جنود الاحتلال العائدين من غزة: بالكاد نرى مقاتلي حماس.. ونعلم أن القادم أقوى

الاثنين 6 نوفمبر 2023 12:46 م

الجنود الإسرائيليون "بالكاد يرون" المسلحين الفلسطينيين التابعين لحركة "حماس"، وباتوا يدركون أن المعارك الأقوى لا تزال في انتظارهم داخل قطاع غزة.

هكذا تحدثت صحيفة "هاآرتس" العبرية، في تقرير لها الأحد ترجمه "الخليج الجديد"، حول العملية البرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بعد مرور نحو أسبوع من انطلاقها.

وينتشر جنود لواء جفعاتي التابع للجيش الإسرائيلي في شمال غربي قطاع غزة، ويتمركزون في مواقعهم ويرصدون عبر الفجوات داخل المباني المدمرة، المنطقة المحيطة بهم، وأسلحتهم مجهزة، لكنهم نادرا ما استخدموها حتى الآن، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن أحد جنود اللواء القول، إنهم "لم ينفذوا عمليات قتالية بالمعنى المفهوم بعد"، موضحا: "كل ما نفعله هو الصعود على المركبات المدرعة، ونعلم أن العمليات على الأرض ستأتي لاحقا".

وتنفذ العمليات البرية حاليا في قطاع غزة المعدات الأكثر تطورا، مثل دبابات "ميركافا" وناقلات جند من طراز "النمر"، والتي تتقدم بأعداد كبيرة، تحت حماية نيران ثقيلة.

ونظرا لأن عمليات القصف الإسرائيلية المكثفة دمرت العديد من البلدات الصغيرة شمالي غزة، فإن الجنود داخل الدبابات والمدرعات يتحركون وسط تلك الأنقاض، مستخدمين كاميرات حرارية، باحثين عن "أي إشارة على وجود كمين ينتظرهم".

فيما قال ضابط من القوات الإسرائيلية في غزة: "هناك الكثير من المعارك الصغيرة بالأسلحة والقذائف الصاروخية، لكننا بالكاد نرى الإرهابيين.. هم في الأنفاق ويظهرون فقط لمهاجمتك".

وتابع: "وجدنا بالفعل عددا قليلا من فتحات الأنفاق.. وحينما نجد أحدها نتواصل على الفور بوحدة يهلوم (وحدة الهندسة للعمليات الخاصة) التي تدمر تلك الفتحات".

وعلى الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل عدد من قادة حماس، بالإضافة إلى مسلحين تابعين لها، فإن مسلحي الحركة "يواصلون تنفيذ الكمائن للقوات الإسرائيلية".

قبل أن تضيف الصحيفة، ليس "كمائن" بقدر ما هي "أفخاخ" لاستهداف القوات الإسرائيلية.

وتمركزت المجموعة الإسرائيلية بأحد المباني المهدمة، حيث يتم استهدافهم بقذائف الهاون، ومع التقدم أكثر داخل القطاع تزداد المباني المهدمة وتزيد احتمالية تعرضهم لكمائن وهجمات من داخلها، قرب موقعهم.

ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود، أن "مسلحي حماس أطلقوا النار عليهم من داخل إحدى المدارس، ومن داخل مسجد أيضًا".

وأشارت إلى أنه "حتى حال كان الجنود داخل مدرعة متطورة، فلن يكونوا في أمان كامل"، لافتة إلى "مقتل 10 جنود الأسبوع الماضي حينما تم استهداف مركبتهم من طراز (النمر) بضربة صاروخية، ليموتوا جميعا".

كما أكد التقرير أن "التوغل في قطاع غزة من أجل الأهداف الأكبر، وهم قادة حماس داخل الأنفاق، سيكون مسألة غاية في الصعوبة، فيما يتعلق باستخدام الدبابات والمدرعات، حيث ستكون الشوارع ضيقة، وأسهل بالنسبة لنصب الكمائن بواسطة مسلحي الحركة الفلسطينية".

وسيكون الجزء الأكثر صعوبة وخطورة في العملية العسكرية، هو "حينما يبدأ الجنود الإسرائيليون في التحرك على الأقدام، وهي مرحلة تأتي فيما بعد"، وفق الصحيفة.

فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن البيت الأبيض محبط من الهجوم البري الإسرائيلي على غزة، لكنه يرى خيارات قليلة.

وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن دعوات الولايات المتحدة لوقف مؤقت للقصف ليس لها تأثير يذكر، كما أن شكل الشرق الأوسط ما بعد الحرب غير مؤكد بشكل كبير.

ووصل الأمر، حسب الصحيفة، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تجد نفسها حاليا في وضع محفوف بالمخاطر بسبب استمرا هذه الحرب.

ووفقا للصحيفة، يقول مسؤولو الإدارة إن الهجوم الإسرائيلي المضاد ضد حركة حماس كان شديدًا ومكلفًا للغاية فيما يتعلق بسقوط ضحايا من المدنيين، كما أنه يفتقر إلى نهاية ورؤية متماسكة، لكنهم "غير قادرين على ممارسة تأثير كبير على أقرب حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط لتغيير مسارها".

والتوتر بين الإدارة الأميركية وإسرائيل ظهر مؤخرا، كما ذكرت الصحيفة، بسبب فشل  الجهود الأمريكية لإقناع إسرائيل بتقليص هجومها المضاد ردًا على الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي خلف ما لا يقل عن 1400 قتيل، حسب السلطات الإسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة أن إدارة بايدن حثت إسرائيل على عدم الغزو البري لغزة، وطلبت منها بشكل خاص مراعاة التناسب في هجماتها، ودعت إلى إعطاء أولوية أعلى لتجنب مقتل المدنيين، ودعت إلى هدنة إنسانية، لكن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون جميع هذه الدعوات.

والتصميم الإسرائيلي على مواصلة اجتياح غزة، دفع إدارة بايدن، كما أشارت الصحيفة، إلى أن تسعى بشكل عاجل إلى تهدئة الغضب في العالم العربي من خلال التوضيح، علنًا وسرًا، أن الولايات المتحدة تشعر بحزن عميق بسبب المعاناة في غزة.

لكن الصحيفة ترى أنه ليس هناك ما يشير إلى أن القادة العرب تأثروا بهذه الضمانات، الأمر الذي يجعل شكل الشرق الأوسط بعد الحرب، ودور الولايات المتحدة فيها، غير مؤكد إلى حد كبير.

كما ترى الصحيفة أن كبار مساعدي بايدن أصيبوا بالإحباط بسبب عدم وجود إجابات واضحة من المسؤولين الإسرائيليين حول أهداف العملية، وما يتوقعون أن يبدو عليه المستقبل في غزة، إذا تمكنوا من النجاح في هدفهم المتمثل في تدمير "حماس".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البيت الابيض حماس مقاتلو حماس أنفاق توغل بري إسرائيل الحرب على غزة

شهيدان برصاص الاحتلال بالضفة وغاراته تواصل قتل المدنيين بغزة

هجوم 7 أكتوبر.. كاتبان غربيان: 4 دروس مستفادة تكشف عبقرية حماس