محللون: تمديد الهدنة في غزّة يُضعف جهود إسرائيل للقضاء على حماس

الاثنين 27 نوفمبر 2023 05:42 ص

تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة لتمديد فترة الهدنة المقررة لأربعة أيام فقط حتى الآن، في إطار حربها على "حماس"، غير أن مسؤولين عسكريين يخشون أن تؤدي هدنة أطول إلى إضعاف الجهود الإسرائيلية للقضاء على الحركة الإسلامية.

في المجموع، سلّمت حركة "حماس" الجمعة والسبت إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 26 أسيرة إسرائيلية، يحمل بعضهم جنسية أخرى، بينما أطلقت إسرائيل سراح 78 أسيرًا فلسطينيًا. وكل المفرج عنهم هم من النساء والأطفال.

كذلك أطلقت حماس مدى اليومين الماضيين 15 من الأجانب غير الإسرائيليين، في إجراء لم يكن مدرجًا في الاتفاق.

وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن 50 أسيرا لدى "حماس"، في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا مدى الأيام الأربعة للهدنة القابلة للتمديد.

من شأن هذا الأمر أن يزيد عدد الاسرى التي تعيدهم حركة "حماس"، وهناك ضغوط داخلية كبيرة في إسرائيل للقيام بذلك، لكنه يمنح الحركة هامشا أكبر لإعادة جمع صفوفها، والتعافي وإعادة التسلّح والعودة إلى القتال، وفق محللين.

ويزيد هذا الاتفاق أيضًا الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من جانب المجتمع الدولي الذي سيتراجع تأييده لمعاودة قصف غزة، مع ما ينجم عن ذلك من أزمة انسانية.

ويقول الأستاذ في دراسات الدفاع في جامعة كينغز كوليدج لندن أندرياس كريغ: "الوقت يعمل ضدّ إسرائيل كما هي الحال دائمًا وضدّ الجيش الإسرائيلي".

ويشير إلى أنه كلّما طال أمد الهدنة، نفد صبر المجتمع الدولي مع استمرار الحرب.

غير أن الجيش الإسرائيلي مصمّم على تحقيق هدفه بـ"القضاء" على حركة حماس.

وفي زيارة للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة السبت، شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن الجدول الزمني للهدنة "قصير"، موضحًا "لن تستغرق أسابيع، ستستغرق أيامًا إلى حد ما".

وأضاف محاطا بجنود مدجّجين بالأسلحة: "أي مفاوضات أخرى ستجري تحت النيران".

واندلعت الحرب بعد الهجوم المباغت لحركة "حماس" الذي أودى بنحو 1200 إسرائيلي، قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، تشنّ إسرائيل قصفاً مكثفاً على القطاع يترافق منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول، مع عمليات برية واسعة داخل القطاع.

وتسبّب القصف، وفق حكومة حماس، باستشهاد زهاء 15 ألف شخص بينهم أكثر من 6 آلاف طفل.

ويقول الباحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب أريك رودنيتزكي: "الضغط الحقيقي (لتمديد الهدنة) يأتي من داخل إسرائيل، من عائلات الأسرى".

ومساء السبت، سارت في شوارع تل أبيب تظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بالإفراج عن الأسرى، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الأسرى: "حرروهم الآن".

وكُتِبت على إحدى اللافتات عبارة "أخرجوهم من الجحيم".

ويقول مسؤول عسكري إسرائيلي، إن إسرائيل ملتزمة أن يتمّ الإفراج عن أكبر عدد من الأسرى، لكنه أعرب عن قلقه من أنه كلما طالت الهدنة حصلت "حماس" على وقت أكبر "لإعادة بناء قدراتها ومهاجمة إسرائيل مجددًا".

ويضيف طالبًا عدم الكشف عن هويته: "إنها معضلة رهيبة".

وكانت قطر الوسيط الرئيسي في مفاوضات وقف القتال.

وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها ماجد الأنصاري، إن هناك حاجة إلى "الحفاظ على الزخم" من أجل وقف دائم لإطلاق النار.

وأضاف: "لا يمكن تحقيق ذلك إلّا عندما تتوافر الإرادة السياسية ليس فقط من جانب الإسرائيليين والفلسطينيين بل أيضًا من جانب الشركاء الآخرين الذين يعملون معنا".

والجمعة، أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، وجود "فرص حقيقية" لتمديد هدنة الأيام الأربعة في غزة، قائلًا إن الوقت حان للعمل على "إحياء" حلّ الدولتين لإرساء سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويعتبر الأستاذ في دراسات الدفاع في جامعة كينغز كوليدج لندن أندرياس كريغ، أن واشنطن غير مستعدة لعملية مكثفة "تستمر أشهرا بلا انقطاع"، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل.

ويوضح: "لذلك تحتاج إدارة بايدن إلى إيجاد مخرج أيضًا".

ويضيف: "لا حلّ عسكريا لهذا النزاع، لا يمكن الانتصار فيه".

من جهته، قال المسؤول في "حماس" طاهر النونو، إن الحركة الإسلامية "جاهزة للبحث بشكل جدّي للتوصل إلى صفقات جديدة".

وجاء الإفراج عن الأسرى السبت بعد تأخير لساعات قالت "حماس" إن سببه عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دورون سبيلمان نفى ذلك، مشيرا الى أن "حماس" تعتمد "تكتيك المماطلة" في إطار "الحرب النفسية".

ويقول المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية آفي ميلاميد، إن "حماس ستماطل مع الأسرى لمحاولة استنفاد هذه الورقة لأطول وقت ممكن، وبأعلى ثمن قد يشكّله ذلك لإسرائيل".

ويعتبر أن "حماس" كانت تأمل أن يتبدد الدعم داخل إسرائيل للتوغل في قطاع غزة وأن "تخلق، في نهاية المطاف، الضغوط الدولية والداخلية على الحكومة الإسرائيلية ظروفًا يمكن فيها لحماس أن تستمر في الوجود وأن تحكم غزّة حتى بعد انتهاء هذه الحرب".

وتدلي الباحثة المستقلة في شؤون الشرق الأوسط إيفا كولوريوتيس، بالرأي نفسه، موضحة: "بالنسبة لحماس، أي سيناريو لهذه الحرب لا يؤدي إلى انتهاء وجودها في قطاع غزة سيُعتبر نصرًا (...) بغضّ النظر عن خسائرها البشرية والمادية وحجم الدمار في غزّة وحجم الخسائر في صفوف المدنيين".

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

تمديد الهدنة إسرائيل حماس المقاومة غزة

10 أسرى لكل يوم تهدئة جديد.. شرط إسرائيل لقبول تمديد الهدنة

لا سلام بدون دولة فلسطينية.. بوريل يدعو إلى هدنة دائمة بغزة

أكد التفاهم حول تمديد الهدنة.. حماس: جهود قطرية مصرية لم تكتمل بعد لوقف دائم للحرب

تحديد 5 فئات للأسرى في غزة.. تقدم بالدوحة نحو توسيع الهدنة