تحليل أمريكي: الحرب العالمية بدأت بالفعل وهذه خصائصها الجديدة

الأحد 19 نوفمبر 2023 04:28 م

رأي المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط جوزيف إبستاين، أن الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل، مستشهدا بالحرب المتواصلة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة منذ 6 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.

جاء ذلك في مقال نشره إبستاين في مجلة "نيوزويك" الأمريكية عارض فيه وجهات النظر القائلة إن العالم على شفا حرب عالمية ثالثة.

وذكر أن واشنطن ربما تكون في حالة إنكار، إلا أن روسيا والصين وإيران تخوض حربا علنية مع الولايات المتحدة.

وأوضح أنه في الوقت الذي ترمي فيه الولايات المتحدة بثقلها خلف إسرائيل، فإن إيران تساعد في تسليح حركة "حماس" و"حزب الله" اللبناني.

خصائص جديدة

ووفق إبستاين فإن هذه الحرب لها خصائص جديدة؛ فهي ليست شاملة بل حرب لا مركزية بجبهات قتال تبدو غير متصلة ببعضها وتمتد عبر قارات العالم.

وأضاف أنها حرب تُخاض بطرق "هجينة"، أي بالدبابات والطائرات وحملات التضليل الإعلامي والتدخل السياسي والحرب السيبرانية.

ويزعم إبستاين أن استراتيجية هذه الحرب تطمس الخطوط الفاصلة بين الحرب والسلام والمقاتلين والمدنيين، "وتضفي ضبابا على ضبابها".

ورغم أن ثمة خلافات بين الصين وروسيا وإيران حول مسائل كثيرة، فإنها جميعها دول لديها الهدف نفسه وهو "تخليص مناطقهم من النفوذ الأمريكي، واستحداث نظام حكم عالمي متعدد الأقطاب".

وتابع أن "طهران وبكين وموسكو تدرك أن القوة السياسية والعسكرية الأمريكية هي القوة الوحيدة التي تحول بينهم وبين فرض إرادتهم على جيرانهم".

ومضى قائلا: "ولذا فإن كل دولة من الدول الثلاث تضطلع بدور في هذه الحرب.. فالصين شنت حملة تجسس غير مسبوقة على الولايات المتحدة، وروسيا أنفقت مليارات الدولارات في بث حملات دعائية موالية لها ومناوئة للغرب داخل حدودها وخارجها".

وفيما يتعلق بإيران، قال إبستاين إن لديها شبكة من الوكلاء المسلحين الذين "يشيعون الخراب والدمار" في الشرق الأوسط وظلوا يهاجمون القوات الأمريكية علانية.

حرب مخادعة

وبحسب إبستاين فإن إيران وروسيا والصين "نفذت أو أوشكت" جميعها على تنفيذ هجمات إلكترونية على البنى التحتية الحيوية للولايات المتحدة.

وأضاف أن "هذه الدول الثلاث تلجأ إلى خوض أنماط مختلفة من حروب العصابات لأنها لا تستطيع أن تكسب صراعا مباشرا مع الولايات المتحدة؛ ذلك أن شن حرب بهذه الطريقة المخادعة تعينها على تجنب المساءلة".

وفي حرب المعلومات، لا تكمن الاستراتيجية في إحداث انقسامات، بل باستغلال الموجودة منها واللعب عليها، طبقا للمحلل إبستاين، الذي يضيف أن الصين وروسيا كليهما ظلتا تقيمان علاقات مع "المتطرفين" على اليسار واليمين المتمركزين في الغرب؛ "أملا في توسيع الهوة الاجتماعية ومفاقمة حالة عدم الاستقرار".

واعتبر المحلل أنه "عندما يتعلق الأمر بهذه الحرب، تبدو الولايات المتحدة غير مكترثة، فلطالما كانت الاستراتيجية الأمريكية تدور حول الاستعداد لحرب تقليدية كبيرة، وتبني سياسة الاحتواء، والردع الضعيف".

وحذر من أن تجنب الصراع لن يقود إلا إلى المزيد من العدوان من محور إيران وروسيا والصين.

وخلص إبستاين إلى أنه إذا استمرت إدارة جو بايدن في مسارها "غير الفعال"، فإن هذه الدول الثلاث ستكتسب جرأة. وإذا أخفقت في دعم إسرائيل أو أوكرانيا، فإن الصين ستغزو على الأرجح تايوان، مؤكدا أن "الردع استراتيجية عظيمة، لكنها لن تجدي نفعا إلا عندما يدرك الطرف الآخر أنك جاد في تنفيذ تهديداتك".

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

  كلمات مفتاحية

حرب عالمية ثالثة حرب غزة العدوان الإسرائيلي على غزة طوفان الأقصى