شدد مسؤولون دوليون على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة من أجل تجنب مخاطر المجاعة وتدارك الوضع الصحي الكارثي؛ جراء العدوان المتواصل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.
وقال المديرة الإقليمية في برنامج الأغذية العالمي كورين فلايشر، إن "السبيل الوحيد لإبعاد خطر المجاعة في غزة هو وقف إطلاق النار لإتاحة نفاذ الغذاء على نطاق واسع".
قالت فلايشر خلال زيارتها لغزة إنها عملت في حالات الطوارئ لـ20 عاما "لكن لا شيء يقارن بما رأيتهُ أو سمعتهُ أو شعرتُ به في غزة اليوم"، لافتة إلى أن "سكان غزة يواجهون اليأس والخوف والجوع وخطر المجاعة"
بدوره، قال كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن "نصف السكان يتضورون جوعا، و9 من كل 10 لا يأكلون كل يوم. ومن الواضح أن الاحتياجات هائلة".
وأضاف أن "الوضع داخل غزة أصبح فوضويا على نحو متزايد.. هناك سؤال إلى متى يمكن أن يستمر هذا، لأن العملية الإنسانية تنهار"
من جانبه، قال المدير العام لـمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن القطاع الصحي في غزة يواجه تداعيات "كارثية" بسبب الحرب الإسرائيلية.
وأضاف في افتتاح جلسة استثنائية للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة مخصصة للبحث في تبعات الحرب الإسرائيلية على غزة أن أفراد الطواقم الصحية يؤدون مهمات مستحيلة في ظروف صعبة.
وأشار إلى أن الاكتظاظ ونقص الإمدادات في غزة يخلقان "ظروفا مثالية" لانتشار الأمراض.
وعقب "باختصار، زادت الاحتياجات الصحية بشكل كبير وانخفضت قدرة النظام الصحي إلى ثلث ما كانت عليه".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء السبت 17 ألفا و700 شهيدا، و48 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في ذلك اليوم هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.
وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.