمسها لإقامة علاقات مع أى دولة عربية أو مسلمة طالما لا يكلفها ذلك شيئا على الأرض فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية.

الحماس الأمريكى للتطبيع السعودي الإسرائيلي رد فعل من بايدن على نجاح خصمه ترامب فى التوصل لـ"اتفاقات أبراهام" للتطبيع بين إسرائيل وأربع دول عربية.

حذرت بعض الأصوات إدارة بايدن من الحماس لدفع قطار التطبيع فى ضوء التكلفة المرتفعة التى ستتكبدها واشنطن لصالح أهم حليفين لها فى الشرق الأوسط.

لا يبدو واضحا أى أهداف أمريكية يخدمها ويقربها التطبيع السعودى الإسرائيلى، وهل سترتبط مثل تلك الخطوة بتقليص علاقات الرياض وتل أبيب مع بكين وموسكو مثلا؟

لا يمكن فهم مصلحة واشنطن المباشرة وتحليلها بعيدا عن الواقع الجيوستراتيجى والمنافسة الأمريكية مع الصين وروسيا فى حين حققت أمريكا اكتفاء ذاتيا فى الطاقة بل أصبحت تصدرها.

تعتبر إسرائيل افتتاح سفارة لها بعاصمة عربية انتصار دبلوماسى وسياسى كبير وأن هذه الخطوات ترجمة لواقع جديد لا يكترث فيه العرب بفلسطين ولا القدس، ولا بمصالحهم المباشرة.

* * *

كان ولا يزال التطبيع بين أى دولة عربية وإسرائيل بمثابة هدف رئيس للبيت الأبيض بعيدا عن هوية الرئيس القابع داخله، أو انتمائه الحزبى. ولا يختلف الأمر كذلك فى الجانب الإسرائيلى الذى يرى فى أى خطوة تطبيعية مع أى دولة عربية أو إسلامية نجاحا لا يرتبط بهوية رئيس وزرائها أو انتمائه الحزبى.

يبدو واضحا أن إدارة الرئيس جو بايدن قد أطلقت مبادرة معقدة لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية. وعلى الرغم من الزخم الذى تشهده الدول الثلاث فيما يتعلق بأفق ومدى هذه المبادرة، لا يعرف الكثير من التفاصيل المهمة، أو الآثار طويلة الأجل على المصالح الأمريكية.

قبل أيام قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى الأمريكى، إن «السلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل سيكون صفقة كبيرة، ومن شأن ذلك أن يساعد على خلق ظرف يمكن فيه لبلدان المنطقة أن تتعاون فى كل شىء من الاقتصاد إلى التكنولوجيا إلى الأمن الإقليمى.

وهذا من شأنه أن يفيد الولايات المتحدة بطريقة أساسية، لأن لدينا مصلحة فى شرق أوسط أكثر تكاملا واستقرارا، حيث يكون من الطبيعى خفض التصعيد، بدلا من التصعيد».

لكن سوليفان لم يتطرق إلى مصلحة واشنطن المباشرة، والتى لا يمكن فهمها وتحليلها بعيدا عن الواقع الجيوستراتيجى، والمنافسة الأمريكية مع الصين وإلى حد ما روسيا، فى وقت حققت فيه الولايات المتحدة اكتفاء ذاتيا فى مصادر الطاقة، بل أصبحت مصدرة لها.

* * *

لا يتحرك مسار التطبيع فى فراغ، بل طبقا لخطوات تدريجية مدروسة، ففى الأول من سبتمبر 2021، أعلن البنتاغون دخول إسرائيل رسميا نطاق مسئوليات منطقة القيادة الوسطى العسكرية «سينتكوم» إلى جانب بقية دول الشرق الأوسط الأخرى.

وتسمح خطوة البنتاجون الأخيرة بتعزيز التنسيق بين القوات الأمريكية المنتشرة فى المنطقة وشركائها العرب وحليفتها إسرائيل، فى الوقت الذى تركز فيه إدارة الرئيس جو بايدن على مواجهة ما تراه تهديدات إيرانية متزايدة.

على مدى العقود الماضية، كانت إسرائيل تقع ضمن نطاق القيادة الأوروبية «إيوكوم» بسبب حالة العداء بينها وبين الدول العربية التى تمثل العمود الفقرى لنطاق عمليات القيادة الوسطى، وذلك منذ تأسيسها عام 1983.

يمثل انضمام إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة الوسطى اعترافا بواقع جديد يعكس حجم وقوة علاقات إسرائيل العسكرية بعدد متزايد من الدول العربية.

ولا شك أن تحرك كل من السعودية وإسرائيل نحو التطبيع يخدم مصالحهما القومية كما ترتأيها حكومتا البلدين، لكن لا يظهر هذا الجانب فى الموقف الأمريكى المتحمس لدفع التطبيع بينهما.

لا يمكن تفكيك الحماس الأمريكى لصفقة كبرى تطبع العلاقات بين السعودية وإسرائيل دون التطرق إلى العوامل السياسية المحلية فى جميع الدول الثلاث.

إسرائيل لا تخفى تحمسها لإقامة علاقات مع أى دولة عربية أو مسلمة طالما لا يكلفها ذلك شيئا على الأرض فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية. وتعتبر إسرائيل أن افتتاح أى سفارة لها فى عاصمة عربية بمثابة انتصار دبلوماسى وسياسى من العيار الثقيل، وأن مثل هذه الخطوات ما هى إلا ترجمة لواقع جديد لا يكترث فيه العرب بالفلسطينيين ولا بالقدس، بل ولا بمصالحهم المباشرة.

* * *

على النقيض، لا تملك واشنطن رؤية واضحة لأهدافها من خطوة التطبيع المفترضة بين حليفيها الكبيرين. ولا يبدو واضحا أى أهداف أمريكية تخدمها وتقرب منها خطوة التطبيع السعودى الإسرائيلى، وهل سترتبط مثل تلك الخطوة بتقليص علاقات الرياض وتل أبيب مع بكين وموسكو على سبيل المثال.

فى حين يعتبر البعض أن الحماس الأمريكى ما هو إلا رد فعل من بايدن على نجاح خصمه السياسى دونالد ترامب فى التوصل لاتفاقيات تطبيع بين إسرائيل وأربع دول عربية، فيما عرف "اتفاقات أبراهام”.

من هنا خرجت بعض الأصوات المحذرة لإدارة بايدن من مغبة الحماس لدفع قطار التطبيع فى ضوء التكلفة المرتفعة التى ستتكبدها واشنطن لصالح أهم حليفين لها فى الشرق الأوسط.

وعلى مدى العقود الأخيرة، قدمت واشنطن بالفعل أكثر من 140 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل، وكانت فى الوقت ذاته الشريك الأمنى الرئيسى للسعودية. ومع ذلك تؤكد مختلف التقارير عن المفاوضات الجارية أن إسرائيل تطلب المزيد من واشنطن، وكذلك السعودية.

*محمد المنشاوي كاتب صحفي في الشؤون الأمريكية من واشنطن.

المصدر | الشروق

  كلمات مفتاحية

فلسطين القدس أمريكا السعودية إسرائيل بايدن ترامب اتفاقات أبراهام التطبيع السعودي الإسرائيلي الواقع الجيوستراتيجى