أكد مصدران مطلعان على ترسانة حزب الله أن الصواريخ الروسية القوية المضادة للسفن التي تمتلكها الجماعة اللبنانية تمثل تهديدا قويا على السفن الحربية الأميركية، وتنبيء بمخاطر جسيمة لأي حرب في المنطقة.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد حذر في وقت سابق واشنطن مما تخفيه جماعته من سفن تمثل خطرًا على السفن الأميركية المنتشرة في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، والتي تهز منطقة الشرق الأوسط على النطاق الأوسع، نقلاُ عن عربي بوست.

وكشف المصدران أن نصر الله كان يشير إلى قدرات جماعته الصاروخية المضادة للسفن والمعززة بشكل كبير، والتي تتضمن الصاروخ ياخونت الروسي الذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر.

دعم إيراني

وتشير تقارير إعلامية ومحللون إلى أن حزب الله، المدعوم من إيران، كان قد حصل على صواريخ ياخونت في سوريا بعد نشر مقاتليه هناك منذ أكثر من 10 سنوات لمساعدة رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب، فيما لم يؤكد حزب الله قط امتلاكه لهذا السلاح، ولم يرد على تلك الرواية.

في حين تؤكد واشنطن أن انتشارها في البحر المتوسط، والذي يضم حاملتي طائرات مع السفن الداعمة لهما، يهدف إلى منع اتساع نطاق الصراع من خلال ردع إيران التي تدعم جماعات منها حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.

وكان الأمين العام لحزب الله قال في خطاب سابق له: إن السفن الحربية الأميركية في البحر المتوسط ​​"لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيام"، وأضاف: "أساطيلكم التي تهددوننا بها، لقد أعددنا لها عدتها أيضاً".

ورد البيت الأبيض-آنذاك- بأن حزب الله يجب ألا يستغل الحرب بين حماس وإسرائيل، وإن الولايات المتحدة لا تريد للصراع أن يمتد إلى لبنان.

تطور دفاعي

في حين أكد أحد المصدرين أن قدرات حزب الله المضادة للسفن تطورت بشكل كبير منذ عام 2006، حين أظهرت الجماعة لأول مرة قدرتها على ضرب سفينة في البحر من خلال إصابتها لسفينة حربية إسرائيلية في البحر المتوسط خلال حربها مع إسرائيل.

وقال: "هناك ياخونت، وبالطبع هناك أشياء أخرى إلى جانبه"، مشيرًا إلى أن استخدام حزب الله لهذا السلاح لاستهداف السفن الحربية المعادية سيكون مؤشرًا على تحول الصراع إلى حرب كبرى في المنطقة.

وأكد مسؤولون أميركيون أن حزب الله بنى مجموعة مثيرة للإعجاب من الأسلحة التي تتضمن صواريخ مضادة للسفن، وقال أحد المسؤولين: "من الواضح أننا نولي اهتمامًا كبيرًا لذلك… ونأخذ القدرات التي لديهم على محمل الجد"، دون التعليق مباشرة بشأن ما إن كانت الجماعة تمتلك الصاروخ ياخونت.

وأضافوا إن القوة البحرية الأمريكية التي تم نشرها في المنطقة في الآونة الأخيرة تتضمن دفاعات ضد الصواريخ القادمة، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

تحذير نصر الله

ونبه نصر الله واشنطن، في وقت سابق، على أن تجنب نشوب حرب في المنطقة يعتمد على وقف الهجوم الإسرائيلي.

 ويتبادل حزب الله إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، ويمثل ذلك أخطر تصعيد هناك منذ حرب عام 2006.

لكن حزب الله لم يستخدم حتى الآن سوى جزء صغير من ترسانته، واقتصرت أعمال العنف المتبادلة في الغالب على المنطقة الحدودية.

ومثل خطاب نصر الله أحد أقوى تحذيراته حتى الآن للولايات المتحدة التي تُحمل جماعته المسؤولية عن هجوم انتحاري دمر مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983، ما أدى لمقتل 241 جندياً، وكذلك عن هجوم انتحاري على السفارة الأمريكية في العام نفسه أدى إلى مقتل 63 شخصاً.

في حين أن يكون وراء هذين الهجومين، فقد أشار نصر الله إليهما بشكل غير مباشر في خطابه قائلاً: "أيها الأمريكيون، إن الذين هزموكم في لبنان في بدايات الثمانينيات ما زالوا على قيد الحياة، ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم أيضاً".

وأوضح ناصر قنديل، المحلل السياسي اللبناني المقرب من حزب الله، كيف يمكن استخدام الصواريخ ياخونت الموجودة في ترسانة الجماعة لمواجهة السفن الحربية الأمريكية، وذلك في تصريحات عبر قناته الخاصة على يوتيوب نشرها الشهر الماضي.

ووصف الصاروخ بأنه "أهم جائزة" لتدخل حزب الله في حرب سوريا، حيث ساعدت الجماعة في تحويل دفة الحرب الأهلية لصالح الأسد، وقال قنديل: "نعم، حزب الله أعد واستعد".

سلاح روسي

وقال المصدران اللذان تحدثا إلى رويترز في لبنان إن حزب الله حصل على هذا السلاح من سوريا في أثناء قتاله دعماً للأسد الذي تسلح روسيا جيشه منذ فترة طويلة.

وترسانة حزب الله وكيفية الحصول عليها من الأمور المحاطة بالسرية، وفي تعليقات نادرة حولها عام 2021، أوضح نصر الله كيف حصلت الجماعة على الصواريخ كورنيت روسية الصنع المضادة للدبابات من خلال سوريا.

وفي مقابلة مع قناة الميادين اللبنانية المتحالفة مع إيران، قال نصر الله إن وزارة دفاع النظام السوري اشترت الأسلحة من روسيا للاستخدام في سوريا، وإن حزب الله اتخذها فيما بعد شكلاً من أشكال "الدعم" للدفاع عن لبنان. وأضاف: "كمقاومة أخذناها لندافع فيها عن بلدنا واستخدمناها في حرب تموز. أخذناها دعماً".

واستخدم حزب الله هذا السلاح على نطاق واسع في حرب عام 2006.

فيما قالت موسكو في عام 2010 إنها وقّعت اتفاقاً لإرسال صواريخ كروز مضادة للسفن، ومنها نسخة من الصاروخ ياخونت، إلى دمشق.