بموازاة حرب غزة.. إحباط في البنتاجون من هجمات متصاعدة بالعراق وسوريا

الاثنين 20 نوفمبر 2023 12:59 م

تخيم حالة من الإحباط على المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)؛ جراء استمرار هجمات جماعات حليفة لإيران على قوات ومواقع عسكرية أمريكية في الجارتين العراق وسوريا، بالرغم من ضربات أمريكية انتقامية، بحسب صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post)..

الصحيفة أضافت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن مسؤولين في البنتاجون محبطون مما يعتبرونه استراتيجية غير متماسكة لمواجهة وكلاء إيران، الذين يُعتقد أنهم مسؤولون عن هذه الهجمات، ويرون أن الضربات الجوية الانتقامية المحدودة التي وافق عليها الرئيس جو بايدن فشلت في ردعهم.

وقال أحد مسؤولي الدفاع، طلب عدم كشف هويته: "لا يوجد تعريف واضح لما نحاول ردعه.. هل نحاول ردع الهجمات الإيرانية المستقبلية..  حسنا، من الواضح أن هذا لا يعمل".

وبحسب الصحيفة فإن "الغضب المشتعل في الشرق الأوسط بشأن الدعم الأمريكي للحملة العسكرية  الإسرائيلية في غزة، حيث قُتل آلاف المدنيين الفلسطينيين في الأسابيع الستة الماضية، أدى إلى زيادة القلق بين بايدن ونوابه من أن أي رد فعل أمريكي مبالغ فيه على هجمات قد يوسع الصراع".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت ما يزيد عن 13 ألف شهيد فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف جريح، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

فيما قتلت حركة "حماس"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، وأسرت نحو 239، بينهم عسكريون، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

ومنذ 17 أكتوبر، تعرضت القوات الأمريكية بالعراق وسوريا لـ61 هجوما شبه يومي بصواريخ وطائرات بدون طيار، وتظهر بيانات للبنتاجون حصلت عليها الصحيفة أن الهجمات استهدفت 10 قواعد يستخدمها عسكريون أمريكيون في البلدين.

حلفاء إيران

وردا على الهجمات، سمح بايدن بثلاث جولات من الغارات الجوية، جميعها في شرق سوريا، وأحدثها في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إذ تم استهدف مواقع قالت البنتاجون إن الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة لطهران تستخدمها.

وقالت الصحيفة إنه إيران تقدم الدعم للجماعات التي تسعى إلى إنهاء الوجود الأمريكي في العراق وسوريا، حيث ينتشر حوالي 3500 جندي بداعي منع عودة "تنظيم الدولة".

وتابعت: "كما تدعم طهران حزب الله في لبنان، الذي هدد قادته بفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، وكذلك المتمردين الحوثيين في اليمن".

ومؤخرا، أعلنت البنتاجون أن الحوثيين دمروا طائرة أمريكية بدون طيار من طراز "ريبر" بقيمة 30 مليون دولار فوق البحر الأحمر، فيما اعترضت سفن حربية أمريكية في الأسابيع القليلة الماضية صواريخ وطائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل.

وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل أراضٍ في لبنان ووسوريا وفلسطين منذ عقود.  

بدائل محدودة

وفي تصريحاتهم، سعى مسؤولو البنتاجون إلى التقليل من أهمية الهجمات في العراق وسوريا، ووصفوها بأنها غير دقيقة في كثير من الأحيان ولا تسبب أضرارا تذكر للبنية التحتية الأمريكية، كما أن إصابات الجنود طفيفة، كما زادت الصحيفة.

واستدركت: "ولكن مع استمرار ارتفاع عدد الهجمات، تزايد أيضا القلق من أنها مسألة وقت قبل أن تودي بحياة عسكري أمريكي".

وقال السيناتور كيفين كريمر، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، للصحيفة: "لا أشعر بأي ردع، إنهم يواصلون إطلاق النار".

كريمر أردف: "لا أقترح أن نبدأ حربا شاملة مع طهران، لكنني أعتقد أن موقفنا يجب أن يكون أكثر عدوانية قليلا من مجرد الدفاع الصارم".

وأقر مسؤول دفاعي أمريكي كبير بأن البنتاجون لا يرى سوى القليل من البدائل الجيدة للتدابير المتخذة حتى الآن، وتشمل ضربات جوية انتقامية محدودة، وتعزيز أسلحة الدفاع الجوي، ونشر حاملتي طائرات بالقرب من إسرائيل وإيران.

وأضاف أن شن ضربات في العراق، مثلا، من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم المشاعر المعادية للولايات المتحدة في العراق، حيث تنتشر القوات الأمريكية بدعوة من حكومة بغداد، كما أن الضربات المباشرة على إيران ستكون بمثابة "تصعيد هائل".

المصدر | ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة البنتاجون إحباط هجمات العراق سوريا

أطول فترة إغلاق.. مطارا دمشق وحلب خارج الخدمة منذ شهر

حتى انتهاء هدنة غزة.. حزب الله العراقي يعلن خفض التصعيد ضد القوات الأمريكية

بإمكان العراق وسوريا مواجهة تنظيم الدولة.. فلماذا لا تنسحب أمريكا؟

منذ بدء الهدنة.. البنتاجون يؤكد توقف الهجمات ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق