ملاسنات واعترافات صادمة بين أسرى سابقين بغزة ونتنياهو في مجلس الحرب

الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 10:01 م

شهدت جلسة جمعت بين عدد من الأسرى الإسرائيليين الذين أطلق سراحهم من غزة خلال الهدنة الأخيرة وعدد من عائلات الذين بقوا داخل القطاع مع مجلس الحرب الإسرائيلي تلاسنات واحتكاكات، والكشف عن وقائع صادمة.

ففيما طالب أهالي الأسرى المتبقين داخل غزة حكومة الاحتلال بوقف الحرب واستئناف الهدنة أو التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع "حماس" من أجل استكمال استعادة ذويهم من القطاع، كشف بعض الأسرى الذين أطلق سراحهم خلال الهدنة الأخيرة عن وقائع أشعلت غضب بقية الحضور، مثل حديثهم عن استهداف جيش الاحتلال لأماكن احتجازهم في غزة وعدم اكتراثه بسلامتهم، علاوة على تأكيد بعضهم تعرضهم لإطلاق نار من مروحيات إسرائيلية خلال عملية أسرهم وجلبهم إلى غزة.

واعتبر الحاضرون أن الهدف الإسرائيلي المعلن بالقضاء على حركة حماس هو "مجرد مزحة"، وأن نتنياهو يغامر بحياة الاسرى المتبقين في غزة لأغراض سياسية.

وبثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، تسريبات لما جاء في الاجتماع الذي انسحب البعض منه احتجاجا على عدم الرد على أسئلتهم.

وأثار أسرى أطلق سراحهم وشاركوا في الاجتماع، مخاوف من أن تؤدي غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الإضرار بالأسرى الذين ما زالوا هناك، ورد نتنياهو بالقول: "سيكون ذلك جزءا من الاعتبارات، لكن يجب أن نستمر في المناورة البرية، هذه هي الطريقة الوحيدة للضغط على حماس".

وطالب غالبية الأسرى المطلق سراحهم وذوي محتجزين لا يزالون في قطاع غزة بوقف العملية البرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة المحاصر والتخفيف من حدة القصف وبذل مزيد من الجهود للتوصل إلى تفاهمات جديدة تساهم في تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، على غرار هدنة الأيام السبعة التي تم بموحبها الإفراج عن العشرات منهم.

ورفض نتنياهو الإجابة على أسئلة ذوي المحتجزين بغزة، وأصر بدلا عن ذلك على القراءة من ورقة كتبها.

وبحسب الحاضرين في اللقاء، قال نتنياهو إنه "لا يمكن إعادة جميع المحتجزين الآن، وسأل الحاضرين إذا كان أي منهم يتصور أنه لو كان هناك مثل هذا الاحتمال (إعادة الجميع) هل هناك من سيرفضه"، وفقا لما نقله موقع "عرب 48".

وأظهرت التسجيلات أجواء صعبة ومتوترة بين الأسرى وعائلاتهم من جهة، ورئيس حكومة الاحتلال من جهة أخرى، كما كشفت عن أدلة صادمة تؤكد ما كانت قد أعلنت فصائل المقاومة بأن القصف الإسرائيلي استهدف مواقع احتجز فيها إسرائيليون في القطاع المحاصر، كما بيّن "غضب المحررين وأقاربهم من سلوك الحكومة".

وقالت امرأة إسرائيلية من كيبوتس "نير عوز" تم الإفراج عنها بموجب الصفقة مع "حماس": "كنت هناك وأعرف مدى صعوبة الحياة في الأسر". وأضافت "كان كل يوم في الأسر صعبًا للغاية. كنت في المنزل عندما كان القصف (الإسرائيلي) يستهدف جميع الأماكن".

وتابعت: "جلسنا في الأنفاق وكنا خائفين للغاية لا من أن تقتلنا حماس، بل أن تقتلنا إسرائيل ثم تقول حماس هي من قتلتهم.. لذلك أطلب بشدة البدء في تبادل الأسرى في أقرب وقت ممكن؛ عليكم إعادة الجميع إلى منازلهم".

وخلال اللقاء، قالت امرأة إسرائيلية أخرى كانت محتجزة في غزة وأطلق سراحها كجزء من الصفقة مع حماس: "انفجرت فوقنا قنابل من طائرة وواصل الحمساويون النوم، قنابلكم لا تحركهم".

وقالت امرأة ثالثة كانت محتجزة برفقة أطفالها لدى فصائل المقاومة وتم الإفراج عنها في صفقة التبادل، في حين لا يزال زوجها في الأسر: "الشعور الذي كان لدينا هناك هو أن لا أحد يفعل أي شيء من أجلنا. والحقيقة أنني كنت في مخبأ تعرض للقصف وكان لا بد من تهريبنا من هناك ونحن مصابون من جراء القصف الإسرائيلي".

وأضافت: "هذا باستثناء المروحية التي أطلقت علينا النار في طريقنا إلى غزة"، في إشارة إلى استهدافهم بمروحية عسكرية إسرائيلية خلال عملية أسرهم.

وتابعت مخاطبة نتنياهو وأعضاء "كابينيت الحرب" الإسرائيلي: "أنتم تزعمون أن لديكم معلومات استخباراتية، لكن الحقيقة هي أننا كنا نتعرض للقصف. تم فصل زوجي عنا قبل ثلاثة أيام من عودتنا إلى إسرائيل ونقله إلى الأنفاق. وتتحدثون عن إغراق الأنفاق بمياه البحر؟ أنتم تقصفون الأنفاق في المنطقة التي تتواجد فيها زوجي بالضبط. بناتي يسألن عن والدهن، وعلي أن أخبرهن أن الأشرار لا يريدون إطلاق سراحه بعد".

وأضافت: "أنتم تولون أهمية للسياسة على حساب إعادة الرهائن. هل تعتقدون أن الرجال أقوياء؟ زوجي كان يضرب نفسه كل يوم، ويلكم وجهه حتى ينزف لأن هذه التجربة كانت صعبة عليه، وهو الآن وحيد، والله أعلم تحت أي ظروف. رأيت أحد الرهائن يموت بجانبي في الأسر".

وتابعت "وفي ظل كل كذلك، أنتم تريدون الإطاحة بحكم حماس، لتظهروا أنكم أشجع؟ لا توجد حياة هنا أكثر أهمية من حياة الآخرين المحتجزين في غزة. لا أحد هناك يستحق منا معاملة أقل من المعاملة التي يحظى فيها أي مقيم في إسرائيل. أعيدوهم جميعا فورا؛ ليس في شهر المقبل أو بعد شهرين أو سنة، أعيدوهم بالحال".

وقالت ابنة أحد الذين لا يزالون محتجزين في غزة: "الحديث عن القضاء على حماس مجرد نكتة في نظري. والدي هناك الآن، لقد حلقوا كل شعر جسده لإذلاله. هذا ليس الوقت المناسب لتدمير حماس، هذا هو الوقت المناسب لإعادة أبي إلى منزله. هناك فتيات يبلغن من العمر 18 عامًا تم تجنيدهن منذ بضعة أشهر. أعيدوهن إلى الوطن. بعد ذلك دمروا حماس كما يحلوا لكم".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

غزة طوفان الأقصى حماس أسرى الهدنة

مقتل نجل عضو مجلس الحرب ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق في معارك غزة