بإمكان العراق وسوريا مواجهة تنظيم الدولة.. فلماذا لا تنسحب أمريكا؟

الثلاثاء 28 نوفمبر 2023 12:59 م

لا تحافظ القوات الأمريكية في العراق وسوريا على السلام، كما أن بإمكان القوات المحلين في الجارتين مواجهة تنظيم الدولة، ولذلك على واشنطن أن تتعلم من الدرس الأفغاني وتنهي وجودها العسكري في البلدين.

تلك القراءة طرحها جيسون براونلي في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخليج الجديد"، في ظل استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا على خلفية الحرب التي اندلعت بين بين إسرائيل وحركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

براونلي قال إنه "يجب على الرئيس (الأمريكي) جو بايدن ترك الأمر للسوريين والعراقيين الذين يهتمون بمصالحهم الذاتية لمنع تنظيم الدولة من الظهور مرة أخرى".

وشدد على أن "الخروج من سوريا والعراق لن يجعل الأمريكيين أقل أمانا، بينما سيحرم الميليشيات المحلية ورعاتها المفترضين في إيران من فرصة استخدام مواقعهم للتأثير (عبر شن هجمات) على استراتيجيتنا الوطنية".

ولفت إلى أنه منذ 17 أكتوبر، تعرض نحو 900 جندي أمريكي في سوريا و2500 جندي في العراق لنيران جماعات مرتبطة بإيران، وردت واشنطن بضربات جوية انتقامية.

ومنذ 7 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 14 ألف شهيد، بينهم آلاف الأطفال والنساء، فيما قتلت "حماس" ما يزيد عن 1200 إسرائيلي.

هدف متكرر

و"تمثل القوات الأمريكية البصمة الباقية لعملية "العزم الصلب"، التي بدأت في 2015 لهزيمة تنظيم الدولة في سوريا والعراق ونجحت عام 2019 في القضاء على التنظيم، وبالتالي تحول إلى "وضعية البقاء" دون أرض (يسيطر عليها)"، كما أضاف براونلي.

وتابع: "وبدلا من انتزاع الفوز وحزم أمتعتهم، أبقت إدارتا (الرئيسين دونالد) ترامب وبايدن على بعض القوات، التي أصبحت هدفا متكررا لإيران ووكلاءها خلال لحظات التوتر".

ومشيرا إلى أحد تداعيات حرب إسرائيل على غزة، أشار براونلي إلى أنه "في الأسابيع الخمسة الماضية، أدت صواريخ المسلحين المرتبطين بإيران وطائرات بدون طيار هجومية إلى إصابة أكثر من ستين من عناصر القوات الأمريكي".

وفي تحد، قال أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن "هدف إيران كان إجبار الجيش الأمريكي على الانسحاب من المنطقة، لكننا ما زلنا هناك (في العراق وسوريا)".

ومنتقدا هذا التصريح، اعتبر براونلي أنه "عندما يتعلق الأمر بتصعيد أو إنهاء التدخلات العسكرية الأمريكية، لا ينبغي أن يكون العامل الحاسم هو ما يريده قادة إيران، بل السياسات التي تخدم المصالح الأمريكية على أفضل وجه".

الدرس الأفغاني

وبحسب براونلي، فإن "قرار بايدن المثير للجدل في عام 2021 بسحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان (ما أعاد سيطرة حركة طالبان على البلاد) يقدم درسا مهما".

وردا على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على مدينتي نيويورك وواشنطن، غزت قوات تحالف دولي، بقياة واشنطن، أفغانستان وأسقطت حكم "طالبان"؛ لارتباطها بتنظم "القاعدة".

براونلي تابع: "عندما اندلعت الحرب بين إسرائيل وغزة، كنت أختتم ثلاثة أسابيع هادئة من زيارة ما كان ذات يوم أكثر المناطق فتكا في الحروب الأمريكية الأخيرة: أقاليم كابول وقندهار وهيلماند في أفغانستان، ومدن بغداد والفلوجة والرمادي والموصل في العراق".

وأردف: "اجتزت العشرات من نقاط التفتيش التابعة لطالبان والحكومة العراقية، بينما كنت أقوم بجولة في المدن والمناطق الريفية دون أي شعور بالتهديد من المسؤولين أو الإرهابيين".

و"من الصعب المبالغة في تقدير مستوى الاستقرار الداخلي الذي تتمتع به أفغانستان منذ (الانسحاب الأمريكي) أغسطس (آب) 2021، لكن مستوى العنف السياسي انفخض بنسبة 80% في العام الأول بعد رحيل القوات الأمريكية"، كما زارد براونلي.

واستطرد: "والأهم من ذلك، أن قوات الأمن التابعة لحركة طالبان تمكنت من تهديد الفرع المحلي لتنظيم الدولة، وأنجزت في أشهر ما كان البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية يحاولان تحقيقه منذ 2015".

و"إذا تمكنت طالبان من عرقلة عمليات تنظيم الدولة في بلد زراعي فقير في ظل "دولة ضعيفة وفاشلة"، فهناك كل الأسباب التي تجعلنا نتوقع أن تكون القوات المسلحة في سوريا والعراق فعالة بالقدر نفسه"، كما ختم براونلي.

المصدر | جيسون براونلي/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق سوريا تنظيم الدولة مواجهة أمريكا انسحاب