إيران: أمريكا لا يمكنها الانسحاب من اتفاق تحرير أرصدتنا المجمدة

الجمعة 13 أكتوبر 2023 06:37 م

قالت إيران إن الولايات المتحدة لا يمكنها الانسحاب من اتفاق تحرير 6 مليارات دولار من أرصدة طهران والذي ترعاه قطر، قبل أن تؤكد الدوحة التزامها باتفاق في إطار صفقة تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وإيران، لإدارة الأموال الإيرانية.

جاء ذلك بعد تقارير أمريكية عن تفاهم الدوحة وواشنطن على تجميد الاتفاق، إثر هجوم حركة "حماس" على إسرائيل، وبحث مدى تورط إيران فيه.

وقالت الولايات المتحدة، الخميس إن إيران لن تتمكن في أي وقت قريب من التصرف في مبالغ قيمتها 6 مليارات دولار جرى تحويلها إلى بنك قطري الشهر الماضي، في إطار تبادل للسجناء.

ولفتت واشنطن إلى أنها تحتفظ بحق تجميد الحساب بشكل كامل.

وسُلطت تقارير أمريكية، الضوء على مسألة وصول إيران إلى تلك الأموال منذ الهجوم الذي شنّته حركة "حماس"، المدعومة من طهران، على إسرائيل السبت الماضي.

ونفذت واشنطن وطهران الشهر الماضي، اتفاقاً تبادلياً وافقت الولايات المتحدة بموجبه على نقل 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمّدة في كوريا الجنوبية إلى حساب خاص في قطر.

وأطلقت إيران سراح 5 أمريكيين بعد تحويل الأموال إلى حسابات في الدوحة.

وأثارت الصفقة جدلاً واسعاً في الأوساط الأمريكية، خصوصاً بين الجمهوريين الذين اتهموا إدارة الرئيس جو بايدن بالخضوع لما باتت تعرف "دبلوماسية الرهائن"، في إشارة إلى احتجاز إيران رعايا غربيين في أراضيها، قبل أن تطلق سراحهم بعد تنازلات غربية.

ونقلت "رويترز"، عن مسؤول أمريكي كبير (تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته)، الخميس: "لن تتمكن إيران من الحصول على الأموال في المستقبل المنظور".

وذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي في تل أبيب، أن إيران لم تصل إلى تلك الأموال ولم تنفق أي مبلغ منها.

وأضاف: "لدينا رقابة صارمة على الأموال ونحتفظ بالحق في تجميدها".

وتابع بلينكن، أن "وزارة الخزانة الأمريكية تشرف على عملية إنفاق تلك الأموال لضمان استخدامها للأغراض الإنسانية فقط".

وأمام ذلك، ذكرت وسائل إعلام أمريكية، الخميس، أن الولايات المتحدة وقطر اتفقتا على منع إيران من الوصول إلى الأموال.

وأفادت "واشنطن بوست"، بأنّه تمّ اتخاذ قرار بمنع وصول إيران إلى هذه الأموال، بينما يواجه بايدن ضغوطاً متزايدة بشأن هذه المسألة نظراً للمخاوف بشأن علاقات طهران بـ"حماس".

فيما أفادت وكالة "أرنا" الإيرانية (رسمية)، بأن محافظ مصرف قطر المركزي بندر بن محمد بن سعود آل ثاني، أبلغ نظيره الإيراني محمد رضا فرزين، على هامش الاجتماعات السنوية الخاصة بصندوق النقد والبنك الدوليين في مراكش بالمغرب، بأن بلاده "ملتزمة بتعهداتها مع إيران".

ونسبت "أرنا" إلى المسؤول القطري، أن "الشائعات المطروحة خلال اليومين الماضين، ليس لها أي قيمة وهي مجرد مزحة إعلامية".

وأضافت الوكالة الإيرانية عن فرزين قوله: إنه "نظراً إلى إمكانية استخدام موارد النقد الأجنبي الإيرانية المحررة في قطر من خلال (سويفت) وخطاب الاعتماد المالي؛ لذلك يجري حالياً التواصل الفني بين البنوك القطرية وستة بنوك إيرانية، وتقوم البنوك بإرسال وتشغيل المدفوعات اللازمة من خلال إنشاء هذه الاتصالات".

وجُمدت عوائد النفط الإيرانية في سيول بعد أن فرضت واشنطن، في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، حظراً شاملاً على صادرات النفط الإيرانية وعقوبات على بنوكها في عام 2019.

ورفض المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الحديث عن المحادثات الدبلوماسية أو "التكهن... بشأن المعاملات المستقبلية"، وقال إن "الأموال كان من المقرر أن يتم توزيعها على البائعين المعتمدين - الذين وافقنا عليهم - لشراء المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية والمنتجات الزراعية وشحنها إلى إيران مباشرة لصالح الشعب الإيراني".

وأضاف كيربي للصحافيين: "كل سنت من تلك الأموال لا يزال موجوداً في البنك القطري». وتابع أن «النظام لن يحصل على سنت واحد من تلك الأموال".

في المقابل، قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن في مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن، إن بلاده تلتزم بأي اتفاق هي طرف فيه.

وأضاف أنه لا يجري العمل على أي خطوة بدون التشاور مع الأطراف المعنية.

بموازاة ذلك، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، بأن الناطق باسم البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة علي كريمي مقام كتب على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، يقول إن "أعضاء مجلس الشيوخ المعنيين والحكومة الأميركية يدركون تماماً أنهم لا يستطيعون الانسحاب من الاتفاق".

وأضاف: "هذه الأموال مملوكة للشعب الإيراني، وستستخدمها حكومة جمهورية إيران الإسلامية لتسهيل جميع الاحتياجات الأساسية وغير الخاضعة للعقوبات للإيرانيين".

وتزايد التكهنات بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشدد من القيود التي تفرضها على صادرات النفط الإيرانية، في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنّته حركة "حماس"، على إسرائيل الأسبوع الماضي.

والأربعاء، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، إن "إدارة بايدن، لم تستبعد فرض عقوبات جديدة ضد إيران، فيما يتعلق بالصراع المتجدد بالشرق الأوسط، ولكن دون اتخاذ أي قرارات".

وأوضحت يلين خلال مؤتمر صحفي في مراكش: "لن أستبعد احتمال حدوث أي شيء فيما يخص الإجراءات المحتملة في المستقبل، ولكنني بالتأكيد لا أرغب في المضي قدماً عما نحن عليه الآن".

ورفضت يلين فكرة منتشرة على نطاق واسع ترى أن الولايات المتحدة خففت بعض العقوبات التي فرضها على مبيعات النفط الإيرانية، بصورة تدريجية، كجزء من جهود أوسع لتحقيق تقارب دبلوماسي.

ومنذ العملية غير المسبوقة التي نفذتها حماس ضد إسرائيل السبت، تتوجّه الأنظار إلى إيران بسبب دعمها للحركة منذ أعوام طويلة.

ورغم العلاقة الوثيقة بينهما، أكد القادة الإيرانيون عدم ضلوع بلادهم في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته "حماس"، ضدّ إسرائيل، العدو اللدود لإيران، إلا أنهم أعربوا عن دعمهم العملية.

وحذّر بايدن، الأربعاء، إيران من التورط في الصراع الإسرائيلي مع "حماس".

وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص لإيران أبرام بالي في وقت متأخر الجمعة، إنه بحث مع مسؤول كبير في الخارجية الإسرائيلية جهود مواجهة "تهديدات" إيران لمصالح بلديهما.

وذكر بالي في منشور عبر حساب مكتبه على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أنه أجرى اتصالاً مع جوشوا زرقا نائب المدير العام للشؤون الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أكد خلاله "دعم بايدن والولايات المتحدة الثابت لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها".

أضاف: "ناقشنا جهودنا المشتركة لمواجهة التهديدات الإيرانية لمصالح الولايات المتحدة وإسرائيل".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران قطر أمريكا أموال مجمدة