وصفت صحيفة المونيتور الأمريكية سلطنة عمان بأنها أصبحت الوجهة الأساسية للمعتقلين المنقولين من سجن «غوانتانامو» الأمريكي، حيث قبلت ما يقرب من نصف معتقليه المفرج عنهم منذ يناير/ كانون الثاني 2015.
وأشارت إلى أنها استقبلت 10 معتقلين يمنيين خلال شهر يناير/ كانون ثاني 2016 وهو أكبر عدد يتم نقله في يوم واحد منذ بدء القوات الأمريكية نقل معتقلي «غوانتانامو» قبل 14 عاما.
وكانت واشنطن قد نقلت في يونيو/ حزيران الماضي 6 يمنيين إلى عمان، وبعدها عبر البنتاغون عن امتنانه لرغبة مسقط في دعم جهود أمريكا لإغلاق المعتقل وللإجراءات الأمنية والإنسانية الملائمة التي تتبعها، وأدى نقل السجناء إلى دعم العلاقة بين واشنطن ومسقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمان كدولة عربية مستقرة حافظت على شراكة عسكرية مع الولايات المتحدة منذ عام 1980، واستطاعت أن تلعب دورا مؤثرا في سياسة واشنطن بالشرق الأوسط ، وحافظت على مواقف محايدة في صراعات الشرق الأوسط، فضلا عن روابط دبلوماسية مع جميع الأطراف، حيث كانت عمان في كثير من المناسبات بمثابة قناة دبلوماسية مساندة للولايات المتحدة.
ولفتت إلى ما قاله وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» بأن عمان تقدم النصح وتساعد في حل مشكلات مختلفة في المنطقة، معطيا الاتفاق النووي الإيراني كمثال على ذلك.
وبحسب الصحيفة، فقد تعاونت مسقط منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، مع واشنطن في مجالات قانونية واستخبارية ومالية لمواجهة منظمات إرهابية دولية من بينها تنظيم «القاعدة» و«الدولة الإسلامية».
وعمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم يعتقل منها أي مواطن واحد في «غوانتانامو».
وأوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض عازم على إفراغ «غوانتانامو»، مشيرة إلى التعهدات التي قدمها الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بإغلاق المعتقل في أكثر من مرة.
ومع تحمل مخاطر قبول ما لا يقل عن 21 سجينا بغوانتانامو منذ يناير/ كانون ثاني 2015، يبدو أن عمان تسعى لتحقيق علاقة قوية مع الولايات المتحدة، ولعب دور حليف عربي ومسلم معتدل لواشنطن، بحسب الصحيفة.
كما أنه ليس من المستغرب أن تواصل عمان استقبال السجناء اليمنيين الذين يشكلون أغلبية المعتقلين.
وأعرب السيناتور «كيلي ايوت» الشهر الماضي عن قلقه إزاء نقل المزيد من المعتقلين إلى عمان نظرا لأنها تشترك في الحدود مع اليمن.
واعتبر أن الإدارة الأمريكية لجأت إلى عمان للتحايل على القانون الأمريكي الذي يحظر نقل سجناء «غوانتانامو» إلى اليمن.
وبالنظر إلى أن أفغانستان والسعودية واليمن – موطن 532 سجينا أفرج عنهم في عهد الرئيس السابق «جورج بوش» الابن- أقل استقرارا من عمان، فمن المنطقي أن يلجأ «أوباما» إلى المملكة الهادئة، بحد قوله الصحيفة.
وتأسس المعتقل الأمريكي في كوبا لاحتجاز المشتبه بهم في قضايا الإرهاب من تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان»، بعد هجمات 11 سبتمبر/آيلول 2001.
وكان المعتقل يضم في وقت من الأوقات قرابة 800 محتجز، وتناقص عدد المحتجزين بعد أن نقل أغلبهم إلى بلدانهم الأصلية أو دول أخرى.
ووعد الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، بعد وصولِه إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2009، بإغلاق هذا السجن الواقع في جزيرة كوبا، لكن الجمهوريين الذين يشكلون غالبية في الكونغرس يعارضون ذلك.