ستحقق أهداف حماس وإيران.. إسرائيل تسير نحو فخ غزة

الاثنين 16 أكتوبر 2023 08:55 ص

بهجومها الشامل على إسرائيل، برا وبحرا وجوا في عملية "طوفان الأقصى"، تهدف كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وداعمتها إيران إلى جر الجيش الإسرائيلي نحو فخ شن عملية برية في قطاع غزة، ويبدو أن تل أبيب "على وشك الوقوع فيه"، ما سيحقق لـ"حماس" وطهران حزمة أهداف محلية وإقليمية.

تلك القراء طرحها حسين إبيش، وهو باحث أول في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، عبر تحليل في موقع "ذا أتلانتك" الأمريكي (The Atlantic) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء المواجهة العسكرية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وتابع: "تحاول حماس وإيران حث الإسرائيليين على شن هجوم بري طويل الأمد داخل غزة.. وتستعد إسرائيل الآن لاستئصال حماس وتدميرها وقتل كوادرها وقيادتها وتدمير أكبر قدر ممكن من بنيتها التحتية ومعداتها".

وأردف: "من المؤكد أن حماس لم تكن لتخطط بدقة لهجومها الجريء دون التخطيط على نطاق واسع للرد على الهجوم الإسرائيلي المضاد المأمول على الأرض، ومن المرجح أن يواجه الجيش الإسرائيلي تمردا حازما في غزة".

و"السيطرة الإسرائيلية على مياه غزة الساحلية ومجالها الجوي وجميع معابرها، باستثناء معبر واحد (رفح مع مصر)، جعلت من غزة سجنا فعليا في الهواء الطلق، يديره نزلاء شرسون ولكنهم محاصرون"، كما زاد إبيش.

ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

تدمير الوضع الراهن

و"من الواضح أن حماس قررت تدمير هذا الوضع الراهن، الذي لم يعد يخدم مصالحها، وتأمل الجماعة الإسلامية أيضا في انتزاع السيطرة على الحركة الوطنية الفلسطينية من منافسيها من (حركة التحرير الوطني) "فتح" العلمانيين، الذين يهيمنون على السلطة الفلسطينية، والأهم من ذلك، على منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل المعترف به دوليا للشعب الفلسطيني"، بحسب تقدير إبيش.

ولفت إلى أن "حماس لم تكن قط جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم استعدادها لقبول اتفاقيات منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، وأبرزها اتفاقيات أوسلو، التي تضمنت اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل، بينما لم تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية أو حق الفلسطينيين في إقامة دولة".

وزعم أن "حماس تحاول تحديد مصير فتح، والمناورة للاستيلاء على منظمة التحرير الفلسطينية ووجودها الدبلوماسي الدولي، بما في ذلك وضع الدولة المراقب (غير العضو) في الأمم المتحدة وسفاراتها في مختلف أنحاء العالم".

 واستطرد: "ومن خلال نقل المعركة مباشرة إلى إسرائيل، والادعاء بأنها تدافع عن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس عبر "طوفان الأقصى"، وعلى أمل كسر الحصار الإسرائيلي على غزة، تسعى حماس إلى التقليل من شأن فتح وإظهار أولوية الكفاح المسلح على الدبلوماسية الحذرة لمنظمة التحرير الفلسطينية".

عرقلة التطبيع

كذلك "تريد حماس ورعاتها الإيرانيون"، كما أردف إبيش، "عرقلة اتفاق التطبيع الدبلوماسي الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل والسعودية، فهذه الصفقة تمثل خطرا على حماس؛ لأن فوائدها فلسطينيا كانت ستعود على فتح في الضفة الغربية، على حساب حماس".

وتابع: "بالنسبة لإيران، سيكون الاتفاق بمثابة انتكاسة استراتيجية كبيرة، فإذا قامت إسرائيل، الشريك العسكري الأقوى للولايات المتحدة في المنطقة، والسعودية، صاحبة النفوذ الديني وأقوى شريك مالي لواشنطن، بالتطبيع وبناء التعاون، فإن طهران ستواجه معسكرا متكاملا مؤيدا لأمريكا".

وزاد بقوله: "وسيعمل الشركاء الأمريكيون، وبينهم الإمارات والبحرين ومصر والأردن، على تطويق شبه الجزيرة العربية بشكل فعال، وتأمين السيطرة على البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي عبر نقاط الاختناق البحرية الثلاث الحاسمة وهي: قناة السويس، ومضيق باب المندب، ومضيق هرمز"

وشدد على أنه "من شأن التطبيع السعودي الإسرائيلي أن يعيق إلى حد كبير تطلعات إيران الإقليمية على المدى القصير والطموحات الصينية في المستقبل البعيد. لذلك، قررت حماس لأسباب فلسطينية داخلية وإيران لأسباب استراتيجية إقليمية، إحداث زلزال من شأنه على الأقل تأجيل مثل هذا الأمر".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم خمس دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.

و"تعول إيران وحماس على إسرائيل لمهاجمة غزة بضراوة كبيرة، لدرجة أن التعاطف الدولي الذي نشأ خلال الأسبوع الماضي تجاه إسرائيل (...) يتبخر بسرعة ويحل محله الغضب من المعاناة التي يتعرض لها سكان غزة"، كما زاد إبيش.

وأضاف أن إسرائيل قطعت بالفعل الكهرباء والمياه والغذاء والدواء عن المدنيين، وستتضاءل الإمدادات الحالية بسرعة مع تعرض غزة وسكانها للقصف الجوي، ويبدو أن إسرائيل مستعدة لقتل عدة آلاف من المدنيين".

وحتى الإثنين، قتلت غارات إسرائيل 2750 فلسطينيا، بينهم نحو 700 طفل، وأصابت 9700 آخرين وأدت إلى نزوح جماعي، فيما قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 3715 وأسرت ما يزيد عن 150 آخرين، وفقا لمصادر رسمية من الجانبين.

المصدر | حسين إبيش/ ذا أتلانتك- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة حماس إيران طوفان الأقصى إسرائيل

إسرائيل تنفي سريان هدنة إنسانية في غزة.. وحكومة القطاع: لم نبلغ بفتح معبر رفح

إسرائيل تتهم إيران بالسعي لفتح جبهات ضدها في سوريا ولبنان.. وطهران تنفي

غطاء للقتل.. تحذير من تداعيات غزو بري إسرائيلي محتمل لغزة

حماس لن تنتهي.. حتى لو دمرنا قياداتها وقدراتها في غزة (تقدير إسرائيلي)

أكسيوس: عقوبات أمريكية مرتقبة على قادة حماس خلال أيام

إيران تحرك أذرعها ضد أمريكا.. قصف يستهدف سفينة قرب اليمن وجنودا في سوريا والعراق

حرب إسرائيل وحماس.. هل تسمح لإيران بمحاصرة الدول العربية؟

إسرائيل حاضرة.. 7 دوافع خلف هجوم حوثي أحبطته مدمرة أمريكية

الموصل أم الفلوجة؟.. أمريكا تخشى على إسرائيل من حرب شوارع في غزة

ما حدث بالموصل "لعب أطفال" بالنسبة لما يحدث بغزة.. كاتبة أمريكية تطرح 7 اختلافات حاسمة