ماذا لو أطاح فعلا بحماس؟.. إيكونوميست: نتنياهو لا يملك إجابة

الأربعاء 1 نوفمبر 2023 12:22 م

داخل إسرائيل تدور معركة سياسية حول إدارة الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع حركة "حماس"، وتداعياتها، ومَن يتخذ القرارات، وفي قلب هذه المعركة يكمن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحسب تحليل لمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist) ترجمه "الخليج الجديد".

المجلة قالت إن "نتنياهو هو الشخصية المهيمنة في السياسة الإسرائيلية لأكثر من عقدين من الزمن، وقد يكون الآن الرجل الخطأ في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه فقد ثقة الإسرائيليين ويكافح لإدارة حكومة حرب بشكل فعال".

وتابعت: "وهو أيضا مرشح غير قابل للتصديق لتحقيق حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) الذي تطالب به الولايات المتحدة".

وأضافت أن "الكثير من الإسرائيليين يحملون نتنياهو المسؤولية عن الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس".

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" على إسرائيل؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة منذ 1967.

أجواء صادمة

و"على الرغم من اللوم الذي يقع على عاتق قادة الجيش والاستخبارات، إلا أنهم ما زالوا يتمتعون بشعبية أكبر من نتنياهو بكثير"، كما أضافت المجلة.

وأوضحت أنه "وفقا لاستطلاع حديث، فإن نصف الإسرائيليين يثقون في قادة الجيش لقيادة البلاد خلال الحرب، بينما يثق خمسهم فقط برئيس الوزراء والجنرالات بالتساوي، وأقلية صغيرة تثق بنتنياهو أكثر".

وزادت بأن "هذا أثار غضب نتنياهو؛ مما أدى إلى تفاقم المشكلة الثانية، وهي الانقسامات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي، إذ وصف المسؤولون الحاضرون في اجتماعاتها الأجواء بأنها صادمة".

المجلة قالت إن "نتنياهو اعتاد على مهاجمة جنرالاته علنا: ففي اليوم التالي لدخول القوات البرية إلى غزة (توغلات محدودة تتصدى لها المقاومة)، لجأ إلى موقع "إكس"، وألقى باللوم في هجوم حماس على رؤساء الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، ثم حذف تغريدته بعد انتقادات علنية من أعضاء حكومة الحرب".

واستطردت: "وتؤثر الانقسامات على عملية صنع القرار العسكري (...)، وتظل أهداف إسرائيل المعلنة هي تدمير قدرات حماس العسكرية والإطاحة بحكومتها في غزة، ولكن إذا تم تحقيق ذلك، فيجب على الجنرالات أن يكونوا مستعدين لفراغ السلطة (في القطاع) في اليوم التالي".

عدو حل الدولتين

كما "تم إجلاء عشرات الآلاف من العائلات (الإسرائيلية) من المجتمعات المحيطة بحدود غزة وفي الشمال، حيث يقصف حزب الله إسرائيل من لبنان، ويشكو قادة المجالس المحلية من أنهم لم يتلقوا أي مساعدة من الحكومة في ترتيب السكن المؤقت"، كما أردفت المجلة.

واعتبرت أن "أكبر نقطة ضعف لدى نتنياهو هي أنه أصبح رمزا للعداء العنيد لحل الدولتين بينما يعد التزام إسرائيل به بشكل ما ضروريا كجزء من أي خطة لليوم التالي (بعد حماس)".

وأضافت أن "الحل المفضل لدى قيادات الجيش هو رؤية السلطة الفلسطينية تعود إلى غزة، التي كانت تسيطر عليها حتى 2007، والقيادة الفلسطينية واضحة في أن أي عودة إلى غزة ستتطلب ضمانات إسرائيلية بشأن إحياء العملية الدبلوماسية المحتضرة نحو حل الدولتين".

"لكن بعض أعضاء اليمين المتشدد في ائتلاف نتنياهو يعارضون بشدة أي تعاون مع السلطة الفلسطينية"، كما استدركت المجلة.

وتساءلت: "إلى متى يستطيع نتنياهو البقاء على قيد الحياة؟ وقد اندلعت احتجاجات واسعة النطاق ضد حكومته وأجندتها التشريعية غير الليبرالية لعدة أشهر قبل هجمات 7 أكتوبر، وتم إيقاف هذه التشريعات مؤقتا، إذ علق ائتلافه التشريعات غير المتعلقة بالحرب".

واعتبرت أن "التحركات المتمردة داخل الحكومة لا تشكل تهديدا بعد؛ لأن الإطاحة بنتنياهو ستتطلب أغلبية في الكنيست (البرلمان) لاختيار رئيس وزراء بديل، وفي ظل النظام السياسي الإسرائيلي الممزق، لا يمكن لأي مرشح آخر أن يحظى بمثل هذا الدعم حاليا".

و"في الوقت الراهن، لا يزال نتنياهو ممسكا بزمام الأمور، فإسرائيل قادرة على خوض حرب في غزة، بل وربما تنجح في الإطاحة بحماس، ولكن في واحدة من أكثر اللحظات اختبارا في تاريخ إسرائيل، لا يملك الرجل المسؤول إجابات عما سيحدث بعد ذلك"، كما ختمت المجلة.

المصدر | ذي إيكونوميست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو غزة حرب حماس الجيش

القسام توثق لحظة إسقاط عبوة مضادة للأفراد على قوة راجلة إسرائيلية (فيديو)

نتنياهو: الحرب في غزة تتقدم وهدفها القضاء على حركة حماس وعودة الأسرى