كشف موقع "أكسيوس" عن ضغوط يمارسها مشرعون أمريكيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونجرس على مصر للتجاوب مع رغبة إسرائيل بتهجير سكان شمالي غزة إلى جنوبها، وهو ما تعتبره تل أبيب وواشنطن محاولة لإقامة "مناطق آمنة" لسكان القطاع لحمايتهم، في ظل استعداد إسرائيلي لاجتياحه برا، واستئصال حركة "حماس".
وقال الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد" إن رسالة موجهة من نواب أمريكيين إلى السفير المصري بواشنطن معتز زهران، دعت القاهرة إلى "العمل بشكل عاجل" مع الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى من أجل "إنشاء مناطق آمنة في جنوب غزة".
ممرات آمنة
وأكد المشرعون في رسالتهم أن المناطق الآمنة يجب أن تشمل "ممرات وصول إنسانية للمدنيين الذين يبحثون عن ملجأ هربا من القتال في شمال القطاع".
وجاء في الخطاب أن "مصر لاعب عالمي رئيسي وشريك أمني ثابت للولايات المتحدة، ولذلك نحثها على الاعتراف بمسؤوليتها الإنسانية في حماية حياة الأبرياء".
ووفقا للموقع، فإن أبرز الأسماء الموقعة على الخطاب، النائب الجمهوري من ولاية يوتا بليك مور، والديمقراطي من إلينوي براد شنايدر، والديمقراطي من نيويورك دان جولدمان، والجمهوري من ولاية ألاباما، روبرت أديرهولت.
وأوضح الموقع أنه تم توزيع الرسالة على المشرعين للحصول على التوقيعات، وفقا لمصدر مطلع على الأمر ورسالة بريد إلكتروني إلى مكاتب الكونجرس حصل عليها "أكسيوس".
تجنب سقوط مدنيين
وزعمت الرسالة أن العمليات الإسرائيلية "مصممة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين"، وأعربت عن قلقها بشأن "أرواح المدنيين الأبرياء التي تعرضها حماس للأذى عمدا"، وأضافت أن الأزمة الإنسانية المتنامية في غزة "مدفوعة بوحشية حماس".
وأوضح "أكسيوس" أن هذا التحرك الأمريكي يأتي تزامنا مع تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل بسبب قصف جيش الاحتلال للمدنيين في غزة، ورفض تل أبيب فتح معبر رفح الواصل بين القطاع وسيناء المصرية لإدخال المساعدات المتراكمة إلى القطاع، ورغبة تل أبيب في تهجير سكان القطاع إلى سيناء، وهو ما أعلنت القاهرة رفضه بشكل قاطع.
كما وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي انتقادات نادرة إلى إسرائيل، واعتبر أن ممارساتها تجاوزت مرحلة "الدفاع عن النفس" لتشكل "عقابا جماعيا" لأهالي غزة.
وقال الموقع إن دعوة إسرائيل للفلسطينيين مغادرة مدينة غزة والتحرك جنوبا أثارت قلق القاهرة، التي اعتبرتها محاولة لدفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مصر.
كما رفض المصريون السماح للمواطنين الأجانب، بما في ذلك الأمريكيين، بمغادرة غزة عبر معبر رفح حتى توافق إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على القطاع، حتى الأربعاء، في استشهاد ما يزيد عن 3 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، جراء قصف البيوت على رؤوس ساكنيها.
وكانت أبشع المجازر وأضخمها تلك التي حدثت مساء الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول، حينما قصفت طائرات جيش الاحتلال مستشفى الأهلي المعمداني، وسط غزة؛ ما أسفر عن استشهاد ما يقرب من 500 فلسطيني، من المرضى والطواقم الطبية وعشرات الأسر التي نزحت إلى المستشفى باعتباره مكانا آمنا بموجب القانون الدولي.
خطة أمريكية إسرائيلية
ولفت التقرير إلى إعلان وزر الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن واشنطن وتل أبيب وضعتا خطة تسمح بوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة.
وقال بلينكن إنه "من الضروري أن يبدأ تدفق المساعدات إلى غزة في أقرب وقت ممكن".
كما أعلن بلينكن أن الرئيس جو بايدن سيزور إسرائيل، الأربعاء؛ "للتضامن معها والإعلان عن التزامه الصارم بدعم أمنها".
وتتكدس شاحنات للمساعدات على الجانب المصري من معبر رفح مع قطاع غزة، ولا تزال إسرائيل ترفض فتحه لإدخالها؛ ما يزيد التوترات مع مصر، لا سيما مع قصف متكرر للمعبر من قبل طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي.