قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بالمدفعية وطائرات مسيرة، محيط مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أدّى إلى "سقوط شهداء وانقطاع التيار الكهربائي عنه".

وأفادت مصادر طبية بوصول عشرات الشهداء والمصابين إلى المستشفى، وانقطاع التيار الكهربائي عنه في ظل وجود أكثر من 7 آلاف نازح داخله، فيما لم تتمكن الطواقم الطبية من إجراء أي عملية جراحية، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وحذرت المصادر من "مجزرة قد يرتكبها الاحتلال داخل مستشفى كمال عدوان كما حدث في مستشفيي الشفاء والإندونيسي".

قال مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، منير البرش، إن مستشفى كمال عدوان (شمال) يشهد وضعا كارثيا، في ظل وصول عدد من جثث الشهداء به إلى أكثر من 108 جثث، إضافة إلى العشرات من الجرحى الذين تتعذر معالجتهم بسبب انقطاع الكهرباء وانعدام الاحتياجات الطبية اللازمة.

وأوضح البرش أن القصف المدفعي مستمر في محيط المستشفى وإطلاق رصاص القناصة على من يحاول الخروج، مشيرا إلى أنه تم قنص 5 شباب لا تزال جثثهم أمام مدخل المستشفى، وفقا لما أوردته قناة "الجزيرة".

وأشار إلى وجود حالة خوف ورعب شديدين لدى من بالمستشفى بسبب استهدافه المتعمد والمباشر من قبل قوات الاحتلال، ولا يزال البعض يحاول الخروج من هول ما يحدث رغم خطورة الأمر واستهداف القناصة لهم، في ظل احتمالية النجاح في تجاوز رصاص القناصة والابتعاد عن المكان.

وذكر أن عدد الشهداء أمس الاثنين بلغ 350 شهيدا، مؤكدا أن الاحتلال مستمر في استهداف جميع المستشفيات، وأنه بعد خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة بسبب انقطاع الكهرباء لم يتبق في شمال القطاع سوى 3 مستشفيات عاملة، هي: العودة والمعمداني والصحابة.

وأشار البرش إلى خروج أكثر من 55 سيارة إسعاف من الخدمة، بينما استشهد أكثر من 250 من العاملين بالمجال الصحي، محذرا من وقوع مجزرة جديدة داخل مستشفى كمال عدوان كما حدث قبل الهدنة في مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي.

وشدد مدير عام الصحة على أنه لا توجد أي منطقة آمنة في القطاع، وأن قوات الاحتلال تتعامل مع المستشفيات باعتبارها ثكنات عسكرية، مطالبا بإيقاف فوري للإبادة الجماعية بحق سكان القطاع وإدخال مستشفيات ميدانية كبيرة لاستيعاب أعداد الجرحى التي تجاوزت 40 ألف جريح.

كما طالب البرش بفتح معبر رفح الحدودي مع مصر بشكل كامل أمام إدخال المساعدات الإغاثية والطبية، والسماح بنقل المصابين عبره، مضيفا "هل من المنطق أو العقل أن يسمح حتى الآن بإدخال 400 مصاب فقط بينما بلغ عدد الجرحى 40 ألفا".

يذكر أن القوات الإسرائيلية كانت قد فرضت، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حصارا مطبقا واستهدافا مباشرا لمستشفيي: الشفاء والإندونيسي شمال القطاع، ما أدى إلى مجازر بحق المرضى وجرحى الحرب والطواقم الطبية والنازحين.