استشهد 4 شبان فلسطينيين، وأصيب أخرون، وصفت جراح بعضهم بالخطيرة، ليل السبت/الأحد، في قصف طائرة مسيرة على مخيم نور شمس شرق طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما ارتقى ثالث متأثرا بإصابته خلال العدوان الإسرائيلي على جنين قبل أيام.

وأعنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب، وصول شهيدين برصاص الاحتلال لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، وهما: الشاب وليد عبدالرازق أسعد زهرة (22 عاما)، وأسعد فتحي أسعد زهرة (33 عاما) ، فيما ارتقى الشاب ليث تيسير أبو نمر متأثرا بإصابته خلال العدوان على جنين قبل أيام.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد الشاب محمود سامر جابر (22 عاما)، والشاب غيث ياسر شحادة (25 عاما)، بينما أصيب آخرون جراء قصف لمسيرات الاحتلال طال عدة مواقع بالمخيم.

وأوضحت المصادر، أن الشابين، استشهدا نتيجة إصابتهما بالقصف بطائرة مسيرة في حارة المنشية بمخيم نور شمس، حيث تركوا ينزفون وعدد من الجرحى بسبب عدم سماح قوات الاحتلال لسيارات الاسعاف بالدخول إلى المخيم.

وأفاد الهلال الأحمر في بيان مقتصب: "قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف والطوارئ من الدخول إلى مخيم نور شمس للوصول إلى إصابة خطيرة في الرأس رغم التنسيق مع الصليب الأحمر، واعتقال متطوع من سيارة الإسعاف".

واقتحمت قوات الاحتلال مخيم نور شمس في ساعة متأخرة من الليل، رفقة جرافات عسكرية، وأعلنته منطقة عسكرية مغلقة.

واندلعت اشتباكات خاضها مسلحون مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم، حيث فجر المسلحون عبوات ناسفة في آليات الاحتلال، وتصدوا لها بإطلاق الرصاص.

وللمرة الثالثة خلال ساعات قصف الاحتلال بمسيرة موقعا داخل المخيم.

وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة بين سكان المخيم عقب اقتحام عدد كبير من منازل الفلسطينيين في المخيم، وتحطيمها وتخريب محتوياتها بشل كامل.

ومن بين المعتقلين الشاب عمر أمجد محمد حسين، وذلك من منزله في ضاحية اكتابا شرق طولكرم، والمسعف هاني بنان صوان، من سيارة الإسعاف التي كان متواجدا فيها على مدخل المخيم، وهو أسير محرر من سكان ضاحية ذنابة.

في غضون ذلك، تمركزت دوريات الاحتلال الراجلة والمحمولة في مختلف حارات المخيم وتحديدا في مناطق جبل النصر، وشارع المسلخ، وحارات: المنشية والمحجر والقلنسوة، في الوقت الذي خربت فيه جرافات الاحتلال الشوارع الرئيسية للمخيم عبر تجريف البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة.

كما اقتحمت قوات الاحتلال ضواحي شويكة وذنابة وعزبة ياسين وحي الاسكان في ضاحية اكتابا، وداهمت منازل المواطنين وفتشتها واخضعت سكانها للاستجواب، واعتدت على المركبات المتوقفة في المنطقة.

على صعيد آخر، أعلن مستشفى الرازي في جنين شمال الضفة الغربية صباح الأحد، استشهاد الشاب ليث أبو النمر، متأثرا بإصابته خلال قصف إسرائيلي على جنين قبل أيام.

وأصيب أبو النمر بشظايا صاروخ أطلقته طائرة مسيرة على مجموعة من الشبان في الحارة الشرقية من جنين، خلال اقتحام قوات الاحتلال المدينة ومخيمها الذي استمر ثلاثة أيام.

وكانت قوات الاحتلال شنت عدوانا على مدينة جنين ومخيمها في 12 ديسمبر/كانون الأول، ما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة واعتقال المئات.

من جانب آخر، هاجم عشرات المستوطنين "المتطرفين" البدوَ القاطنين في طريق المعرجات غرب مدينة أريحا شرقي الضفة المحتلة.

وقالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو إن العشرات من مستوطني "ميفئوت يريحو" اقتحموا التجمعات البدوية بالمعرجات 3 مرات منذ ساعات الصباح.

وأضافت المنظمة أن المستوطنين قاموا بإلقاء الحجارة على مساكن المواطنين وإرهابهم، وقد أُجبر الأهالي على البقاء داخل مساكنهم، مبدين تخوفهم من تجدد هجمات هؤلاء المستوطنين.

يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت استشهاد 4 شبان فلسطينيين متأثرين بإصابتهم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيت أمر شمال الخليل، وقرب طولكرم وفي دير عمار غرب رام الله، وفي جنين.

وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء برصاص الاحتلال في الضفة منذ معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 295 شهيدا.

ووفق تقارير محلية، فإن قوات الاحتلال لم تعد منذ ذلك التاريخ تستخدم الرصاص المطاطي، وإنما تطلق مباشرة الرصاص الحي على الفلسطينيين، خلال عمليات الاقتحام التي تنفذها في الضفة.

وبلغت حصيلة المصابين برصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بالضفة الغربية، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 3432 جريحا.

بينما بلغت حصيلة معتقلي الضفة الغربية ومدينة القدس إلى 4420 فلسطينيا، وفق منظمات فلسطينية معنية بالأسرى.

ويكثف الجيش الإسرائيلي عملياته في بلدات ومدن الضفة الغربية، بموازاة حرب مدمرة يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وحتى الجمعة، خلفت الحرب الإسرائيلية على القطاع 18 ألفا و800 شهيد و51 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.