تشييع 3 مدنيين لبنانيين جراء قصف إسرائيلي.. وحزب الله يتوعد برد "مضاعف"

الثلاثاء 7 نوفمبر 2023 12:34 م

شهدت الجبهة الجنوبية اللبنانية تطورا خطيرا تمثل باستهداف مسيرة إسرائيلية سيارة مدنية كانت تقلّ عائلة في بلدة عيناتا، ما أسفر عن سقوط 4 قتلى في عيناتا (3 شقيقات تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عاماً وجدتهن)، وهو ما توعد حزب الله بـ "رد مضاعف" عليه، خلال تشييع الفتيات الثلاث وجدتهن ببلدة بليدا الحدودية الجنوبية.

واعتبر عضو كتلة الحزب في مجلس النواب اللبناني، حسن فضل الله، قتل المدنيين "تطوراً كبيراً وخطيراً"، مشدداً على أن الجيش الإسرائيلي "سيدفع ثمن جرائمه".

كما أكد عضو مجلس النواب اللبناني عن الحزب، علي فياض، أن المقاومة اللبنانية لن تتساهل مع أي استهداف إسرائيلي للمدنيين في لبنان، مضيفا: "سنرد أضعافا مضاعفة".

ووصف رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ما حصل في عيناتا بـ "الجريمة النكراء"، واضعاً إياها "برسم من يطالبون بالتهدئة ويتغاضون عما ترتكبه إسرائيل بحق لبنان"، مشدداً على أن "هذه الجريمة النكراء لن تمر مرور الكرام، وستكون مدار متابعة من قبل الحكومة، عبر اتصالات دولية، وأيضاً عبر تقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل الى مجلس الأمن على خلفيتها".

وطالب ميقاتي، في بيان، دول القرار في مجلس الأمن بـ "العودة إلى تطبيق شرعة الأمم المتحدة والتحرك للجم الاعتداءات وإنقاذ ما تبقى من إنسانية وعدالة كي لا تبقى هذه الشكاوى حبراً على ورق".

أما رئيس مجلس النواب، نبيه بري، فاعتبر أن ما حصل "يؤكد أن ما تقوم به إسرائيل من غزة إلى جنوب لبنان هو سياق واحد".

وباشر لبنان تحضير شكوى جديدة "عاجلة لمجلس الأمن الدولي" سيقدمها يوم الإثنين، بحسب ما ذكرت وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بو حبيب.

من جانبه، دعا وزير التربية اللبناني، عباس الحلبي، جميع المسؤولين عن إدارة المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة إلى الوقوف صباح غد الاثنين دقيقة صمت حداداً على أرواح القتلى، حيث إن من بينهن 3 تلميذات من مدرسة القلبين الأقدسين في عين إبل.

وقبل استهداف سيارة الشقيقات وجدتهن، مساء الأحد، استهدف الجيش الإسرائيلي فجراً، سيارتين تابعتين للدفاع المدني "أثناء قيامهما بواجبهما الإنساني بإجلاء عدد من المصابين من أحد المنازل التي استهدفتها قوات إسرائيلية في أطراف بلدة طير حرفا قضاء صور"، ما أدى إلى إصابة 4 مسعفين بحسب ما جاء في بيان صادر عن جمعية "كشافة الرسالة الإسلامية".

ودعت الجمعية المجتمع الدولي إلى التحرك فورا لوقف "خرق القوانين والأعراف والمواثيق الدولية التي تحظر على أي كان إعاقة عمل المسعفين تحت أي ظرف من الظروف".

ودانت وزارة الصحة اللبنانية ما حصل، معتبرة أنه "لا يمثل فقط انتهاكاً صارخاً للقوانين الإنسانية الدولية، بل يُعد أيضاً استهتاراً بأبسط مبادئ الإنسانية والأخلاق".

وذكّرت الوزارة، في بيان، "جميع الأطراف والجهات الدولية المعنية، وعلى رأسها منظمات الأمم المتحدة، ومنها منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بواجباتها وبضرورة تحمل مسؤولياتها لضمان حماية العاملين في المجال الصحي والمنشآت الصحية".

وشدد البيان على أن "الهجمات المتكررة على الطواقم الطبية والمرافق الصحية تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، والتي تنص على حماية واحترام العاملين في المجال الصحي وتوفير الأمان لهم خلال النزاعات المسلحة".

ودعت الوزارة "المجتمع الدولي وكافة الجهات المعنية لاتخاذ الخطوات الفورية والحازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال، ولمحاسبة المسؤولين عنها، وضمان الحماية الكاملة للطواقم الطبية التي تسعى جاهدة لإنقاذ الأرواح في ظروف بالغة الصعوبة" مؤكدة على أنها لن تتوانى عن تأدية واجبها الإنساني والوطني.

ميدانياً، ارتفعت حدة التوتر على الجبهة الجنوبية للبنان، حيث أعلن حزب الله عن قصفه كريات ‏شمونة بعددٍ من صواريخ جراد (كاتيوشا)، رداً على استهداف سيارة الشقيقات وجدتهن، مشيراً، في بيان، إلى أنه لن يتسامح أبداً مع الاعتداء على المدنيين وسيكون ردّه ‏حازماً ‏وقوياً. ‏

وكان الحزب قد أعلن، الأحد، عن إسقاطه مسيّرة إسرائيلية بصاروخ أرض - جو، سقطت أجزاء كبيرة منها فوق أحياء في بلدتي زبدين وحاروف، واستهدافه ثكنة أفيفيم ومواقع جل الدير ومسكاف عام والضهيرة، وآلية عسكرية إسرائيلية في موقع بياض بليدا، وكذلك نعى 4 من شهدائه.

وفي السياق ذاته، أعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن قصفت الجيش الإسرائيلي أطراف بلدات محيبيب وبليدا ومروحين والضهيرة وتلبسين، ومحيط موقع جلّ العلام الواقع بين بلدتي علما الشعب والناقورة.

يذكر أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال الجمعة، إن التصعيد على الحدود اللبنانية "سيتوقف على الأحداث في غزة والأفعال الإسرائيلية تجاه لبنان"، وذلك في أول خطاباته منذ بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

فيما أعلنت إسرائيل أن "لا مصلحة لها في دخول صراع على جبهتها الشمالية"، بينما حذر رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، الشهر الماضي، حزب الله من "فتح جبهة ثانية للحرب"، قائلا إن فعل ذلك "سيستدعي ضربات إسرائيلية مضادة بحجم لا يمكن تخيله، سيجلب الدمار على لبنان.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

لبنان حزب الله حسن نصر الله غزة نتنياهو

قصف جوي إسرائيلي بمحيط الناقورة قرب موقع للجيش اللبناني

حزب الله يستهدف قوة مشاة إسرائيلية.. والاحتلال يرد بقصف عدة بلدات

إذاعة الجيش الإسرائيلي: إصابة جنديين بإطلاق نار على الحدود مع لبنان