"نسبة الوفيات بين المدنيين وصلت إلى 61%، وهي أعلى مما كانت عليه في جميع الصراعات العالمية في القرن العشرين".. هكذا خلصت دراسة إسرائيلية، حول عملية القصف الجوي التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي وصفت بأنها "الأكثر عشوائية" من حيث سقوط ضحايا مدنيين في السنوات الأخيرة.

ونشر تقرير لصحيفة "الجارديان"، وترجمه "الخليج الجديد"، الدراسة التي أجراها أستاذ علم الاجتماع ياجيل ليفي، والذي وجد أن نسبة الوفيات بين المدنيين في الغارات السابقة التي كانت تشنها إسرائيل خلال الفترة 2012 وحتى 2022 لم تتجاوز الـ 40%، وانخفضت إلى ما نسبته 33% حملات القصف التي جرت سابقا خلال العام الحالي.

ووصف ليفي عمليات القتل التي طالت المدنيين في غزة بأنها "غير مسبوقة"، والتي ارتفعت نسبة الضحايا المدنيين فيها إلى 61%، وهي أعلى بكثير من متوسط عدد القتلى في جميع الصراعات التي جرت حول العالم، والتي كان المدنيون يمثلون فيها نصف القتلى".

وتوصل الباحث إلى نتيجة مفادها أن "القتل على نطاق واسع للمدنيين لن يساهم في أمن إسرائيل، بل ينطوي على أسس تقوضه.. حيث أن سكان غزة الذين سيخرجون من أنقاض المنازل، وبعد فقدان عائلاتهم سيتجهون للانتقام الذي لن تتمكن أي ترتيبات أمنية من الصمود أمامه".

من جانبها، علقت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، على الدراسة، بالقول: "لقد أسقط الجيش الإسرائيلي ضبط النفس في غزة، حيث تظهر البيانات عمليات قتل غير مسبوقة".

ولفتت إلى تفاخر رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، مؤخراً بالذخائر الدقيقة التي يمتلكها الجيش وقدرته على تقليل الضرر الذي يلحق بغير المقاتلين".

قبل أن تضيف: "لكن البيانات تظهر أنه في الحرب على حماس تم التخلي عن هذه الذخائر وهذا المبدأ".

وتلفت إلى أنه بعد أن تلاشت مظاهر التضامن الدولي مع إسرائيل، بدأ سماع انتقادات متزايدة بشأن حجم قتل المدنيين الأبرياء في قطاع غزة على يد قوات الدفاع الإسرائيلية.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" بارزة في هذا الصدد، حيث نشرت في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، نتائج تحقيق شامل أكدت فيه أن معدل قتل المدنيين في غزة أعلى مما كان عليه في الهجمات المثيرة للجدل التي شنتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وسوريا.

وقبل أسبوعين، خلص تحقيق استقصائي مشترك لموقع "سيحا ميكوميت" ومجلة "مغازين 972+"، ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن جيش الاحتلال تعمد استهداف المدنيين في غزة، سعيا لإيقاع أكبر عدد من الضحايا بينهم في الحرب التي يشنها على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولفت إلى أن مهاجمة الأبراج السكنية والمقرات الحكومية والجامعات هي "هجوم متعمد على المجتمع المدني كوسيلة لجعل مواطني غزة يمارسون الضغط على حماس".

ويكشف التحقيق سياسة الجيش "المتساهلة" في إطلاق النار على غزة، وأنه صادق في الحرب الحالية على المس بـ"عدة مئات من المدنيين الفلسطينيين"، كأضرار جانبية لهجوم كان يهدف إلى اغتيال قيادات كبيرة في "حماس".

ودلل التحقيق على ذلك، بارتفاع الضحايا من المدنيين خاصة من الأطفال والنساء وفقدان أكثر من 300 عائلة في غزة، أكثر من 10 من أفرادها في القصف، وهو رقم يتجاوز 15 ضعفا ممّا كان عليه في العمليات السابقة في غزة.

يشار إلى أنه وفق أخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة، فإن أكثر من 17 ألفا و700 فلسطيني، استشهدوا جراء القصف الإسرائلي المتواصل على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في وقت تجاوزت الإصابات أكثر من 47 ألفا.

ووفق الوزارة، فإن 70% من الشهداء والمصابين، هم من فئة النساء والأطفال.