العدوان الإسرائيلي على غزة يختم على افتتاح منتدى الدوحة.. ماذا قال المشاركون؟

الأحد 10 ديسمبر 2023 09:04 ص

خيم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على افتتاح مناقشات "منتدى الدوحة"، الذي انطلق الأحد في العاصمة القطرية، ويستمر لمدة يومين، تحت شعار "معا نحو بناء غد مشرق".

وافتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فاعليات "منتدى الدوحة" في نسخته رقم 21، وسط ظروف وتحديات دولية وإقليمية متسارعة، وترقب لأن تخلص النقاشات لأفكار وتوجهات تساعد على معالجة الأزمات والتخفيف من وطأتها.

وسيسلط المنتدى الضوء على 4 محاور رئيسية هي: العلاقات الدولية والأمن، الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، التنمية الاقتصادية، الاستدامة، من خلال 18 جلسة رئيسية و35 جلسة جانبية.

ويتزامن انعقاد هذا المنتدى مع العدوان الإسرائيلي على غزة وما ألحقه من دمار للقطاع المحاصر وقتل متعمد لآلاف المدنيين.

كما يبرز في هذا الخصوص الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، والتشديد على ضرورة توسيع نطاق المساعدات الإنسانية؛ من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، فضلاً عن مناقشة الأزمات التي يمر بها عدد من الدول العربية.

ويأتي المنتدى كذلك في وقت زادت فيه التحديات المتعلقة بأمن الطاقة والأمن الغذائي واضطراب سلاسل التوريد، والتهديدات الإلكترونية والتطرف المتصاعد والآثار المتزايدة للتغير المناخي، ومعاناة الملايين حول العالم من الفقر والتهميش.

وفي كلمته، في افتتاح المؤتمر، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن أزمة الحرب في قطاع غزة أظهرت ازدواجية المعايير في المجتمع الدولي، مؤكدا استمرار جهود بلاده لوقف إطلاق النار.

وأضاف بن عبدالرحمن، أن "الأزمة الحالية (في غزة) أظهرت بوضوح حجم الفجوة بين الشرق والغرب، وبين الأجيال المتعاقبة، وازدواجية المعايير في المجتمع الدولي".

وتابع: "علّمنا التاريخ أن الحوار هو الطريق الأمثل لمواجهة أعقد الصراعات إذا توفرت الإرادة الخيّرة والقيادة السياسية الحكيمة، وهذا هو منطلق إيمان دولة قطر بأهمية الوساطة في حل النزاعات وبذلها لكافة الجهود في سبيل تحقيق ذلك".

وقادت قطر مع مصر والولايات المتحدة وساطة خلال الحرب الإسرائيلية، التي اندلعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أسفرت عن هدنة استمرت 7 أيام حتى الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وتابع رئيس الوزراء القطري قائلاً، إنه يتعين الاعتراف بالخلل في النظام العالمي، الذي يسمح باستدامة الصراع، مطالباً ببدء مراجعة النظام الدولي والإنساني بحيث لا تكون هناك "امتيازات للقوة والتمييز".

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، إن الأحداث التي حدثت السنوات الماضية مثل الصراعات وجائحة كورونا، والتغير المناخي، أثبتت أن العالم متصل ببعضه البعض، وأن لا أحد يعيش على جزيرة معزولة.

وتابع بأنه بعد انتهاء الحرب الباردة، شهدنا عالما أحادي القطبية، ويتحرك العالم الآن نحو تعدد الأقطاب، ما يحمل في طياته احتمال اندلاع الصراعات.

ونوه غوتيرش‏ إلى فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار لوقف إطلاق النار في غزة، رغم استخدام صلاحياته لطلب وقف إنساني لإطلاق النار.

وكانت الولايات المتحدة استخدمت حق النقض "الفيتو" لصالح "إسرائيل"، في التصويت لصالح مشروق قرار هدنة إنسانية في غزة.

ولفت غوتيريش إلى أن "سلطة مجلس الأمن ومصداقيته تعرضت للتقويض بسبب عدم القدرة على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في غزة"، مضيفا: "لن أتخلى عن دعوتي إلى وقف إطلاق النار الإنساني في غزة".
 

وفي كلمته، حذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن أيمن الصفدي، من سياسة الاحتلال الإسرائيلي الذي يصر على المضي في إخراج أهل غزة من القطاع، لافتا إلى أن "الاحتلال يتحدى العالم وينتهك القانون الدولي ويرتكب جرائم حرب".

وأشار إلى أن ما يحصل في غزة لا يمكن أن يستمر، محذرا من أن الخطر يهدد المنطقة بأكملها، مجددا المطالبة بوقف الحرب على غزة، حتى لا تجر المنطقة إلى تفاقم النزاع.

وأكد أن قطاع غزة ليس وحده من يعاني من أتون العدوان، بل الضفة الغربية أيضا، لافتا إلى أن "تل أبيب لن تحصل على الأمن، إلا إذا حصل الفلسطينيون عليه، ولا يمكن تحقيق السلام إلا بإنهاء الاحتلال".

يشار إلى أن أمير قطر منح جائزة المنتدى لهذا العام إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

جاء ذلك تقديرا لجهودها في دعم الفلسطينيين.

ويحرص "منتدى الدوحة" العالمي على الجمع بين وجهات نظر متنوعة، تعزيز التعاون، قيادة التغيير الإيجابي عبر الدبلوماسية والحوار والتنوع، من أجل تقديم حلول ناجعة للموضوعات المطروحة للنقاش خلال جلساته.

ويعد هذا المنتدى، الذي أطلقه أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عام 2000، منبرا عالميا في مجال الشؤون المعاصرة، وأكبر منصة عالمية للدبلوماسية والحوار والتنوع، ويعكس شعار نسخة هذا العام صورة الأوضاع والتحديات الدولية الراهنة.

وركز "منتدى الدوحة" منذ انطلاقه على القضايا الإقليمية، ليتوسع بسرعة ويشمل القضايا العالمية، ويصبح منصة عالمية لتبادل الأفكار، وتطوير السياسات، ونافذة للمؤثرين من الأفراد.

ويتعاون المنتدى، مع العديد من الجهات المحلية والإقليمية والدولية في تنظيم جلسات نقاشية وورش عمل واجتماعات وطاولات مستديرة ومحاضرات على مدار العام لمناقشة القضايا الملحة والتحديات الطارئة في المنطقة والعالم.

وتستضيف فعالياته مسؤولين وخبراء في مختلف المجالات، علما بأن المنتدى قد نظمه في نسخته الأولى مركز دراسات الخليج في جامعة قطر بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة قطر تحت مسمى منتدى "الديمقراطية والتجارة الحرة" وحضره 500 مشارك يمثلون العديد من الدوائر الرسمية والأكاديمية والبحثية والإعلامية والثقافية من 30 دولة، فضلا عن الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر منتدى الدوحة الحرب على غزة إسرئايل الصفدي محمد بن عبدالرحمن أنطونيو غوتيرش