الضفة.. شهداء واعتقالات وإضراب عام تضامنا مع "طوفان الأقصى"

الأربعاء 1 نوفمبر 2023 12:02 م

استشهد 10 فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، التي بدأت إضرابا عاما بعد مواجهات يومية مع قوات الاحتلال، منذ بدء معركة "طوفان الأقصى"، كما اعتُقل العشرات خلال الساعات الماضية، وتعرض عدد منهم لهجمات المستوطنين.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد 4 فلسطينيين برصاص الاحتلال، بينهم 3 في جنين، والرابع في طولكرم، وهو مسن من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك خلال اقتحام مدينة جنين ومخيمها ومدينة طولكرم في الضفة الغربية.

كما أعلن مستشفى ابن سينا عن استشهاد 3 شبان متأثرين بجراحهم الخطيرة نتيجة اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين، في وقت سابق.

وكانت طائرات مسيّرة إسرائيلية قصفت بصاروخين منطقة جورة الذهب داخل مخيم جنين؛ مما أدى إلى إصابة الثلاثة، ونقلتهم طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إلى المستشفى، ووصفت إصابتهم بالخطيرة.

وقالت مصادر طبية، إن قوات الاحتلال استهدفت مستشفى جنين الحكومي بوابل من قنابل الغاز السام المسيل للدموع؛ مما أدى إلى إصابة العديد من المرضى والأطباء والعاملين في المستشفى بالاختناق، بالإضافة إلى إلقائها قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين ومنازلهم، والتي أدت إلى إصابة شاب.

كما أزالت الجرافات حواجز عند مدخل مخيم جنين تمهيدا لاقتحامه، وحولت القوات عمارة سكنية بمحاذاة المخيم إلى نقطة عسكرية.

ونشرت قوات الاحتلال قناصتها على أسطح منازل وبنايات في المدينة وعند أطراف المخيم، وفرضت حصارا على المخيم، وسط دهمها للمنازل وضربها للمواطنين في بيوتهم؛ ما أثار غضب أهالي المخيم الذين دخلوا في اشتباكات مع قوات الاحتلال عقب اقتحامها المدينة وقيامها بحملة مداهمات.

واستهدف مقاومون قوات الاحتلال بعبوة متفجرة، وسط تحليق طائرة عسكرية في أجواء جنين، بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال المدينة.

كذلك شوّش الاحتلال على أجهزة الإنترنت في المدينة بالتزامن مع عملية الاقتحام التي جرّف خلالها الطرقات.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الطفل محمد عبدالقادر خراز (14 عاما)، متأثرا بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال في قرية زواتا قضاء نابلس الإثنين الماضي.

واستشهد مسن فلسطيني يدعى روحي رشيد صوافطة (70 عاما)، برصاص جيش الاحتلال في أثناء عملية دهم بمدينة طوباس شمالي الضفة المحتلة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

كما نقلت مصادر صحفية استشهاد الفتى عبد محمد مقبل (16 عاما) برصاص الاحتلال خلال المواجهات المساندة لغزة في بيت أمر شمال الخليل.

وفي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال حي المصايف، كما اقتحم الاحتلال مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا.

فيما قال نادي الأسير الفلسطيني، إن إسرائيل اعتقلت 70 فلسطينيا على الأقل بالضفة الغربية فجر الأربعاء، ليرتفع إجمالي المعتقلين إلى 1830 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأضاف نادي الأسير (غير حكومي) في بيان، أن "قوات الاحتلال (الإسرائيلي) اعتقلت 70 مواطنا على الأقل، بين ليلة الثلاثاء وفجر الأربعاء، من مدن وبلدات الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية".

وأشار إلى أن عدد المعتقلين في الضفة الغربية "ارتفع إلى ما يزيد عن 1830 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث رافقت الاعتقالات أعمال تنكيل ممنهجة بحق المعتقلين وعائلاتهم".

في غضون ذلك، عمّ الإضراب الشامل مفاصل الحياة في الضفة الغربية، الأربعاء، حدادا على شهداء مجزرة مخيم جباليا التي نفذتها إسرائيل.

وأعلنت البنوك العاملة في السوق الفلسطينية والوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، غلق أبوابها وتعليق خدماتها أمام المتعاملين الأربعاء، على أن تستأنف نشاطها الخميس.

أما الأسواق التجارية في مختلف محافظات الضفة الغربية، فقد التزمت بالإضراب وأغلقت أبوابها، مع إبقاء المخابز والصيدليات مفتوحة أمام المواطنين.

وكان الوضع في الضفة الغربية -التي تحتلها إسرائيل منذ 1967- متوترا في الأساس قبل العدوان الحالي على غزة، في ظل تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي مداهمات متواصلة وصدامات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال والمستوطنين.

وفي السياق، أصدر فصيل "عرين الأسود"، بيانا يحث فيه الشباب المسلح على الانخراط في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء في البيان: "نقول لكل مسلح في الضفة ويمتلك السلاح، لا بارك الله بك ولا ببندقيتك إن لم تشتبك في هذا الوقت، فإما أن تسجل نفسك في صف من شارك فيها (المعركة) أو أن تسجل نفسك مع العملاء والمتخاذلين. على آلاف البنادق التي يمتلكها شباب الضفة أن تخرج وأن تعرف بوصلتها".

وأكد "عرين الأسود" مباركته "الحراك الطاهر الذي خرج من كافة مدارس الضفة الغربية".

وأضاف: "أنتم أصحاب القرار، لا غيركم، ونقول ونؤكد لن يعود أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية في الضفة الغربية حتى انتهاء المعركة".

ولم تقتصر معاناة الفلسطينيين في الضفة على ما يقوم به جنود الاحتلال، فقد كان للمستوطنين المسلحين دور كذلك في ما يتعرض له الفلسطينيون.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، أن فلسطينيا ونجله أصيبا مساء الثلاثاء، في اعتداء لمستوطنين قرب بلدة سنيريا جنوب قلقيلية.

وهاجمت مجموعة من المستوطنين بالسلاح المواطنين في منطقة خلة حساين -الواقعة بين بلدتي سنيريا وبديا- واعتدت على المواطنين عبدالرحيم أحمد عمر وابنه زيدان عبدالرحيم عمر خلال قطفهما الزيتون؛ مما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة، وفق "وفا".

كذلك استولى المستوطنون على منزل لفلسطيني في جنوب شرق بيت لحم.

وأفاد مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم بأن مستوطنين استولوا على منزل مكون من طابق واحد، يقع ما بين خلايل اللوز وإسكان الجامعة، مستغلين عدم وجود أحد من ساكنيه.

يشار إلى أن المستوطنين صعدوا مؤخرا اعتداءاتهم بحق المواطنين في منطقة خلايل اللوز، التي تمثلت في الهجوم على المنازل ليلا وسط إطلاق النار، وإحراق مركبة مواطن.

في هذا السياق، ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "بشدة" بالهجمات التي يرتكبها "مستوطنون إسرائيليون ضد فلسطينيين" في الضفة، معربا عن "قلقه العميق" إزاء هذا الأمر.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة، تسببت في استشهاد أكثر من 8796 فلسطينيا، وإصابة نحو 22219.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الضفة فلسطين إسرائيل جنين اقتحامات اعتقالات طوفان الأقصى جباليا غزة

تقدير أمريكي: مرجل الضفة الغربية يغلي.. وانتفاضة "عنيفة" باتت محتملة

اقتحامات الضفة.. اشتباكات تسفر عن 3 شهداء وإصابات واعتقالات

اعتقل عهد التميمي.. الاحتلال يواصل مداهمة بلدات الضفة ويشتبك مع مقاومين

إضراب عام في الضفة ودول عربية تضامنا مع غزة.. ماذا قال الناشطون؟

استشهاد 3 من كتائب الأقصى في اشتباكات مع الاحتلال بمخيم نور شمس