أعلن وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة يوسف أبو الريش، الإثنين، وفاة 6 أطفال خُدج (حديثي الولادة) و9 مرضى في قسم العناية المكثفة بسبب انقطاع الكهرباء عن مسشتفى الشفاء، فيما وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع بأنه "رهيب ومحفوف بالمخاطر".
أبو الريش أكد أن كل مستشفيات محافظة شمال غزة أصبحت خارج الخدمة؛ جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على المستشفيات.
وكان مستشفى الشفاء أعلن السبت أن 39 طفلا من الخُدج لا يزالون في المستشفى، فيما أفاد طبيب في منظمة "أطباء بلا حدود" أيضا بأن 17 مريضا موجودون في العناية المكثفة.
مشاهد الموت والدمار
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عبر حسابه في منصة "إكس": "تمكنت من التواصل مع العاملين في المجال الصحي بمستشفى الشفاء في غزة، والوضع رهيب ومحفوف بالمخاطر".
.@WHO has managed to get in touch with health professionals at the Al-Shifa hospital in #Gaza.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) November 12, 2023
The situation is dire and perilous.
It's been 3 days without electricity, without water and with very poor internet which has severely impacted our ability to provide essential…
جيبريسوس تابع: "مرت 3 أيام بدون كهرباء وبدون ماء ومع ضعف الإنترنت الشديد؛ مما أثر بشدة على قدرتنا على تقديم الرعاية الأساسية، وأدى إطلاق النار المستمر والتفجيرات في المنطقة إلى تفاقم الظروف الحرجة بالفعل".
ومضى قائلا: "من المؤسف أن عدد الوفيات بين المرضى ارتفع بشكل ملحوظ، ومن المؤسف أن المستشفى لم يعد يعمل بعد الآن".
وداعيا إلى "وقف إطلاق النار الآن"، شدد على أنه "لا يمكن للعالم أن يقف صامتا بينما تتحول المستشفيات، التي ينبغي أن تكون ملاذا آمنا، إلى مشاهد الموت والدمار واليأس".
مزاعم الاحتلال
ورفض مسؤولو الصحة وأشخاص محاصرون داخل مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، مزاعم إسرائيل بأنها عرضت مساعدة الأطفال الرضع وغيرهم على الإجلاء الأحد، قائلين إن القتال مستمر خارج المستشفى، حيث كانت الحاضنات معطلة بدون كهرباء وتم تشغيل الإمدادات الحيوية، بحسب وكالة أسوشيتدبرس.
وأفاد شهود عيان بغارات جوية وقصف إسرائيلي عنيف الأحد، بما في ذلك محيط مستشفى الشفاء.
ودون تقديم أدلة، اتهم الاحتلال الإسرائيلي "حماس" بإخفاء مركز قيادة داخل وتحت مجمع الشفاء، وهي مزاعم نفتها الحركة وموظفو المستشفى.
ونفد وقود آخر مولد في المستشفى السبت؛ مما أدى إلى وفاة ثلاثة أطفال مبتسرين وأربعة مرضى آخرين، بحسب وزارة الصحة.
وقال جيش الاحتلال إنه وضع 300 لتر من الوقود بالقرب من مستشفى الشفاء طوال ليل الأحد من أجل مولد طوارئ يعمل على تشغيل حاضنات الأطفال المبتسرين، وزعم أن "حماس" منعت المستشفى من الحصول على الوقود.
ونفى المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة صحة الرواية الإسرائيلية، وأضاف لقناة "لجزيرة" أن هذا الوقود حتى لن يكون كافيا لتشغيل المولد لمدة ساعة، و"هذا استهزاء بالمرضى والأطفال".
فيما قال وكيل وزارة الصحة منير البرش لـ"الجزيرة" إن للقناصة الإسرائيليين انتشروا في محيط الشفاء ويطلقون النار على أي تحرك، و"هناك جرحى لا نستطيع الوصول إليهم.. لا يمكننا أن نخرج رؤوسنا من النافذة."
ووفقا لوزارة الصحة، يوجد 1500 مريض في مستشفى الشفاء، إلى جانب 1500 عامل طبي وما بين 15000 و20000 شخص يبحثون عن مأوى.
وقال رئيس منظمة أطباء بلا حدود الدولية كريستوس كريستو، في تصريح متلفز، إن الأمر سيستغرق أسابيع لإجلاء المرضى.
وشدد المديرون الإقليميون لمنظمة الصحة العالمية وآخرون، في بيان، على "وجود حاجة لاتخاذ إجراء دولي حاسم الآن لضمان وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، في ظل الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، مضيفين أن أكثر من نصف مستشفيات غزة مغلقة.
وقال مدير المستشفيات في غزة محمد زقوت، إن وزارة الصحة لم تتمكن من تحديث حصيلة القتلى منذ الجمعة الماضي، إذ لم يتمكن المسعفون من الوصول إلى المناطق التي ضربها القصف الإسرائيلي.
ولليوم الـ38، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي الإثنين حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و180 قتيلا، بينهم 4 آلاف و609 أطفال و3 آلاف و100 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.
فيما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 242 آخرين، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
