القتال في وسط السودان يتصاعد.. إنتاج النفط يتأثر وأمريكا تتدخل

الأحد 17 ديسمبر 2023 07:41 ص

تصاعدت موجات فرار السكان من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة (وسط السودان)، مع تجدد الاشتباكات العنيفة والقصف الجوي والمدفعي بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" لليوم الثالث على التوالي، وتدافع آلاف المواطنين حاملين ما خف من متاع إلى الطرقات لمغادرة المدينة نحو مدن الولاية الوسطية، وإلى البلدات الصغيرة في الأرياف.

وأعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ، وحظر التجول مساءً، فيما عبرت الولايات المتحدة عن "قلق بالغ" إزاء تكرار "الدعم السريع" الهجمات على المدينة، قبل أن تدعوها إلى وقف تقدمها فوراً في ولاية الجزيرة (وسط السودان)، وعدم مهاجمة مدينة ود مدني.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن شهود أن قوات "الدعم السريع" اشتبكت السبت، مع الجيش السوداني خارج مدينة ود مدني، وقد دفعت المواجهات آلاف المدنيين إلى الفرار نحو مناطق أكثر أمنا.

وقال الشهود إن الجيش السوداني، الذي يسيطر على ود مدني، منذ بدء القتال منتصف أبريل/نيسان الماضي، نفذ غارات جوية شرق المدينة من أجل صد الهجوم الذي بدأته قوات الدعم السريع الجمعة.

وأضافوا أن قوات "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ردت على الضربات الجوية بالمدفعية، وقد شوهدت تعزيزات تابعة لها تتحرك باتجاه المنطقة التي يدور فيها القتال.

وقال سكان إن مقاتلي قوات الدعم السريع شوهدوا أيضا في قرى شمال وغرب "ود مدني" خلال الأيام والأسابيع الماضية.

وأظهرت صور أعمدة من الدخان تتصاعد من أطراف هذه المدينة.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان، أن القتال اندلع صباح الجمعة بضواحي "ود مدني" التي نزح إليها أكثر من 86 ألف شخص من بين 500 ألف فروا لولاية الجزيرة.

وقالت الأمم المتحدة إن 14 ألفا فروا من مناطق المواجهات حول "ود مدني" مشيرة إلى أن بعضهم وصل إلى مدن أخرى.

وأظهر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، حشودا من الناس يجمعون أمتعتهم ويغادرون "ود مدني" سيرا على الأقدام.

من جانبها، حذرت نقابة أطباء السودان في بيان، من أن مستشفيات المنطقة، التي أصبحت مركزا إنسانيا وطبيا، أصبحت فارغة، وقد تضطر إلى إغلاق أبوابها.

فيما وصفت الخارجية السودانية في بيان، قوات "الدعم السريع" بأنها "إرهابية"، بسبب "استهدافها المعلن لعدد من القرى والبلدات الآمنة شرق ولاية الجزيرة التي تخلو من أي أهداف عسكرية".

وكانت قوات "الدعم السريع"، قالت الجمعة عبر موقع "إكس" (تويتر سابقا)، إنها "تطمئن" سكان المواطنين بولاية الجزيرة وفي "ود مدني" خاصة أنها معاقل الجيش.

وبعد فتح جبهة قتال جديدة بالسودان، دعت الخارجية الأمريكية قوات "الدعم السريع" إلى وقف تقدمها بولاية الجزيرة فورا والامتناع عن مهاجمة ود مدني.

كما حثت الجيش السوداني على تجنب الاشتباكات والأعمال الأخرى التي تعرض المدنيين للخطر.

وكانت قوات "الدعم السريع" قد بدأت استهدافها لولاية الجزيرة مرة أخرى، بداية من الهجوم على مصفاة الجيلي النفطية، أقصى جنوب الخرطوم، قبل أن تتهم قوات الجيش بقصف مصفاة الجيلي، الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شمال العاصمة  الخرطوم، للمرة الخامسة، وتدمير مستودعات "نبتة".

ووسط اتهامات متبادلة بين الجيش و"الدّعم السريع" بشأن المسؤولية عن القصف المتكرّر على المصفاة، قال مصدر في مجال النفط، إن أضراراً كبيرة لحقت بوحدة التحكم وخط الأنابيب الداخلي، بسبب قصف تعرّضت له المصفاة، في الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أن "القصف الذي طال وحدة التحكم دمرها تماماً".

والجيلي هي أكبر مصفاة للنفط في البلاد، بإنتاج يومي يبلغ نحو 90 ألف برميل، وتلبي نحو نصف احتياجات البلاد من مشتقات البترول.

وفي تطورات ميدانية أخرى، قال ناشطون إن الاشتباكات تجددت في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد هدوء نسبي على مدى أسابيع.

وكانت قوات "الدعم السريع"، التي تطوق المدينة، أوقفت تقدمها في وقت سابق بعد إعلان جماعات مسلحة أخرى أنها ستتدخل.

كما تحدث سكان عن ضربات عنيفة شنها الجيش السوداني في نيالا عاصمة جنوب دارفور، وفي الخرطوم بحري.

والأسبوع الماضي، طالب مشرعون أمريكيون، إدارة الرئيس جو بايدن، بالضغط من أجل إنهاء القتال في السودان، وحذروا من تكرار سيناريو "إبادة جماعية جديدة" في دارفور.

وخلال الأشهر الماضية، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بحق مسؤولين سودانيين اتهمتهم بلعب "دور مؤثر في إشعال الحرب"، واستمرار القتال.

وتسبب القتال في السودان خلال 8 أشهر في مصرع أكثر من 12 ألف شخص، ونزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد -بحسب الأمم المتحدة- إضافة إلى قرابة 1.5 مليون آخرين فروا إلى دول مجاورة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان وسط السودان مصفاة الجيلي ود مدني الدعم السريع الجيش السوداني