روسيا انسحبت وأمريكا تعلق.. ما هي معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا؟

الأربعاء 8 نوفمبر 2023 10:26 ص

أعلنت الولايات المتحدة أنها قد تغير تموضع قواتها في أوروبا بعد انسحاب روسيا من المعاهدة حول القوات المسلحة التقليدية في القارة العجوز.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، الثلاثاء: "سنقوم بما هو ضروري لتنفيذ الالتزامات وفق المادة الخامسة أمام الحلفاء في الناتو، وهذا قد يتطلب تغييرا في تموضع القوات، لكنني لست مستعدا للحديث عن ذلك اليوم".

وكانت روسيا أعلنت، الثلاثاء، انسحابها الكامل رسميا من المعاهدة، معتبرة أن الدفع الأمريكي باتجاه توسيع حلف شمال الأطلسي أدى إلى قيام دول الحلف "بالتحايل علانية" على القيود التي تفرضها المعاهدة على الحلف.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن قبول عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي وطلب السويد الانضمام إلى الحلف يعني أن "المعاهدة ماتت".

وأضافت: "حتى الحفاظ الرسمي على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا أصبح غير مقبول من وجهة نظر المصالح الأمنية الأساسية لروسيا"، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة وحلفاءها لم يصدقوا على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا المعدلة لعام 1999".

ما هي معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا؟

في عام 1973، افتتحت محادثات خفض القوات المشتركة والمتوازنة (MBFR) في فيينا بين حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما فيه الولايات المتحدة، وحلف وارسو، بما فيه الاتحاد السوفييتي.

كان الهدف من هذه المحادثات هو التوصل إلى اتفاق بشأن خفض القوات والأسلحة في أوروبا الوسطى، بحسب مبادرة التهديد النووي، وهي منظمة غير حكومية. 

لسنوات لم تصل هذه المحادثات إلى نتيجة مثمرة.

وفي 1986، دعا الاتحاد السوفييتي إلى تخفيضات على مستوى أوروبا، ليقترح الناتو إنشاء منتدى تفاوضي جديد، يناقش التخفيضات الجديدة.

واتفق الناتو وحلف وارسو في 1989، على بدء مفاوضات جديدة بشأن القوات المسلحة التقليدية في أوروبا.

وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1990، تم الاتفاق على معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا في باريس.

كان الهدف الرئيسي للمعاهدة هو تقليل احتمالية وقوع هجوم مسلح مفاجئ وبدء عمليات هجومية كبرى في أوروبا، من خلال منع أي من طرفي الحرب الباردة من حشد قوات لشن هجوم سريع ضد الطرف الآخر.

وفي 15 مايو/أيار 1992، وقعت الدول الأطراف على المعاهدة التي وضعت قيودا متساوية على الأسلحة الرئيسية للناتو، وحلف وارسو، بما فيها الدبابات والمركبات القتالية المدرعة وسلاح المدفعية والطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية.

كما نصت معاهدة القوات المسلحة التقليدية على وضع أنظمة الأسلحة غير الموجودة في الوحدات النشطة في مواقع تخزين دائمة محددة.

بعد تفكك حلف وارسو، تمت مراجعة معاهدة القوات المسلحة التقليدية، ليتم تعديلها في 1999، حيث حددت أسقفا وطنية وإقليمية للأسلحة والمعدات التقليدية، بدلا من قيود الكتلة الأصلية، وسمح للدول الأطراف بتجاوز الحدود المقررة مؤقتا في حالة المناورات العسكرية والانتشار المؤقت.

لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية في موسكو لأنها أضعفت تفوق الاتحاد السوفيتي في الأسلحة التقليدية.

وفي 2007، علقت روسيا مشاركتها في المعاهدة، وأوقفت مشاركتها الفعالة فيها عام 2015.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا روسيا العلاقات الروسية الأمريكية حلف الناتو