استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما تدعو له أجراس طوفان الأقصى

الخميس 19 أكتوبر 2023 05:57 ص

ما تدعو له أجراس طوفان الأقصى

أظهرت بطولات «طوفان الأقصى» جنون وجرائم ردود الأفعال الصهيونية ومسانديها من دول الغرب الاستعماري والعرب المخدوعين.

قتل وتشويه وحرق مئات الأطفال الفلسطينيين تحت أنقاض مئات المباني في غزة المحاصرة، هو دفاع عن النفس مبرر في عيون الإعلام الغربي.

أجراس طوفان الأقصى يجب أن يسمعها الجميع، ويستجيبوا لدعوتها، كنهاية تيه وضعف وهوان دخلته الأمة في الخمسين عاما الماضية وآن أوان الخروج منها.

وضع عربي قاد لتلاعب كل من هب ودب بهذه الأمة، ونراه يومياً في عذاب أطفال ونساء شيوخ الأمة وقتل وسجن شبابها أصبح عاراً على الجميع ومن مسؤوليات الجميع.

تعتبر وزيرة داخلية بريطانيا ورئيسها أن رفع العلم الفلسطيني جريمة سيعاقب عليها بالحبس 5 سنوات وردد مسؤولون فرنسيون أن انتقاد قصف الكيان الصهيوني غزة وحرق الأرض وأهلها معاداة للسامية.

* * *

هناك أحداث ومواقف تكشف وتفصل الحق عن الباطل والزيف من الحقيقة، وترفع عن الوجوه أقنعة الكذب. هذا ما أظهرته سيرورة بطولات «طوفان الأقصى» وجنون وجرائم ردود الأفعال الصهيونية ومسانديها من دول الغرب الاستعمارية ومن بعض العرب المخدوعين.

فأولاً تبين أن كل رذيلة أخلاقية مارسها الإعلام الغربي في تعامله مع تقييم الصراع في أوكرانيا، كذباً وخلطاً لأنصاف الحقائق، وسكباً لدموع التماسيح، ورفعاً لشعارات انتهازية، لتجهيل مواطنيهم بما حدث ويحدث في الواقع الأوكراني، عاد هذا الإعلام ومارسه بكل حذافيره وتلاعباته في المشهد الفلسطيني.

فمثلاً، اعتبر أن أخذ ولد إسرائيلي رهينة وإخفاءه بمكان آمن في غزة، جريمة إنسانية تدل على حيوانية ودموية المناضل الفلسطيني، وبالتالي العربي، أما قتل وتشويه وحرق مئات الأطفال الفلسطينيين تحت أنقاض مئات المباني في غزة المحاصرة، فهو دفاع عن النفس مبرر في عيون هذا الإعلام الذي لا يتعب ولا يمل عبر القرون من ممارسة الكذب والتلاعب بالألفاظ، من أجل خدمة مموّلية وموجّهية من أصحاب المال والجاه والنفوذ.

وقس على ذلك في تعامل هذا الإعلام مع عشرات آلاف من جرائم القتل والتهجير التي ارتكبت في فلسطين المحتلة، عبر خمس وسبعين سنة، ووصلت قمتها في غزة المدمرة المُجوعة المحاصرة.

لسنا وحدنا الذين نقول ذلك، إذ أن ألوف الكتاب الغربيين المنصفين الشرفاء، كتبوا ألوف المقالات والكتب عن هذه الظاهرة المسلكية الانحيازية غير الأخلاقية في ساحات إعلامهم وفي تصرفات حكوماتهم وبرلماناتهم ذات الوجهين المتناقضين.

وكمثل مخجل آخر ما سمعناه منذ بضعة أيام من فم وزيرة الداخلية البريطانية ورئيسها، بأن رفع العلم الفلسطيني جريمة سيعاقب عليها بالحبس خمس سنوات، أو ما ظل يردده المسؤولون الفرنسيون من أن انتقاد ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة المحاصرة من حرق للأرض ومن عليها، سيعتبر معاداة للسامية، التي هي الجهات ذاتها التي لا تبقي كلمة تحقير للإسلام والمسلمين إلا ترددها ليل نهار، تجاه حوادث فردية لا يقبل بها الإسلام ولا المسلمون.

ثانياً، اتضح بأنه ما لم تعد أنظمة الحكم العربية إلى أساس المأساة الفلسطينية، في حدها الأدنى على الأقل، التي تمثلت في المبادرة العربية التي أقرتها جامعة الدول العربية منذ ربع قرن بطلب من الشقيقة المملكة العربية السعودية آنذاك، فإننا جميعاً سنظل ندور في حلقات مفرغة، حسبما يقرره هذا القطر العربي أو ذاك أو الكيان الصهيوني من تلاعبات وأكاذيب وحيل شيطانية، وحسبما يتلاعب به عرّابه الأمريكي، مهما كان الحزب الذي يحكمه ومهما كان الرئيس الذي يقوده.

ما زال، لو وجدت الشجاعة ووجد الكبرياء ووجدت الأريحية تجاه شعب فلسطين العربي، وتجاه هذه الأمة المهانة، بالإمكان الدعوة لعقد قمة عربية تقولها بصوت عال بأن جميع أنظمة الحكم العربية لن تقبل على الإطلاق إلا بالمبادرة العربية بكل تفاصيلها، وأنها من دون تحقيقها التام الكامل ستوقف كل خطوات التطبيع والاتصالات والعلاقات مع الكيان الصهيوني.

هذا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن تقبله الشعوب العربية كاستراتيجية عربية مؤقتة، إلى أن تحين ساعة تحرير الأرض العربية من كل وجود صهيوني، طال الزمن أو قصر.

ثالثاً، يبقى الموضوع الأساسي الذي آن أوان التعامل معه بجدية تامة وبعيداً عن بلادات وسخافات الماضي، الموضوع يتلخص في هذه الخطوة: ضرورة اتفاق مجموعة من الأحزاب العربية والنقابات واتحادات الجمعيات المهنية وحقوق الإنسان والجمعيات النسائية والأهلية وعدد من الأفراد الناشطين في ساحات النضال القومي كمفكرين أو قادة أو مناضلين… لتكوين نواة كتلة تاريخية تضامنية تنسيقية، في حدها الأدنى، من أجل الموضوع الفلسطيني حالياً، ومن أجل بناء تيار كبير يتبنى استراتيجية المساهمة الفاعلة المستمرة في الواقع العربي برمته مستقبلاً.

وذلك من أجل إخراج هذه الأمة من الجحيم الذي تعيشه، ومن الإذلال الاستعماري والصهيوني الذي يتلاعب بها، ومن التمزق الذي أصاب آمال هذه الأمة في وحدتها وتحررها ودخولها كمساهم فاعل في خضم هذا العصر وتطوراته.

هذا الوضع الذي قاد إلى أن يتلاعب كل من هب ودب بهذه الأمة، ونراه يومياً في بكاء أطفال ونساء شيوخ هذه الأمة وفي قتل وسجن شبابها أصبح عاراً يكلّل جبين الجميع دون استثناء وأصبح من مسؤوليات الجميع.

أجراس طوفان الأقصى يجب أن يسمعها الجميع، ويستجيب لدعوتها الجميع، وتكون إنهاء لفترة تيه وضعف وهوان وذل، دخلتها الأمة في الخمسين سنة الماضية وآن أوان الخروج منها.

*د. علي محمد فخرو وزير بحريني سابق، مفكر قومي عربي

المصدر | الشروق

  كلمات مفتاحية

الغرب الاستعمار فلسطين الاحتلال الإذلال الاستعماري طوفان الأقصى الإعلام الغربي المأساة الفلسطينية المبادرة العربية الكيان الصهيوني أنظمة الحكم العربية