تواصلت غارات الاحتلال الإسرائيلي، على محيط عدة بلدات في جنوب لبنان، في ظل تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي فوق أجواء مدينة صور، وسط قصف متبادل من حزب الله.

وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام (رسمية)، بأن قوات الاحتلال قامت بقصف معاد، منذ الصباح، على محيط علما الشعب والناقورة واللبونة، إضافة إلى قصف أطراف بلدة مروحين والضهيرة وتلبسين.

ولفتت إلى أن قوات الاحتلال أطلقت القنابل الحارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق، حيث قضت الحرائق على ثلث الأشجار المعمرة، خاصة في محيط علما الشعب.

يشار إلى أن محيط عدد من بلدات اللبونة والناقورة وعلما الشعب وعيتا الشعب وأطراف مروحين والجبين وبلاط، تعرض الليلة الماضية، إلى قصف مدفعي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.

من جانبه، نعى حزب الله، مقاتليْن اثنين له، في بيانين منفصلين، قال فيهما إن "المقاومة الإسلامية تزف الشهيد أحمد محمد سليم (ماهر حمزة) من منطقة حارة حريك الذي ارتقى شهيدا على طريق القدس، والشهيد قاسم إبراهيم أبو طعام (السيد رضا) من مدينة صور الذي ارتقى شهيدا على طريق القدس".

وبذلك يرتفع عدد شهداء حزب الله منذ اندلاع الأحداث إلى 61 مقاتلا.

كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية، الأحد، سيارتي إسعاف، بأطراف بلدة "طير حرفا" في جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابة 4 مسعفين بجروح.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، أن القصف الإسرائيلي طال سيارتي إسعاف تابعتين لجمعية "كشافة الرسالة" الإسلامية، التي تضم في صفوفها فرق إسعاف ودفاع مدني، وتتبع لحركة "أمل" التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأوردت جمعية "كشافة الرسالة" في بيان، أن "عمدت طائرة مسيرة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف السيارتين بشكل مباشر، مما أدى إلى إصابة 4 مسعفين بجروح متوسطة".

وأوضحت الجمعية أن القصف جاء حين كانت سيارتا الدفاع المدني التابعتان لها تعملان فجراً على إجلاء مصابين من منزل في أطراف بلدة طيرحرفا، التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن الحدود في القطاع الغربي من جنوب لبنان.

وقالت مصادر، إن "الصليب الأحمر واليونفيل يحاولون الوصول إلى المكان وتخليص عالقين".

وكان قد سبق ذلك، دوي صافرات الإنذار صباح الأحد، في شمالي دولة الاحتلال بمنطقة الجليل الأعلى، لكن لم يُسجل سقوط صواريخ أو وقوع إصابات، وفقا لما أورد الإسعاف الإسرائيلي.

كما أعلن حزب الله اللبناني، استهداف موقع جنود إسرائيليين داخل منزل في مستوطنة المطلة، لترد إسرائيل عقب ذلك بقصف مدفعي على كفركلا وتلة الحمامص.

وفي سياق متصل، صدر بيان عن المتحدث باسم جيش الاحتلال، أنه أطلق صاروخًا اعتراضيًا تجاه جسم مشبوه، بعد أن تجاوز الحدود مع لبنان.

كما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي قصف مجدداً بلدات حدودية بجنوب البلاد.

وقالت الوكالة، إن من بين البلدات "علما الشعب" والناقورة واللبونة، مشيرة إلى أن أجواء مدينة صور شهدت تحليقاً مكثفاً لطيران الاستطلاع الإسرائيلي.

كما طال القصف الإسرائيلي، بلدات مروحين والضهيرة وتلبسين.

وفي أحدث تطور، أسقط مقاتلو "حزب الله" اللبناني، الأحد، مُسيرة إسرائيلية إثر استهدافها بصاروخ أرض – جو، فوق جنوبي لبنان.

وقالت الوكالة اللبنانية، إن "الدفاعات الجوية في المقاومة الإسلامية (حزب الله)، تمكنت، في الساعة 11:35 صباحا بتوقيت بيروت (9:35 توقيت جرينتش) من إسقاط مٌسيرة معادية بصاروخ أرض – جو".

وأضافت أن "أجزاء كبيرة منها سقطت فوق أحياء في بلدتي زبدين وحاروف، عندما كانت تحلق مع مسيرّة أخرى منذ ساعات الصباح فوق أجواء بلدات قضاء النبطية".

وأظهرت مشاهد مصورة، متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة سقوط حطام الطائرة ضمن قضاء النبطية، على بعد نحو 13 كم من الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

والسبت، أعلن حزب الله استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية عدّة، فضلاً عن منزل في المطلة قال إن كان يقبع فيه جنود إسرائيليون. وأعلن الجيش الإسرائيلي بدوره أنه رد على إطلاق نار من لبنان بشن غارات جوية ومدفعية ضد "أهداف" لحزب الله تشمل "بنية تحتية ومواقع تخزين صواريخ ومجمعًا عسكريًا".

وفي أول كلمة له منذ اندلاع الحرب في غزة، حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الجمعة، من حرب إقليمية واسعة ما لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وبعدما حمّل الولايات المتحدة "المسؤولية الكاملة" عن الحرب، قال "من يريد منع قيام حرب اقليمية، والخطاب للأمريكيين، يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة".

وأوضح أن تطوّر جبهة لبنان مرتبط "بمسار وتطور الأحداث في غزة، فهذه الجبهة هي جبهة تضامن، ومساندة لغزة"، مضيفاً: "كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة. ووصف ما يجري على الحدود الجنوبية بأنه "مهم جداً ولن يتم الاكتفاء به".