كوب-28.. أجواء متوترة وحالة من عدم اليقين حول مصير الوقود الأحفوري

الأحد 10 ديسمبر 2023 05:29 ص

بدت الأجواء متوترة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب-28) المنعقد في دبي، وتزايدت الضغوط على الدول المنتجة للنفط "أوبك"، مع دخول المفاوضات مرحلتها النهائية، في حين يرغب العديد من الدول إدراج الاستغناء عن الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي المتوقع، الثلاثاء.

ويضغط أعضاء "أوبك" لإحباط محاولات إدراج صيغة حول "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري في اتفاق مؤتمر (كوب-28)، مما يسلط الضوء على الصراع حول ما إذا كانت القمة قادرة على تناول مستقبل النفط والغاز لأول مرة منذ 30 عاما.

وقال المفاوضون والمراقبون في محادثات المناخ السنوية للأمم المتحدة، والذين يسعون إلى التوصل لاتفاق لمعالجة أسوأ آثار تغير المناخ، إن عددا من أعضاء "أوبك" استجاب على ما يبدو لدعوات مجموعة منتجي النفط، لرفض أي اتفاق يتضمن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.

وفي رسالة بتاريخ 6 ديسمبر/كانون الأول، دعا الأمين العام الكويتي لـ"أوبك" هيثم الغيص، أعضاء المنظمة إلى رفض أي اتفاق يستهدف الوقود الأحفوري وليس الانبعاثات، قائلا: "يبدو أن الضغط غير المبرر وغير المتناسب ضد الوقود الأحفوري، قد يصل إلى نقطة تنطوي على عواقب لا رجعة فيها".

وأحجم الغيص عن التعليق على الرسالة، لكنه أكد أن "أوبك" ترغب في أن يظل تركيز المحادثات على خفض الانبعاثات، وليس اختيار مصادر الطاقة.

وقال إن "العالم يحتاج إلى استثمارات كبيرة في جميع مصادر الطاقة بما فيها الهيدروكربونات.. يجب أن تكون تحولات الطاقة عادلة ونزيهة وشاملة".

وتطالب 80 دولة على الأقل بأن يتضمن اتفاق (كوب-28) على دعوة إلى وقف استخدام الوقود الأحفوري في نهاية المطاف، وهو المصدر الرئيسي للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، في سبيل تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى 1.5 درجة مئوية.

لكن هؤلاء يبذلون جهودا مضنية لإقناع البلدان التي تعتمد على إيرادات النفط والغاز، ويعمل العديد منها بدلا من ذلك على الترويج لتكنولوجيات مثل احتجاز الكربون، وهو أمر مكلف ولم يتم إثبات كفاءته على نطاق واسع بعد.

وقالت وزيرة التحول البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا، التي تتولى بلادها الرئاسة نصف السنوية لمجلس الاتحاد الأوروبي، السبت للصحفيين: "أعتقد أنه أمر مثير للاشمئزاز أن تعارض دول (أوبك) وضع المعايير حيث ينبغي أن تكون" فيما يتعلق بالمناخ.

وعبرت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه، عن "الاستغراب" و"الغضب" حيال ذلك.

وفي سياق متصل، قالت مبعوثة المناخ لجزر مارشال في المحيط الهادئ المهددة بارتفاع منسوب المياه تينا ستيج: "لا شيء يهدد رخاء ومستقبل سكان الأرض، بما في ذلك مواطني دول (أوبك)، أكثر من الوقود الأحفوري".

وتبدو المواقف متشددة مع دخول مؤتمر الأطراف (كوب-28) في صلب المسائل، مع عودة الوزراء اعتبارا من السبت، لمحاولة حلحلة العقبات.

ولكن على منصة المؤتمر، تعاقب المتحدثون من دون أن يُلحظ أي تغير في مواقف دولهم.

حتى أن ممثل قطر انتهز الفرصة ليشيد بالغاز الطبيعي، الذي تعد بلاده منتجا رئيسيا له.

وأكد وزير البيئة القطري فالح ناصر آل ثاني، أن قطر تزود الأسواق العالمية بـ"الطاقة النظيفة"، بفضل إنتاج الغاز الطبيعي.

وعبر آخرون عن نفاد صبرهم، وقال وزير ساموا سيدريك شوستر الذي يرأس تحالف الدول الجزرية الصغيرة: "نحن قلقون جدًا بشأن وتيرة المفاوضات، نظراً للوقت المحدود المتبقي لنا هنا في دبي".

وقالت مبعوثة ألمانيا للمناخ جنيفر مورغن: "لا يشارك الجميع بشكل بناء وهذا يقلقني.. ندخل الآن مرحلة حرجة من المفاوضات. لقد حان الوقت لكي تتذكر جميع البلدان ما هو على المحك".

وتقترح أحدث مسودة اتفاق نُشرت، الجمعة، صيغا جديدة بشأن الوقود الأحفوري وتتضمن 5 خيارات، بما في ذلك خيار "لا نص"، أو عدم التطرق إلى المسألة بتاتًا، وكذلك "الاستغناء عن الوقود الأحفوري بما يتوافق مع أفضل المعارف العلمية المتاحة".

وبعد أسبوع، شمل محادثات تتعلق بالنواحي الفنية، تشهد المفاوضات الآن مشاركات وزراء قبل ختام القمة المزمع، الثلاثاء، وتشكل هذه المشاركات آخر مرحلة لمساعي الدول من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الصياغة المتعلقة بالوقود الأحفوري.

وتتضمن النسخة الأحدث للنص الذي يجري التفاوض حوله مجموعة من الخيارات، بداية من الاتفاق على "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وفقا لأفضل السبل العلمية المتاحة" إلى التخلص التدريجي من "عمليات حرق الوقود الأحفوري التي لا يتم فيها التقاط الكربون واحتجازه" أو عدم ذكر التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.

ويرد ذكر "الوقود الأحفوري" أيضا في المقطع الذي يدعو إلى مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة في العالم 3 مرات، بحلول عام 2030.

وحذر شوستر من أن "هدف مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة لا يمكن أن يحل محل التزام أقوى بالتخلي عن الوقود الأحفوري وإنهاء الإعانات المقدمة لهذا القطاع".

ولكن وزير البيئة الكندي ستيفن غيلبو، الذي يضطلع بدور رئيسي في مفاوضات مؤتمر الأطراف بدا "متفائلا".

وقال الوزير، لدى سؤاله في دبي عن إمكانية أن يرد ذكر "الوقود الأحفوري" في الاتفاق الذي يتوقع أن يتم تبنيه الثلاثاء: "أنا واثق تمامًا.. نعم".

وأضاف: "المناقشات ستستمر بضعة أيام أخرى.. تتحدث مجموعات مختلفة مع بعضها بعضا وتتناقش وتحاول فهم ما يمكن أن نتفق عليه، لكن المحادثات ما زالت في مراحلها المبكرة".

وردا على سؤال حول خطاب "أوبك"، تجنب المدير العام لـ(كوب-28) ماجد السويدي، مصطلح "الوقود الأحفوري"، لكنه قال إن الإمارات التي ترأس القمة ترغب في التوصل لاتفاق لوضع العالم على المسار الصحيح، نحو الوصول إلى هدف 1.5 درجة مئوية.

وقال في مؤتمر صحفي: "رئيس كوب واضح للغاية منذ اليوم الأول، في أنه يريد تحقيق نتيجة تضعنا بوضوح على المسار الصحيح للوصول إلى 1.5 درجة... من الواضح أننا نريد أن نرى نتيجة واعدة قدر الإمكان ونعتقد أننا سنحققها".

ومن جانبه، أكد الممثل الخاص لرئيس قمة (كوب-27) التي استضافتها مصر العام الماضي وائل أبو المجد، أن هناك الكثير من الخيارات فيما يتعلق بنص الاتفاق حول الوقود الأحفوري.

وأضاف أنه توجد أيضا عقبة في المحادثات، بشأن التدابير اللازمة لمساعدة الدول على التكيف مع الطقس المتطرف، والتأثيرات الأخرى لتغير المناخ.

وقال: "ما زال لدينا بعض المشكلات الكبيرة فيما يتعلق بالتكيف.. وما زلنا متأخرين كثيرا في هذا الصدد".

المصدر | وكالات

  كلمات مفتاحية

قمة المناخ أوبك الإمارات الوقود الأحفوري النفط الغاز الطبيعي كوب 28

مؤتمر الطاقة العربي يرفض اتفاق التخلص من الوقود الأحفوري 

كوب 28 للمناخ يختتم فاعلياته بإجماع دولي على التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري

الجارديان: ربع المليارديرات المشاركين في COP28 بالإمارات جمعوا ثرواتهم من تلويث البيئة